* email * facebook * twitter * linkedin لا يمكننا أن نمسك بالزمن وهو يتسارع ويذهب بدون رجعة، ولا حتى دقيقة ولا حتى ثانية ولا حتى جزء من الثانية، يمكننا أن نلحق بها ونقحمها في خانة الجمود ونعيشها بكلّ تفاصيلها وعمقها، نعم لا يمكننا فعل ذلك لكن نستطيع أن نخلّد تلك اللحظة من خلال صورة، تبرهن على وجودها ونعود إليها من أجل الذكرى، وهو الفعل الذي يقوم به الفنان المصور حسام آيت سعدي، الذي يعرض 11 صورة له بفضاء "آغا" التابع لمؤسسة "فنون وثقافة". 11 صورة من الحجم الصغير تحمل مواضيع متنوعة، تزيّن فضاء "آغا" في معرض حسام آيت سعدي، الذي يُعد الثاني في مسيرته الفنية. وقال الطالب الجامعي في السنة الثالثة ليسانس بمعهد الهندسة الكهربائية والإلكترونيك ببومرداس، قال ل "المساء" إنّ اهتمامه بالتصوير بدأ منذ الصغر، فكان يستعمل الهاتف لتحقيق هذا الغرض، ومن ثم عمل جاهدا ليدخر المال، وطلب ما كان ينقصه من والده، الذي لم يبخل عليه، كلّ هذا لشراء كاميرا، يثبت من خلالها موهبته. أما عن مواضيع الصور المعروضة فهي حول أماكن ومدن مختلفة، من بينها جبال الشريعة بالبليدة، وأخرى في زقاق مدينة الورود، وبعضها في العاصمة، وبالأخص في القصبة، وحتى في أرياف البويرة. وقال حسام إنّ المواضيع تختلف حسب تنوّع المكان الذي يلتقط منه الصور، مشيرا إلى ميله للتصوير حسب أحوال الطقس وجمالية الفضاء، ممثلا بالشريعة التي التقط صورا عنها في فصل الشتاء، حينما تكون مرتدية زي العروس ناصع البياض، وهنا يقول: "الصور عن الشريعة تشعرني بالدفء. أما الصور الخاصة بقصر رياس البحر بالعاصمة، فتتدفق جمالا هندسيا بارعا". جمال المناظر التي وجدت نفسها موضوعا في لوحات حسام، لم يكفها، بل بحثت عن تميز أكبر، فكان ذلك من خلال تعديلات فنية بأنامل الفنان. وفي هذا يقول: "قمت بالتعديل على كل الصور من خلال إضفاء لمسة فنية ورتوشات، ولكن يختلف نوع وحدة التعديل على حسب نوع الصورة وموضوعها، فبعض الصور تعدَّل تعديلا طفيفا، وأخرى أحاول إيصال إحساس إلى الناظر إليها، فأعدّلها بطريقة معيّنة". أما عن اختياره الصور ذات الحجم الصغير لعرضها في فضاء "آغا"، فأكّد حسام أنّ الأمر يعود فقط إلى ضيق المكان الذي يعرض فيه، مضيفا أنّ معرض "آغا" هو الثاني له بعد الذي أقامه بمدينة الشراقة، لينتقل في حديثه إلى قلة الفضاءات حاضنة مثل هذه التظاهرات، وهو ما يعرقل مسيرته الفنية. بالمقابل، اعتبر الفنان أن في زمن الهواتف الذكية أصبح التصوير أسهل، إذ جميع الناس يمكن لهم التقاط الصور، إلاّ أنّ هناك فرقا شاسعا بين الصور التي تُلتقط بشكل احترافي والصور الهاوية، سواء كانت بالهاتف أو بالكاميرا، مضيفا أنّ احترافية الصورة لا تتعلق بالجهاز الذي التقط به، بل بالمصور في حدّ ذاته. وعن تأثره بالفنانين المصوّرين الآخرين، قال حسام إنّ كل المصوّرين يتأثّرون بأعمال نظرائهم في مهنة الفن، لكن القليل فقط من يثني ويعترف بذلك، في حين يقرّ بمدى احترافية بعض المصورين، ويبدي إعجابه وحتى انبهاره في بعض المرات، ببعض الأعمال الجميلة. وفي هذا السياق، أشار حسام إلى إعجابه الكبير بأعمال بيتر ماكينو وبرندون ولفل. كما تطرق للتراجع الهائل لتأثير الصور على نفوس الجمهور مع مرور الزمن، وهذا بفعل تطور التكنولوجيات وكثرة المصورين، فتبدو مثل هذه الفنون سهلة التجسيد، مما يُفقدها قيمتها.