* email * facebook * twitter * linkedin أجمع مشاركون في حفل إحياء الذكرى 65 لاجتماع القادة الستة التاريخيين نظمته أمس، بلدية الرايس حميدو بالعاصمة، أن بيان أول نوفمبر 1954 كان "منعرجا حاسما في تاريخ الشعب الجزائري"، مشددين على التزام القادة الستة ب"السرية التامة"، حيث احتضن منزل المناضل مراد بوقشورة انطلاق الاحتفالية بحضور مجاهدين وممثلين من الإدارة المحلية. وكان القادة الستة قد اجتمعوا في 23 أكتوبر 1954 "على كلمة واحدة هي الوطن"، مثلما أكد عبد المجيد شيخي المدير العام للأرشيف الوطني، الذي أشار إلى أن اجتماع كل من العربي بن مهيدي ومصطفى بن بولعيد وديدوش مراد وكريم بلقاسم ومحمد بوضياف ورابح بيطاط في هذا البيت التاريخي تم في "ظروف ميزتها ملابسات عدة"، لكنها انتهت ب"قناعة أكيدة وهي ضرورة تفجير ثورة الفاتح نوفمبر 1954". واستعاد شيخي خلال ندوة تاريخية نظمتها جمعية "مشعل الشهيد"، بعض التفاصيل التي رافقت هذا الاجتماع كالخلاف في صفوف حزب الشعب وحزب الحريات الديمقراطية و"تململ" بعض الأطراف في قرار الانتقال إلى العمل المسلح وغيرها من الملابسات التي تم الفصل فيها نهائيا ببيان وصفه المتحدث ب "الرائع". وقال في هذا السياق إن صياغة بيان أول نوفمبر كان "بمشاركة الجميع وليس شخص واحد، كما يحاول البعض الترويج له"، داعيا بالمناسبة إلى "تجنب الوقوع في فخ التشكيك" وإلى "تغليب الموضوعية عن طريق التعامل مع الوثائق أولا". أما شهادات المجاهدين والفاعلين فاعتبرها المتحدث "استدلالات يمكن للمؤرخين العودة إليها في كتابة التاريخ". كما أشار إلى أن اجتماع القادة الستة في منزل بوقشورة "تميز بالسرية" حتى أن الباحثين "لا يعلمون سبب الإفراط في هذه السرية" لدرجة أنه لم يتم لحد الآن "الإفصاح عما دار من حديث بين الزعماء الستة". من جهة أخرى، ثمن شيخي أهمية اللقاء التاريخي وصرامته، حيث أنه استطاع حسبه أن "يُبقي موعد اندلاع الثورة سرا ليفاجئ بها العدو". بدورها، رافعت المجاهدة زهرة ظريف بيطاط في مداخلتها على "قداسة" ليلة أول نوفمبر 1954، كونها كانت "منعرجا حاسما في تاريخ الشعب الجزائري". وأكدت أن الراحل رابح بيطاط "لم يتحدث يوما عن من كتب بيان أول نوفمبر، لكنه كان دائما يردد أن البيان هو صوت الشعب الجزائري". وفي رسالة موجهة لشباب اليوم، أكدت السيدة ظريف أن "الفاتح نوفمبر يجمع جيل الأمس بجيل اليوم الذي برهن للعالم بأن قلوبهم عامرة بحب الوطن ومستعدين مثل آبائهم للتضحية في سبيل رقيهم ونيل كرامتهم.