غلام الله يدعو الأئمة إلى توعية الرأي العام بالقضية الفلسطينية دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد الله غلام الله أمس أئمة المساجد إلى أداء دورهم فيما يخص توعية الرأي العام بالقضية الفلسطينية وتذكيرهم بالمجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني في غزة. وخلال ندوة فكرية نظمتها الوزارة أمس بالجزائر العاصمة لفائدة أئمة مساجد الجزائر العاصمة حول موضوع أبعاد العدوان الإسرائيلي على غزة أبرز السيد غلام الله أن هناك بعض الجهات الغربية تحاول تبييض صورة الكيان الصهيوني بعد العدوان الوحشي الذي شنه ضد غزة واستهدف المدنيين العزل. وهو الأمر الذي يستدعي -كما قال- ضرورة تجنيد الأئمة في توعية الشعب وإصلاح شؤون الأمة من خلال تبصيرهم بما يحاك ضدهم من مؤامرات. كما دعا فصائل المقاومة الفلسطينية إلى توحيد صفوفهم وأخذ العبرة من الدروس السابقة واستثمار النصر الذي افتكته المقاومة بالالتفاف حول بعضهم البعض. وجدد الوزير بهذه المناسبة التذكير بأنه سيتم في إطار دعم تعمير قطاع غزة تخصيص جزء من أموال صندوق الزكاة لأهالي القطاع. وفي إطار الحملة السابعة لتجميع أموال الزكاة أبرز مدير الشؤون الدينية لولاية الجزائر السيد لزهاري مساعدي في مداخلته أنه تم تنصيب لجنة متابعة توزيع أموال صندوق الزكاة التي ستكون مستقلة عن الوزارة وتتشكل من مختصين في المحاسبة والاستثمار ستضطلع بمتابعة تسيير المشاريع وكذا عمل اللجان القاعدية على مستوى المساجد. وأكد السيد مساعدي أن للإمام دور كبير في دعوة المواطنين إلى التبرع بأموالهم مساعدة للفقراء والمساكين من جهة وكذا مساندة للإخوان في قطاع غزة من جهة أخرى. وأكد بدوره السيد عمار جيدل أستاذ بجامعة الجزائر أن للإمام دور عيني تجاه الأمة ولابد له أن يعمل على تحريكها بشكل يبقيها حية ويقظة تجاه قضاياها المصيرية مشيرا إلى أن العدوان على غزة أثبت أنه لازالت بعض ملامح الحياة المستقرة في الأمة التي يجب تثمينها من أجل تحقيق وحدتها. وحسب الدكتور جيدل فإن مثل هذه القضايا تستوجب إشراك الجميع كل حسب طاقته وتحقيق الاتحاد لمنع أي ثغرة قد ينفذ منها العدو مشيرا في هذا السياق إلى أن "الأسطورة الصهيونية تحولت إلى واقع مؤثر في العالم بأسره بفضل التحام كل تكتلاتها السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار". و"في الوقت الذي تتعامل العديد من الدول العربية بالتمني والدعاء مع قضاياها المصيرية فإن إسرائيل تبذل أقصى جهودها للتعلم والبحث العلمي الذي يعد الركيزة الأساسية للتطور والنجاح" يضيف المتحدث. واعتبر من جهته أستاذ بمعهد علوم الإعلام والاتصال السيد محمد لعقاب العدوان الأخير على قطاع غزة "حلقة" في سلسلة العمليات التي تستهدف العالم الإسلامي ككل والتي تتخذ لها مسارين الأول عسكري والثاني سياسي يتم من خلال ربط علاقات ديبلوماسية مع الصهاينة وإبرام عدة اتفاقيات معهم تحت غطاء السلام في المنطقة وهوالمسارالذي اعتبره المتحدث "الأخطر" على الأمة الإسلامية. وحسب المحاضر فإنه إذا كانت القضية الأساسية للعالم الإسلامي هي فلسطين فإن المعركة الأساسية التي عليهم ربحها هي العراق التي إن تحقق تحريرها كسرت اليد التي تحمي العدو الصهيوني وهي -حسبه- الولاياتالمتحدةالأمريكية. وذكر من جهة أخرى أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر بأهمية جمع التبرعات للأهالي في فلسطين من أجل مساعدة أهالي غزة كما كان الحال بالنسبة للثورة الجزائرية التي كانت تستمد تمويلها من تبرعات المواطنين الجزائريين داخل وخارج الوطن". وناشد سفير دولة فلسطين في الجزائر السيد محمد الحوراني الذي حضر هذا اللقاء الأئمة بدعوة إخوانهم الفلسطينيين إلى توحيد صفوفهم التي تعد شرط نصرتهم لاسيما وأن لإمام المسجد دور هام في تبصير الشعوب بقضاياهم المصيرية.