* email * facebook * twitter * linkedin تنتشر عبر الوطن العديد من الحمامات المعدنية التي تعد مقصد الكثير من العائلات الراغبة في أخذ قسط من الراحة؛ سواء للعلاج أو الاستمتاع بمياهها الساخنة التي تتميز بها طبيعيا تلك الأماكن. وتشهد الحمامات المعدنية إقبالا واسعا للمواطنين خلال انخفاض درجات الحرارة، بعد أن هجروها خلال موسم الحر؛ باعتبارها ساخنة، ويصعب البقاء فيها لفترة طويلة. ينطلق موسم السياحة الحموية هذه الأيام، حيث تعتبر بعض المناطق من الوطن الوجهات المثالية لعشاق تلك الحمامات، التي تستقبل أسبوعيا آلاف الزائرين من مختلف ربوع البلاد. ففي كل شتاء تكتظ الشوارع والحدائق والمساحات العمومية المحاذية لتلك المركبات الحموية بمئات الزوار. ويتقاسم الوافدون هناك شغفا واحدا، وهو التمتع بحرارة المياه الطبيعية التي تختلف من منبع لآخر، منها ما يعد علاجا حقيقيا لبعض الأمراض كالتهاب المفاصل أو مشاكل البشرة، فضلا عن أن البعض منها يحتوي على معادن تعد علاجا فعالا لبعض المشاكل الهضمية. وفي هذا الصدد، قال محمد لعروسي صاحب وكالة سياحة وسفر، إن الجزائر تزخر بوجهات سياحية عدة، ولكل فصل ميزاته الخاصة ووجهاته المختلفة، منها الحمامات المعدنية التي تستأثر بنسبة هامة من محبي السياحة الحموية، خاصة في عطلتي الخريف والربيع، أو ما يعرف ب "ما بين الموسمين". وأشار المتحدث إلى أن هناك العديد من الحمامات المعدنية التي تثير اهتمام المواطنين وفضولهم، على غرار حمام دباغ وحمام المسخوطين والصالحين و«حمام ربي" وحمام ريغة وحمام بوحجر وحمام ملوان وغيرها، وكلها لها تواريخها الخاصة، وأحداث جعلت تطلق عليها هذه التسميات التي تبدو غريبة لكن لها دلالاتها. وتحظى منطقة "حمام دباغ"، حسب لعروسي، بحصة الأسد من الإقبال والاهتمام والتسويق الإعلامي؛ إذ غالبا ما يستغل المواطنون هذا الموسم لزيارة المناطق الداخلية والجنوبية كذلك. فبعد الشريط الساحلي الذي يشهد إقبال المواطنين من ربوع الوطن خلال موسم الاصطياف، يتحول اهتمامهم في موسم انخفاض الحرارة، إلى المناطق الداخلية أو الصحراوية؛ لما تتوفر عليه من ثروات طبيعية ومرافق إيواء واستقبال؛ كالمركبات ومراكز الراحة من نوع آخر. ويستغل في كل مناسبة رواد القطاع السياحي، الفرصة لإعادة بعث الانشغال المتعلق بغياب البنية التحتية وغياب مرافق سياحية وفندقية، بطاقة استيعاب كبيرة ومعايير ومقاييس عالمية، تسمح لهم بالترويج الجيد للمناطق السياحية بالجزائر، هذا ما أشار إليه لعروسي قائلا: "عند ترويجنا لمنطقة معيّنة غالبا ما نقع في مشاكل مع الزبائن، لاسيما الأجانب، الذين يشترطون عوامل عديدة من الخدمة، وصولا إلى النظافة ومختلف التفاصيل التي يبحث عنها الفرد، لضمان راحته واستمتاعه بالوقت هناك لتغيير الجو أو للعلاج". وفي الأخير، دعا المتحدث إلى تفعيل المشاريع الموعودة في بعض المناطق من البلاد، على غرار ولاية قالمة، حيث يرتقب أن يشهد تخصص السياحة الحموية قفزة نوعية بعد إنجاز المشاريع المسجلة برسم البرنامج، التي تقول عنها مصالح المديرية المعنية، إنها قيد التحضير للانطلاق في التجسيد الميداني، منها دراسة تهيئة وتوسيع 3 مناطق سياحية ذات طابع حموي بكل من حمام دباغ وأولاد علي وعين العربي، تضاف إليها منطقة أخرى بحمام النبائل، ستكون، حسب المديرية نفسها، مدعومة بحمامات وفنادق ومرافق ترفيهية كثيرة.