* email * facebook * twitter * linkedin دعا وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة، وزير الثقافة بالنيابة، حسن رابحي، أمس، بالجلفة مواطني الولاية الى التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع يوم 12 ديسمبر القادم ل«وضع بصمتهم في العهد الجديد الذي سيٌدشن بمناسبة اختيار الشعب رئيسه بحرية وشفافية في إطار ضمانات ديمقراطية غير مسبوقة". وأوضح السيد رابحي في كلمة له بمناسبة زيارته للولاية أنه "عندما يؤدي سكان هذه الولاية واجبهم الانتخابي على غرار باقي الجزائريين ،سيساهمون في صناعة مستقبلهم في حضن وطن سيد وآمن يسترشد بالحوكمة للتكفل بشؤون الشعب ولتطوير وطننا الذي لا وطن لنا سواه"، مبرزا أن الموعد الانتخابي "سيكرس خيار الشعب الذي قرر تفويت الفرصة على أعداء الجزائر الذين أفشل الجيش الوطني الشعبي بحزم وعزم مخططاتهم الدنيئة وأحبط مؤامراتهم الشيطانية ما ظهر منها وما بطن". وأكد الوزير بأن الدولة جعلت من الإسهام في إنجاح موعد الرئاسيات المقبلة "إحدى أولويتها إذ سخرت كافة القدرات البشرية المؤهلة والوسائل المادية والتقنية المتطورة لإبراز وجه الجزائر المشرف وقدرتها على تنظيم الأحداث الكبرى وحسن تسييرها أيا كانت الظروف والمعوقات". في سياق متصل، أوضح السيد رابحي أن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، "أكد وفاءه للمبادئ النوفمبرية من خلال مواقفه المبدئية الثابتة والمجسدة مؤخرا في تبني خيارات الشعب ومرافقته إلى غاية تحقيقها في كنف الوحدة والأمن العميم". وأردف قائلا "وموازاة مع تكريس التلاحم الوثيق وغير القابل للانفصال مع الشعب، فإن الجيش الوطني الشعبي يظل دوما متأهبا تمام التأهب لحماية سيادة الوطن ووحدته الترابية وكذا قراراته السيدة التي لا تقبل الإملاءات أيا كان مصدرها ومقصدها". وفي هذا السياق، شدد الوزير على أن مسؤولية الدفاع عن الوطن والمساهمة في تطويره تعد "مسؤولية تشاركية نتقاسمها جميعا أفرادا ومؤسسات باسم الأخلاق والواجب معا وهذا انطلاقا من الأسرة ودورها العظيم في إعداد النشء الصالح المعتد بهويته وأصالته والمؤهل للارتقاء بوطنه بما يحوزه لاحقا من معارف ومهارات علمية وثقافية" . وأضاف أن باقي المؤسسات والهيئات على المستويين المركزي والمحلي تأتي لتدعم هذا الدور ولتسند خطى الوطن وهو يتعزز بمسارات وآفاق جديدة تعيد للمواطن كرامته الحقة وتتجه بالجزائر نحو الازدهار والتطور المستحق"، مشيرا إلى أن قطاع الاتصال "يحرص على أداء واجبه المرتكز على إعلام المواطن بصدق واحترافية وعلى التعريف بالجهد التنموي ومرافقة مستجدات الوطن والعالم من حولنا". ولدى تطرقه إلى الدور "الفعال" للاتصال الجواري في الاعتناء بالشأن المحلي وكذا الوطني، ذكر السيد رابحي أنه تم خلال الأسبوع الماضي تدشين محطة للتلفزيون بولاية تندوف وذلك في إطار "استكمال برنامج توسيع شبكة محطات وقنوات الإعلام الجهوية لاسيما في منطقة الجنوب" . ولفت إلى أنه "بالنظر إلى ما تكتنزه الجزائر وولاية الجلفة تحديدا من معالم حضارية إنسانية وما توفره من وجهات سياحية واعدة، فإن للإعلام مسؤولية التعريف بها والترويج لها عبر مختلف وسائل الاتصال لاسيما الإلكترونية منها بما تتمتع به من سرعة الانتشار وقوة الاستقطاب والجذب"، مشيرا إلى الاثار التي لازالت شاهدة على مرور عدة حضارات بالمنطقة كمحطات النقوش الصخرية ودار البارود وجامع سي بلقاسم بلحرش" . وفي هذا الإطار، دعا السيد رابحي الاعلام "للترويج للتنوع السياحي بقوة بغية جلب انتباه المستثمرين لما توفره الجلفة من مؤهلات هائلة للاستثمار"، مؤكدا أن شروط تحقيق انطلاقة تنموية واستثمارية بولاية الجلفة "متوفرة وكبيرة" وتوليها الحكومة عناية خاصة كباقي مناطق الجنوب والهضاب العليا "من خلال حزمة من التحفيزات المشمولة لكل القطاعات ومجالات الحياة" . وشدد الوزير على أن هذه الشروط ستتعزز بعد استحداث مقاطعتين إداريتين جديدتين بولاية الجلفة و«يتعلق الأمر بكل من مسعد المدينة المشهورة ببرنوسها الوبري وبواحات نخيلها الخلابة وعين وسارة المدينة ذات الموقع الاستراتيجي التي يربطها طريقها الوطني بين ولايتي الجزائر وتمنراست والتي تتوفر على أراضي فلاحية واسعة ووحدات صناعية، لاسيما في مجال الحليب ومشتقاته والصناعات الزجاجية" . وتابع موضحا أن هذه العملية التي تمت مؤخرا وسمحت بإنشاء 44 مقاطعة إدارية بالهضاب العليا وبترقية عشر ولايات منتدبة بالجنوب إلى ولايات جديدة، سعيا إلى تعزيز مقاربة تقريب الإدارة من المواطن وبعث ديناميكية تنموية فعالة على المستوى المحلي وكذا في إطار التعاون والشراكة ما بين الولايات" . وأضاف في هذا الإطار، أن التقسيم الإداري الجديد سيساهم في "إعادة هيكلة القطاعات وتحسين مستوى أداء خدمات المرفق العام وهو ما من شأنه إنعاش الاقتصاد الوطني وخلق فرص شغل جديدة لأبناء الجزائر وبناتها عبر كامل التراب الوطني" . وأعرب الوزير عن أمله في أن تكرس أسرة الإعلام المحلية والوطنية "مزيدا من المعالجة الاحترافية لإسناد جهود الحكومة في مجال التنمية ولمرافقة واقع وتطلعات ولاية الجلفة التي تشكل همزة وصل بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب وقطبا اقتصاديا وتجاريا واعدا". الإعلام الجواري ضمن مخطط الحكومة وأكد السيد رابحي، من جهة أخرى أن برنامج الحكومة القاضي بفتح محطات جهوية للتلفزيون الجزائري، "يشكل دعامة قوية لتعزيز الإعلام الجواري". وأضاف لدى معاينته بعاصمة الولاية ورشة مشروع تهيئة مقر لمركز التلفزيون الجزائري تدعمت به الجلفة "أن هذا المولود الجديد الذي يؤسس لإعلام جواري يندرج ضمن مخطط للحكومة ومن شأنه أن يغذي كذلك حاجيات السمعي البصري بالولايات التي ستفتح بها هذه المحطات". ومن شأن هذه المحطات الجهوية توفير مادة إعلامية للمحطة المركزية لمؤسسة التلفزيون الجزائري وتدعيم الشبكة الإعلامية الوطنية. وقد عكفت الحكومة في هذا الجانب يقول الوزير "على إعداد برنامج جديد يقضي بفتح 10 محطات للتلفزيون عبر المناطق النائية لتمكين الجوارية في المعلومة وإثراء المنظومة الوطنية حتى يتسنى لها المشاركة في الزخم الإعلامي". وبعد أن قدمت شروحات وافية حول المشروع للوزير، تم التأكيد على "أن هذا الفضاء الإعلامي سيعمل في بداية الأمر على ضمان تغطية الأحداث في الجانب الإخباري وكذا مختلف النشاطات الجوارية لتحقيق غايات إعلامية في خدمة المواطن والصالح العام ليرتقي في الأفق من خلال تعزيزه بوسائل وتجهيزات للإنتاج حتى يقدم خدمات إعلامية أكثر للمركزية". كما سيتم الاعتماد في نشاط هذه المحطة على كفاءات من المنطقة لتعزيز عمله الإعلامي المنتظر وهو ما كان محل تثمين. الوزير حضر مراسم توقيع اتفاقية بين الإذاعة المحلية وكذا بلدية الجلفة خاصة بالإشهار، والتي ستعمم في الأفق لباقي البلديات، حيث ثمن ممثل الحكومة هذه الخطوة. كما وقف على نشاط إعلامي بهذه المحطة الإذاعية، حيث أشار أمام طاقمها إلى الدور الجوهري الذي تلعبه في تعزيز الإعلام الجواري. من جهة أخرى، وقف السيد رابحي خلال زيارته للولاية على عدد من المرافق الثقافية منها المشروع المكتمل لإقامة داخلية لملحقتي الفنون التشكيلية والموسيقية وعدد من المنشآت بالقطب الثقافي بعاصمة الولاية منها المتحف الولائي وملحقة المركز الوطني للأبحاث ما قبل التاريخ وكذا ملحقتي الفنون التشكيلية والموسيقية،و قدمت له بعض الشروحات والعقبات التي تحول دون فتح الهياكل لاسيما غياب مرسوم الإنشاء الخاص بتسيير هكذا مرافق. ووعد الوزير هنا بطرح هذه الوضعية أمام الحكومة لإيجاد حلول لها. كما استمع السيد رابحي لعدد من الشباب الذين طرحوا عليه عديد الانشغالات التي قابلها بوعده بالنظر فيها من خلال إيفاد مسؤولين للقطاعات المعنية لتدوين تطلعاتهم والعمل على حلها وفق ما هو متاح مؤكدا على دورهم (الشباب) الريادي في بناء الوطن والمساهمة في رقيه. واختتم الوزير خرجته لولاية الجلفة التي حضر فيها نشاطا أدبيا أقيم بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، بزيارة لمحطات نقوش صخرية بموقع أثري ببلدية زكار (20 كلم جنوب الولاية). دعوة للحفاظ على المعالم التاريخية والثقافية للبلاد من جهة أخرى، أكد وزير الاتصال ،على الأهمية التي تكتسيها عملية المحافظة على المعالم التاريخية والثقافية بالبلاد التي تشكل إرثا يضرب في عمق حضارتنا. وأضاف السيد رابحي الذي كان مرفوقا بوزير العلاقات مع البرلمان، فتحي خويل لدى وقوفه ببلدية الشارف (50 كلم غرب الولاية) على المسجد العتيق الذي يعود بناؤه للقرن 18م، بأن "هذا الصرح الديني الذي كان اشعاعا دينيا وساهم في غرس الروح الوطنية، يعد من بين المواقع التراثية التي نعتز بها ولا بد من الحفاظ عليها كمكاسب حضارية" . ويعتبر المسجد العتيق بمدينة الشارف أحد أهم الأماكن الدينية،حيث وضعت لبنته الأولى عام 1886 وانتهت في عام 1897 على يد أبناء المنطقة. وقد بني هذا الصرح الديني الذي يعود فيه الفضل لأحد أبناء المنطقة، على انقاض مسجد الدراويش الذي هدم من طرف المستعمر الذي منع الأهالي من إعادة بنائه باعتباره رمز انتفاضة سكان المنطقة. وكان هذا المسجد بمثابة منارة للتوعية وشحذ الهمم للمساهمة في بناء الروح الوطنية والجهادية وهو المسجد الذي القى فيه المجاهد فرحات عباس خطبة عام 1946، كما تعاقب عليه غداة الاستقلال أعضاء من الولاية التاريخية السادسة.