واصلت بلدية بوروبة (الجزائر)، عملية تهديم البيوت القصديرية الفوضوية التي تم بناؤها بطرق ملتوية في عهدة المجلس الشعبي الفارط. وقد شملت عملية أول امس التي أشرف عليها رئيس المجلس الشعبي البلدي، السيد زهير معتوق، بمعية أعضاء مكتبه التنفيذي، 25 كوخا بكل من حيي المجاهد والفداء. وبالرغم من امتعاض اصحاب هذه الأكواخ من خطوة البلدية، إلا أن عملية الهدم التي تمت بحضور القوة العمومية، وفي ظروف ملائمة وتجاوب معها الشارع المحلي، الذي كثيرا ما حز في نفوس مواطنيه ان يروا ذلك الديكور الردئ الذي شوه المحيط وحول مساحات كبيرة الى كنتونات غريبة تمارس بداخلها شتى الطقوس وتتفشى فيها مختلف الظواهر السيئة كالسرقة والمخدرات وغيرها من الآفات. بعض السكان الذين التقتهم »المساء«، ثمنوا العملية وطالبوا من البلدية توخي الصرامة في التعامل مع ظاهرة انتشار البيوت الفوضوية التي كانت في السنوات الفارطة تتم جهرا وفي وضوح النهار، بتواطئ من بعض المنتخبين المحليين الذين ومن المفارقات العجيبة انهم اشرفوا على تمكين البعض من بناء بيوت قصديرية على مستوى المكان المعروف بكوبوسطاج، وكانت »المساء« قد تطرقت حينها الى الموضوع. للإشارة، بلدية بوروبة التي تعد واحدة من افقر بلديات العاصمة، كانت قد ورثت وضعا كارثيا عند التقسيم الإداري الأخير، حيث ضمت إليها كل الاحياء الفوضوية التي كانت في مطلع الاستقلال تابعة لبلدية حسين داي، قبل ان تلحق أهم مرافقها الاساسية كمحطة القطار ومرابض المواشي الى بلدية الحراش، في حين ابقي على الاكواخ في الحدود الإدارية للبلدية الجديدة اي بوروبة التي تحصي اكثر من اربعة آلاف كوخ. وأمام هذا الواقع المر، يناشد سكان بلدية بوروبة، سلطات ولاية العاصمة، مضاعفة حصص البلدية من السكنات الجديدة بهدف القضاء نهائيا على ازمة الاكواخ التي ارهقت كاهل البلدية على مر السنوات، وحرمت الآلاف من المواطنين ممن يقيمون خارج هذه البؤر الفوضوية ويعانون بدورهم من ازمة السكن، باعتبار أن مختلف الحصص السكنية التي استفادت منها البلدية قد وجهت لصالح سكان البؤر، مما يعني حرمان غيرهم.