* email * facebook * twitter * linkedin يلتقي الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الاوكراني فلودومير زيلنسكي، بعد غد الاثنين، في قمة فريدة بالعاصمة الفرنسية بعد مساع دبلوماسية ألمانية فرنسية على أمل التوصل الى اتفاق حول مختلف القضايا الخلافية بين البلدين، وخاصة مسألة المتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا. وتعد هذه القمة الاولى من نوعها بين البلدين منذ فشل المفاوضات المباشرة بينهما سنة 2014، والتي انتهت الى فشل ذريع وعمقت الخلافات بينهما وزادت في درجة النزعة الانفصالية وسط اتهامات أوكرانية باتجاه روسيا بتأجيج الاوضاع في هذا الجزء الناطق سكانه بالروسية. وشكل الاعلان عن عقد قمة باريس اكبر اختراق دبلوماسي في علاقات دولتين بلغت درجة عداء غير مسبوقة، رغم ان الكثير من المتتبعين اكدوا ان نتائجها ستكون محدودة ولكنها تبقى ذات اهمية كبرى على طريق نزع فتيل الحرب والعداء بين موسكو وكييف او على الاقل تفعيل الاتفاق المتوصل اليه قبل خمس سنوات بمدينة ، مينسك، عاصمة روسيا البيضاء وبقي من حينها مجرد حبر على ورق. وهي التوقعات التي اكد عليها الرئيس الاوكراني، نفسه عندما اكد انه لا ينتظر الكثير من قمة باريس ولكنه اعتبرها انتصارا دبلوماسيا لمجرد انعقادها" ضمن فرصة سانحة بعد أن أبدت موسكو في الفترة الاخيرة، استعداها لبحث كثير من القضايا العالقة مع الدول الاوروبية. ومهما كانت نتيجة هذه القمة التي يحضر الرئيس الفرنسي والمستشارة الالمانية جانبا منها، فإن الرئيسين بوتين وزيلنسكي سيطرحان على الطاولة مسألة العودة الى اتفاق روسيا البيضاء سنة 2014، الذي نص على وقف فوري للاقتتال وسحب الاسلحة الثقيلة من خطوط المواجهة الاولى، وتمكين القوات الاوكرانية بسط سيطرتها على المناطق الحدودية مع روسيا ضمن اجراءات تهدئة قبل الشروع في وضع آليات تطبيق حكم ذاتي موسع للسكان الناطقين بالروسية في اقصى شرق اوكرانيا يذكر ان قمة مدينة مينسك سمحت بوقف المعارك بين الانفصاليين والقوات الاوكرانية، ولكن جوانبها السياسية بقيت عالقة إلى حد الآن وهو ما أبقى الوضع هشا وكاد في كثير من الاحيان ان ينزلق باتجاه استئناف القتال بين الجانبين. واذا كانت العلاقات بين الرئيس الروسي ونظيره الاوكراني السابق بيترو بوروشينكو بلغت اقصى درجة العداء ولم تسمح باي تقارب بين البلدين الا ان مجيئ الرئيس الاوكراني الجديد، الى سدة السلطة في كييف، اعادة الامل في امكانية حلحلة الوضع واعادة بعث المفاوضات المباشرة لنزع فتيل هذا حالة احتقان بلغت ذروتها. وشكل إقدام الجانبين على تبادل 70 اسيرا لدى الجانبين وانسحاب قواتهما من عدة جبهات قتال قبل اقدام السلطات الروسية على تحرير سفن حربية اوكرانية سبق للبحرية الروسية، ان احتجزتها مؤشرات ايجابية على طريق انفراج وشيك لازمة عمقت العداء ليس فقط بين كييف وموسكو ولكن ايضا بين هذه الاخيرة ومختلف العواصم الاوروبية قبل ان تزيدها العقوبات الامريكية على رسيا تباعدا اكبر. وهو ما جعل العديد من المتتبعين يؤكدون ان المبادرة الفرنسية انما املتها رغبة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في العودة الى واجهة الاحداث الاوروبية من خلال رغبته في بعث العلاقات الروسية الاوروبية المعطلة منذ اقدام فيدرالية روسيا على ضم شبه جزيرة القرم سنة 2014، وفشلت حينها المجموعة الدولية في ثني الرئيس الروسي على التراجع عن قراره بالنظر الى الاهمية الاستراتيجية لبلاده في العودة الى المياه الدافئة في منطقة القوقاز.