تبددت الآمال التي علقت على قمّة الرئيسين الروسي والأوكراني المنعقدة بعاصمة روسيا البيضاء، في إحلال الانفراج على مسار تسوية أزمة أوكرانية يبدو أنها تتجه نحو مزيد من التعقيد في ظل تصاعد التوتر بين موسكو وكييف. وانعكس فشل قمة مينسك على ارض المعركة اثر تمكن الانفصاليين الأوكرانيين المواليين لروسيا من الزحف باتجاه عدة مواقع بشرق البلاد، في نفس الوقت الذي تسببت فيه عمليات قصف بالمدفعية في مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل بوسط مدينة دونتسك معقل الانفصاليين. وبدلا من أن تكون القمة التي احتضنها عاصمة روسيا البيضاء وحضرها قادة في الاتحاد الأوروبي، بداية انفراج لأزمة دامية مستمرة منذ أربعة أشهر فقد زادت في تأجيج التوتر بين موسكو وكييف. هذه الأخيرة التي جددت أمس، اتهاماتها لموسكو بدعم الانفصاليين وأكدت أن القوات الروسية أقامت قيادة عامة لها بمدينة دونيتسك التي أعلنها الانفصاليون جمهورية مستقلة عن السلطات المركزية في كييف. ووجدت السلطات الأوكرانية في مثل هذه الاتهامات مبررا لطلب المساعدة من حلف الشمال الأطلسي، حيث قال الوزير الأول الأوكراني أرسوني اياتسنيوك، إننا ننتظر مساعدة ملموسة من الناتو خلال قمة لأعضائه الأسبوع القادم. وفي انتظار رد الناتو على هذا الطلب واصلت موسكو تحديها لكييف وللدول الغربية الداعمة لها بإعلان عزمها إرسال قافلة مساعدات إنسانية جديدة إلى مدن شرق أوكرانيا التي تتخبط في الحرب.وكانت السلطات الروسية قد أدخلت قبل أيام قليلة أكثر من 200 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى مناطق شرق أوكرانيا دون موافقة نظيرتها الأوكرانية، التي اعتبرت هذا العمل غزوا مباشرا لأراضيها.لكن ذلك لم يمنع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من التأكيد انه ليس في مصلحة بلاده تفجّر الأوضاع في أوكرانيا. هذه الأخيرة التي أكد الرئيس الروسي، بعد انتهاء قمة مينسك انه لم يسبق أن دخلت روسيا معها في مشاكل، وأعرب عن آماله في أن لا يحدث ذلك الآن. يذكر أن قمة مينسك جمعت على مدار يومين كلا من الرئيس الروسي فلادمير بوتين ونظيره الأوكراني بيترو بروشينكو، بحضور قادة في الاتحاد الأوروبي وكانت الآمال معلقة عليها على الأقل للتخفيف من حدة التوتر بين الطرفين.لكن الرياح هبّت بما لا تشتهي السفن، حيث خرج الرئيس الأوكراني ليؤكد على صعوبة المفاوضات رغم انه أشار إلى تحقيق بعض النتائج اعتبرها غير كافية لوضع حد للصراع الدامي في شرق البلاد.وطالب الرئيس يروشينكو، بأعمال ملموسة وخارطة طريق لمخطط سلام من اجل وضع حد للمعارك الضارية الدائر رحاها في مدن شرق البلاد بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات النظامية، وخلّفت سقوط أكثر من 2200 قتيل خلال أربعة أشهر. وقال أن هذا المخطط حظي بدعم كل الأطراف المتواجد في مينسك دون استثناء، من جانبه أعرب الرئيس الروسي فلادمير بوتين، عن استعداد بلاده لفعل كل شيء لإنجاح مسار السلام في أوكرانيا بمجرد إطلاقه.