تمّ للمرة الثالثة على التوالي تأجيل موعد انطلاق تظاهرة "القدس عاصمة الثقافة العربية" وذلك بسبب الظروف التي كانت تعيشها غزّة، ليحدّد تاريخ 21 مارس المقبل موعدا جديدا لانطلاق التظاهرة في الوقت الذي تتسارع فيه مختلف الدول العربية لإعلان أسبقيتها في احتضان مختلف النشاطات المتعلقة بالتظاهرة. قال إسماعيل التلاوي، رئيس لجنة التنسيق الفلسطينية -العربية لاحتفالية "القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، "أنّ الموعد الجديد لانطلاق هذه الفعالية سيكون يوم 21 مارس المقبل بعد تأجيل الموعد السابق بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزّة، وهو22 جانفي". وأوضح التلاوي أنّ انطلاق التظاهرة سيكون رمزيا من القدس لما تكتسيه من أهمية بالنسبة للأمة العربية رغم أنّ السلطات الإسرائيلية لن تسمح بذلك، وأضاف "نحن نريد أن نثير موضوع القدس لدى الرأي العام العالمي والعربي ليدرك أنّ القدس جزء لا يتجزّأ من الأراضي العربية المحتلة عام 1967". ويواجه الفلسطينيون تحديات كبيرة في تنظيم فعاليات هذه الاحتفالية في مدينة القدسالمحتلة بسبب العزلة التي تفرضها إسرائيل على باقي مدن الضفة الغربية من خلال جدار الفصل العنصري وجعل الدخول إليها يقتصر على بوابات رئيسية بتصاريح خاصة، ويرفض العديد من الفنانين العرب المشاركة في فعاليات ثقافية في الأراضي الفلسطينية لعدم قبولهم الحصول على تأشيرات دخول من الجانب الإسرائيلي للوصول إلى الأراضي الفلسطينية، وكان عدد منهم يدخل في التسعينيات عبر تنسيق خاص بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل دون الحاجة إلى وضع تأشيرات دخول على جوازات سفرهم. وفي هذا الصدد قال التلاوي "لقد وجّهت وزيرة الثقافة الفلسطينية رسائل دعوة إلى جميع وزراء الثقافة العرب للمساهمة والمشاركة في انطلاقة الاحتفالية الرسمية التي ستكون في فلسطين، وقد تلقينا جزءا من الردود من عدد من وزراء الثقافة العرب للحضور فعلا"، دون أن يذكر أسماءهم، لكنّه أشار إلى أنّ هناك آليات وإجراءات يقوم بها مكتب الرئيس محمود عباس لنقل وزراء الثقافة العرب من عمان إلى بيت لحم حتى يشاركوا في الانطلاقة كما جرت العادة في العواصم العربية أومن خلال طائرات مروحية أردنية إلى بيت لحم. ويتطلّع الفلسطينيون إلى أن تساهم احتفالية القدس في تقديم دعم مادي إلى المؤسسات الثقافية في القدس "لتعزيز صمودها في وجه الإجراءات التي تهدف إلى طردها أوإغلاقها، وفي هذا الإطار قال التلاوي "نحن في انتظار دفع الدول العربية لالتزاماتها، إضافة إلى نقطة مهمة أثرناها في مؤتمرات مجلس وزراء الثقافة العرب وهي أن تقوم كل دولة عربية بتبني بيت داخل مدينة القدس بحاجة إلى الترميم". يذكر أنّ العديد من النشاطات الخاصة بالتظاهرة سيتم تنظيمها عبر مختلف العواصم العربية التي حضرت برامج موازية للتظاهرة، وهذا ما جعل أغلب تلك الدول تتسابق في الإعلان عن انطلاق نشاطاتها الخاصة بالقدس عاصمة الثقافة العربية في الوقت الذي لم يتم بعد الإعلان الرسمي عن انطلاق التظاهرة في فلسطين، على غرار الجزائر التي انطلقت في تنظيم عدد من النشاطات تحت شعار "القدس عاصمة الثقافة العربية" كاستضافتها للشاعر المصري محمود فؤاد نجم بدعوة من المسرح الوطني الجزائري.