أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رفضها قدوم قوة دولية إلى الأراضي الفلسطينية لدعم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية·وجاء موقف حركة حماس ردا على المقترح الفرنسي الذي عرضه الرئيس نيكولا ساركوزي أمس، لدى افتتاح أشغال ندوة باريس للدول المانحة لدعم إقامة الدولة الفلسطينية· ووصفت حماس المقترح الفرنسي بالتدخل الفاضح، وأكد فوزي برهوم المتحدث باسمها "إننا نرفض المقترح ونعتبره تدخلا فاضحا في الشؤون الداخلية الفلسطينية ويندرج ضمن مخطط يهدف الى كسر الاختيار الديمقراطي للفلسطنيين"· وأضاف "أن هذا المقترح يندرج في اطار الحرب المعلنة ضد الفلسطنيين وضد المقاومة وحركة حماس"· وكان الرئيس الفرنسي الذي ترأس أمس جلسة افتتاح ندوة باريس للدول المانحة، اقترح تشكيل قوة دولية توكل لها مهمة تقديم الدعم للأجهزة الأمن الفلسطينية التابعة لسلطة الرئيس عباس·وأعلن الرئيس ساركوزي بالمناسبة عن تخصيص بلاده مساعدة مالية بقيمة 300 مليون دولار لفائدة السلطة الفلسطينية على مدى الثلاث سنوات القادمة· وقال أن فرنسا ستقوم بتسليم الفلسطنيين 25 مليون أورو لسد احتياجاتهم الضرورية بداية من مطلع العام القادم، ولم يستثن الرئيس الفرنسي قطاع غزة رغم سيطرة حركة حماس أمنيا عليه من الاستفادة من هذه المساعدات وقال أن دعمنا المالي والإنساني سيستفيد منه سكان الضفة الغربية كما في قطاع غزة، مؤكدا أن السلام لن يتم دون غزة· وتضمن خطاب الرئيس الفرنسي تحديد معالم الدولة الفلسطينية التي ترغب المجموعة الدولية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية إقامتها في آفاق 2008·وقال أن هذه الدولة يجب أن تكون مستقلة وديمقراطية وسلمية وشريكا فعّالا للدول المجاورة لها وفي مقدمتها إسرائيل·من جهته جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوته المجموعة الدولية إلى تقديم مساعدات عاجلة بقيمة 5.6 دولار لتفادي حدوث كارثة حقيقية في الأراضي الفلسطينية بسبب الحصار الإسرائيلي· ولكن الفلسطنيين أصروا على ضرورة أن تلتزم المجموعة الدولية سياسيا اتجاه القضية·وتساءل الرئيس الفلسطيني أمام المشاركين في ندوة باريس عن جدوى إطلاق مفاوضات سلام جادة لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وسط استمرار التعنت الإسرائيلي من خلال بناء المستوطنات·وطالب بضرورة إيقاف عمليات الاستيطان وتهديم 127 مستوطنة عشوائية تم بناؤها منذ 2001·كما ألح على ضرورة رفع الحواجز العسكرية وإيقاف بناء جدار العار وإطلاق سراح الأسرى· كما طالب الطرف الإسرائيلي بتقديم إجابات واضحة عن هذه التساؤلات لأنه سئم الجلوس إلى طاولة المفاوضات في كل مرة دون تحقيق أية نتائج ملموسة·ويأتي عقد ندوة باريس تزامنا مع موجة استنكار أطلقتها مؤسسات وشخصيات دينية ووطنية ومقدسية ضد قرار سلطات الإحتلال باستئناف هدم طريق باب المغاربة· واعتبرت مؤسسة الأقصى للإعمار المقدسات الإسلامية في بيان لها أمس، أن قرار مواصلة هدم أجزاء من المسجد الأقصى المبارك سيعرض أساساته للخطر الشديد وسيؤثر على استقراره·وجاء في البيان أن هذا القرار يندرج في اطار إصرار إدارة الإحتلال على تنفيذ مخطط السيطرة الكاملة والتدريجية على المسجد الأقصى الشريف من جهة، ومن جهة أخرى تنفيذ مخطط البحث عن الهيكل المزعوم· وأمام هذا الخطر المحدق بالأقصى الشريف وجهت المؤسسة نداءا عاجلا للعالم الإسلامي والعربي على المستوى الرسمي والشعبي للتحرك الفوري لإنقاذ الأقصى قبل فوات الأوان·