بعد معاناة دامت عقودا من الزمن، تنفست نهار أمس 217 عائلة من سكان عمارات ديار النخلة، الصعداء، بعد ترحيلها الى سكنات لائقة بالمنطقة العمرانية الجديدة بحي الهضاب، في عملية اشرفت عليها السلطات الولائية وسخرت لها جميع الإمكانيات المادية والبشرية لضمان سيرها الحسن. قرار ترحيل سكان ديار النخلة جاء على خلفية الحادثة التي شهدها الحي المذكور منذ أيام مضت، عقب انهيار احدى الشرفات بالطابق العلوي لإحدى العمارات مما زاد من مخاوف السلطات الولائية في وقوع حوادث اخرى قد تنجر عنها خسائر في الأرواح، والإسراع في اتخاذ قرار عاجل يرمي الى ترحيل العائلات القاطنة بالحي الى سكنات جديدة وتهديم الحي تفاديا لوقوع كارثة موقوتة على سكان العمارات، هذه الأخيرة باتت تشكل خطرا على أرواح المئات من سكانها بسبب قدمها، وهاجسا للمسؤولين المحليين، حيث يعود تاريخ بناء الحي الى الحقبة الاستعمارية، وأثار التصدعات بادية على جميع جدران عماراته. ترحيل سكان عمارات ديار النخلة وتهديم الحي، بقدر ما أدخل الفرحة على سكانه الذين استفادوا من سكنات جددة بمقاييس عصرية وتطليقهم للسكنات القديمة التي هي عبارة عن استديوهات، لقيت ايضا ارتياحا كبيرا لدى سكان مدينة سطيف، هذه الاخيرة التي ستقضي على نقطة سوداء ظلت لسنوات طويلة تلطخ المنظر العام لعاصمة الولاية. كما تعد عملية تهديم عمارات ديار النخلة ثاني اكبر عملية تشهدها مدينة سطيف في القضاء على السكنات الهشة منذ مطلع الألفية الجارية بعد عملية الحي القصديري لأندريولي التي مست أزيد من 400 عائلة، أشرف عليها آنذاك وزير الداخلية والجماعات المحلية. هذا وقد شهد مقر الولاية صبيحة أمس تجمع عدد كبير من المواطنين احتجاجا على تأخر الإعلان عن قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية، التي أكدت مصادر مقربة من ديوان الوالي أنها جاهزة وسيعلن عنها قبل انتهاء شهر مارس المقبل.