ألفاظ غريبة·· ألغاز·· رسائل مشفرة وعبارات مضحكة·· هو كوكتال يشكل في مجموعه لغة خاصة لايفهم مصطلحاتها إلا الشباب، فهل يريد شبابنا بذلك بناء جدار برلين خاص بينه وبين الفئات الأخرى من المجتمع؟! هناك عدة تعبيرات يتداولها الشباب فيما بينهم، إذ أن عمليات التواصل في وسطه مرتبطة بعبارات مبهمة، ساخرة وغريبة أحيانا، وإذا كانت هذه الظاهرة شائعة في وسط الشبان بصفة خاصة، فإن هذا لا ينفي حقيقة زحفها على الجنس اللطيف، بل جذبت حتى تلاميذ الاكماليات والابتدائيات· ويمكن التقاط مفردات هذه اللغة الشبابية في مختلف الأماكن من جامعات، مقرات عمل وشوارع لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إنما استطاعت أن تقتحم البيوت وأن تجري على لسان الأطفال وحتى بعض الآباء أيضا· حقيقة هذه اللغة تتلخص في تعاليق، أوصاف تنتقد المظهر الخارجي أو شخصية فرد ما أو كلمات سرية لا يفهمها الغير لاسيما الآباء، كما تترجم في بعض الأحيان فلسفة الشباب ونظرته لأمور الحياة، والملفت هنا هو أن مختلف وسائل الاتصال الحديثة مثل الأنترنت والهواتف النقالة قد ساهمت في إثراء مفردات هذه اللغة الخاصة· ومن ذلك قول: صوني أو بيبي قبل ما تهدر ، أما الخسارة المسجلة في أمر أو قضية ما فيعبر عنها بالقول خرجت صحراء أو خرجت أنتيري، ويقال راني على الحديدة للإشارة الى الإفلاس، في حين أن ضربوني بالليزر هي عبارة أخر صيحة للتعبير عن الإصابة بأذى العين· وحسب قاموس اللغة الخاصة المتداولة في وسط الشباب، فإن الشخص الساذج أو الغافل حابس في طلعة أو مفريني بينما يعد طابلو بيكاسو تعليقا تقذف به صاحبة الماكياج الصارخ، كما يقال بخصوص من يحاول افتكاك بعض المعلومات أو الحقائق بطريقة غير مباشرة أرمي لي رشة وهي عبارة مرادفة لكلمة يقرعج، والمسجل أيضا أن البعض يطلبون التوقف من سائق سيارة الأجرة بعبارة أرميني هناأرموا علي الماء أو الجافيل· وحسب مصطلحات هذه اللغة دائما فإن الرجل الذي يتصرف بطريقة نسوية يسمى 106 والجدير بالذكر هنا أن السينما، التلفزيون والإعلانات وسائل ساهمت الى حد كبير في ظهور هذه اللغة الخاصة في وسط الاطفال والشباب· فقدان التواصل وبخصوص هذه الظاهرة يؤكد المختصون في علم النفس أن هذه الظاهرة اللغوية اصبحت ملفتة للإنتباه، إذ لا يخلو أي بيت منها· ويستمد الشباب مصطلحاته غالبا من الشارع وكذا من خلال التأثر بمختلف وسائل الإعلام والاتصال الحديثة· والواقع أن لجوء الأطفال والمراهقين الى استعمال لغة لا يفهمها الآباء بالضرورة لاسيما الأمهات اللواتي لا يحتككن بالعالم الخارجي كثيرا، أمر يوصد أبواب التواصل بين الآباء والأبناء، إذ لا يبقى بين الطرفين سوى بعض "البروتوكولات" والأوامر والنواهي وربما يجد بعض الأبناء في هذه اللغة التي يتداولونها مع أقرانهم وسيلة للترفيه عن النفس خاصة وأن العديد من مصطلحاتها مضحكة، كما قد تكون بمثابة اداة للهروب من التسلط السائد في البيت العائلي· من ناحية أخرى قد تشكل هذه اللغة التي تستهوي الصغار أيضا خطرا على تربية الابناء، لاسيما إذا كانت بعض مفرداتها غير لائقة فالطفل سينقلها حتما الى المنزل لذلك ينبغي على الاسرة أن لا تتقبل كل ما تسمعه من ألفاظ غريبة وان توجه الأبناء دون تعنيف· *