أكدت رئيسة بعثة اللجنة الأوروبية في الجزائر السيدة لورا بايزا أن الجزائر تبقى شريكا رئيسيا وفعالا وذا مصداقية في معادلة الشراكة والتعاون التي تربطها بالاتحاد الأوروبي لاسيما في مجال المبادلات الاقتصادية، مستعرضة في السياق عمق العلاقات الجيدة التي تربط الطرفين منذ عدة سنين. وتحدثت السيدة بايزا خلال الندوة الصحفية التي احتضنها فوروم "المجاهد" أمس، عن الجهود التي تبذلها لجنة الاتحاد الأوروبي من أجل دعم تنسيق التعاون الاستراتيجي المشترك بين الجزائر والاتحاد الأوربي، وذلك في قطاعات حساسة كقطاع الطاقة، الصناعة، البنى التحتية، المناجم.. وغيرها، فضلا عن تناول بعض القضايا والمواضيع الاجتماعية الحساسة على غرار الهجرة غير الشرعية، تهريب الأشخاص ومشكل تقليد البضائع، كما أكدت رئيسة بعثة اللجنة الأوربية شروع الجانبين في محادثات جدية وثرية لبحث حلول لمشاكل البطالة التي تسببت فيها الأزمة المالية العالمية الأخيرة حيث دعت الى تبني مخطط للوقوف في وجه هذا المشكل الذي لم تنف إمكانية زحفه الى بلدان أخرى في حال عدم الإسراع في التحرك لمواجهته. وفي ردها على أسئلة الصحفيين نفت السيدة لورا بايزا أن تكون المنظمة العالمية للتجارة تقوم بعرقلة انضمام الجزائر إليها حسب ما يدعيه البعض، كما ذكرت الحاضرين بأن الاتحاد الأوروبي الذي تتكلم باسمه لطالما ساهم في تشجيع هذا الانضمام. كما ردت على أحد الأسئلة المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة مشيرة الى أن الاتحاد الأوروبي يولي أهمية بالغة لهذه المناسبة كونها محطة أخرى من محطات ممارسة الديمقراطية، مع تأكيد الاتحاد التزام الحياد حيالها. وفي تقييم لمسار برشلونة تباينت مواقف ممثلة اللجنة الأوربية بالجزائر والمشاركين في النقاش، ففي الوقت الذي وصفت فيه نتائج المسار بالإيجابية أثار المتدخلون عجز المبادرة في تحقيق التكامل والشراكة الاقتصادية بين ضفتي المتوسط. وقدمت السيدة بايزا صورة إيجابية عن مسار برشلونة ودافعت عما تم تحقيقه منذ اعتماده قبل 14 سنة، غير أن متدخلين أشاروا الى عكس ذلك بدليل إعادة النظر في طريقة التعاون على خلفية المشروع الفرنسي للاتحاد من اجل المتوسط والذي تبناه الاتحاد الأوروبي تحت تسمية جديدة هي "مسار برشلونة-الاتحاد المتوسطي"، وأوضح هؤلاء في تبريرهم لفشل مسار برشلونة ان النزاع في الشرق الأوسط عمق الهوة بين الضفيتين وعجزت عن تحقيق السلم والأمن ولعل أحداث غزة الأخيرة خير دليل على ذلك.