صرح وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعلام الله غلام الله بأن الورشة المنظمة حول القانون الدولي الإنساني وعلاقته بأحكام الفقه الإسلامي فرصة لتبادل الأفكار والآراء حول القانون الدولي الإنساني الذي يتماشى ويتوافق مع مبادئ الإسلام، مشيرا إلى التجاوزات الحالية في تطبيق القانون الدولي الإنساني على غرار ما حدث في العراق وغزة مؤخرا. وأوضح غلام الله في الورشة التي نظمت بدار الإمام أن القانون الدولي الإنساني يتلاقى مع المبادئ الإسلامية في نقاط عدة خاصة من حيث تطبيق القيم الإنسانية على جميع الناس مهما كانت جنسيتهم أو ديانتهم أو انتماؤهم. وأشار إلى أن الصليب الأحمر الذي يسهر على تطبيق القانون الدولي يعتبر شاهدا على عدم احترام القانون الدولي الذي تم دوسه في غزة وأنه "ممكن إذا استقامت الأمور تقديم المجرمين أمام المحكمة الجنائية الدولية ليعاقبوا على ما أقدموا عليه". وفي هذا السياق ذكر بأن القيم الإنسانية يجب أن تطبق على الناس جميعا وبالتساوي عكس ما تعمل به الحضارة الغربية وأن الإنسان لا بد أن يعامل معاملة إنسانية بغض النظر عن جنسيته وانتمائه ودينه وأن كل تجاوز لقيمة الإنسان هو تجاوز لقيمة كل الإنسانية. من جهة أخرى أشار إلى قيم الإسلام الإنسانية وعفوه عن المعترفين بالخطأ مستشهدا في ذلك بقوانين الرحمة، الوئام المدني والمصالحة الوطنية المستمدة -كما قال-من القرآن الكريم. من جهتها أشارت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ايفا سفوبودا في تدخلها حول العلاقة بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي الإنساني أن القانون الدولي يتماشى مع الإسلام وأن احترام الإنسان أقدم بكثير من القانون الدولي الإنساني الذي لم يحترم خلال العدوان الأخير على غزة، موضحة أن منظمة الصليب الأحمر تؤدي مهمة إنسانية بحتة دون أي تحيز وتقوم بنشر القانون الدولي الإنساني وتأكيد المواثيق الدولية وفي مقدمتها اتفاقية جنيف لسنة 1974 وبروتوكوليها لسنة1977التي صادقت عليها الجزائر. وفي هذا الصدد أشارت إلى أن الإسلام والحضارة العربية ركنان أساسيان في الاتفاقية المذكورة وأن الأمير عبد القادر يعد احد رواد القانون الدولي الإنساني حيث كان يتميز بإنسانيته وحرصه على تخفيف معاناة أسرى وجرحى الحرب. وقد أكدت المتحدثة على أهمية اللقاء في تبادل الخبرة والآراء مع أهل التخصص من الأئمة والمرشدات الدينيات في الجزائر ومساهمته في إبراز قيمة قواعد الشرع الإسلامي والقانون الدولي الحديث في حماية الضحايا والحد من آثار الحروب المأساوية على الإنسان وبيئته والتأكيد على وجوب صيانة كرامة الإنسان في جميع الحالات إضافة إلى تشجيع الباحثين والدارسين لمعرفة الأحكام المتصلة بالعمل الإنساني والاطلاع على جوانبه المختلفة. من جهتهم تطرق المحاضرون إلى عدة مواضيع حول الحرب والسلم في الإسلام، مفهوم النزاع المسلح وأنواعه، حماية الأشخاص والممتلكات، حماية الفئات الخاصة والسلم وأن القاعدة والحرب هو الاستثناء في الإسلام. وبالموازاة مع الورشة افتتح وزير الشؤون الدينية والأوقاف أمس بدار الإمام ندوة تاريخية بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للشهيد حول"رسالة ومكانة الشهيد" التي تم خلالها تكريم عدد من أبناء الشهداء حيث أكد ممثل الحكومة على مكانة الشهداء"الذين ضحوا بأرواحهم" وضرورة تحمل الرسالة من قبل جيل الاستقلال لان "للشهداء حق علينا وهو جزء من حق الله" وأن حق الشهيد لا يحصر-كما قال- في يوم واحد مشيدا في هذا السياق بالشهيد احمد زبانة حيث تم قراءة الرسالة الموجهة لعائلته قبل استشهاده. وفي هذا الإطار أكد الباحث محمد الأمين بلغيث على ضرورة المطالبة بحق الذين أبادتهم القوات الاستعمارية الفرنسية الذين بلغ عددهم أكثر من عشرة ملايين جزائري بين1830و1962بالاضافة إلى الاستيلاء على ثلاثة ملايين هكتار من الأراضي الخصبة، مشددا على عدم السكوت على حقوق هؤلاء والمطالبة باسترجاعها. من جهته أكد مدير مجلة "أول نوفمبر" وممثل جمعية مشعل الشهيد السيد بوعلام جديدي على ضرورة استخلاص العبرة من تاريخ 18فيفري وتلقين الأبناء حب الوطن والاستمرارية في بناء هذه الأمة والمحافظة على القيم الوطنية في زمن العولمة. وخاطب الأئمة قائلا "رسالتكم ثقيلة جدا" مؤكدا على التوجيه والإلحاح من اجل حب الوطن والمحافظة على أسس الدولة الجزائرية.