دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أبو عبد الله غلام الله، الأئمة إلى تشجيع المواطنين على عدم تضييع حقهم في الممارسة الانتخابية، والتركيز على نبذ المقاطعة، باعتبارها تخلي عن الحرية، نافيا بذلك أن تكون المساجد منابر للدعاية السياسية. وأكد غلام الله خلال إشرافه على يومين دراسيين حول القانون الدولي الإنساني، وعلاقته بالفقه الإسلامي بالجزائر، أن الدعوة إلى مساعدة المواطنين على إثبات وجودهم بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية، لا يعني استغلال المساجد في دعاية سياسية، وإنما هو عبارة عن توجيه لهم لتحمّل المسؤولية. وأشار إلى أن واجب الوطن يفرض على المواطن أن يكون رقما إيجابيا في موقفه الصريح دون تردد، مؤكدا أن المواطنة القائمة على ركيزتين أساسيتين هما حبه لله والوطن، تفرض عليه تجنب اللامبالاة بتبني مواقف سلبية تفضي لا محالة إلى الاستهتار بمصيره ومصير شعبه. وأوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن الإمام الذي يحظى بالثقة من شأنه إقناع المواطنين بضرورة إعلان موقفهم بالمشاركة في الانتخابات وتوجيههم إلى الطريق الصحيح، مستدركا كلامه بالتأكيد على أن الدعوة مطلب طبيعي لا يمت بصلة إلى جميع أشكال الدعاية السياسية. وطالب غلام الله بضرورة العفو عن المسلمين الذين ضلوا عن سبيل الله وأخطأوا في فهم تعاليم الإسلام، فأتوا بما يتنافى ومبادئه، في إشارة منه إلى وجوب تقبل الارهابيين الذين أعلنوا توبتهم على أمل الاستفادة من تدابير العفو بمختلف مراحله. وأكد أن قوانين العفو ممثلة في قانون الرحمة، الوئام المدني وكذا المصالحة الوطنية، مستمدة جميعها من الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى العفو عند المقدرة، لا سيما وأن الإنسان حسبه يخرج عن طبيعته الانسانية عندما يصبح عدوانيا. واعتبر غلام الله أن تقبل القانون الدولي الإنساني لم يأت صدفة، وإنما لموافقته لمبادئ الدين الإسلامي والتي ينطلق منها أساسا. وأشار إلى أن الهدف من اليومين الدراسيين، هو تبادل الأفكار والمعلومات عن القانون الدولي الذي يراعي الصراعات المختلفة، والذي يسهر الصليب الأحمر الدولي على متابعة مدى احترامه.