* email * facebook * twitter * linkedin رفض رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، أمس، كل فكرة العودة ثانية إلى طاولة التفاوض مع غريمه اللواء خليفة حفتر بهدف التوصل إلى تسوية سياسية للازمة الليبية، بسبب كما قال جرائمه المقترفة في حق الشعب الليبي. وقال السراج في حديث أجرته معه صحيفة "لاروبيبليكا" الإيطالية نشر أمس أنه لن يجلس مرة أخرى إلى طاولة مفاوضات واحدة مع حفتر بعد الكوارث التي خلفتها عملياته العسكرية والجرائم التي يواصل اقترافها ضد كل الليبيين في إشارة إلى الهجوم العسكري المتواصل طيلة عام كامل ضد العاصمة طرابلس وأهداف حكومة الوفاق الوطني في ضواحيها وداخل أحيائها السكنية. وأضاف السراج أنه سبق له أن امتثل لقرار بوقف إطلاق النار وهدنة إنسانية بعد ندوة برلين الدولية في جانفي الماضي وكنا نأمل في أن يجعل خطر انتشار فيروس كورونا المستجد، خليفة حفتر يلتزم هو الأخر بتعهداته ولكنه كما أضاف استغل هذا الوباء وجعله فرصة لشن هجومات جديدة ضد أهداف حكومة الوفاق الوطني. وقال السراج، إن خليفة حفتر وبدلا من الامتثال لنداءات المجموعة الدولية، كثف من عملياته العسكرية بعد الانتكاسات الميدانية التي تعرضت لها قواته بدليل قيامه بقصف عشوائي لأحياء العاصمة طرابلس والمناطق الصناعية فيها والمؤسسات والهيئات المدنية بما فيها المستشفيات العمومية.وأضاف رئيس حكومة الوفاق الوطني أنه سعى في كل مرة إلى تسوية خلافاته مع حفتر عبر مسار مفاوضات سياسية برعاية أممية ولكنه لا يتوانى في خرق تعهداته وإشعال جبهات القتال. وجاءت تصريحات الوزير الأول في حكومة الوفاق الوطني الليبية في سياق تصعيد عسكري متواصل بين الجانبين في مدن صبراتة في غرب البلاد على الحدود التونسية ومدينة سيرت إلى الشرق من العاصمة طرابلس وفي وقت كثفت فيه وحدات اللواء حفتر قصفها لمدنية طرابلس وأحيائها السكنية. وبقيت نداءات الأممالمتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريس ومدير منظمة الصحة العالمية لوقف الاقتتال بين طرفي الحرب الأهلية في ليبيا لتفادي انتشار وباء كورونا، دون جدوى رغم تسجيل أولى حالات الوفاة بهذا الداء في بلد يفتقد لأدنى وسائل الوقاية والعلاج. يذكر أن كل محاولات التسوية التي قامت بها الأممالمتحدة ودول فاعلة منذ ندوة برلين في 19 جانفي الماضي ثم لقاءات العاصمة التركية والروسية، فشلت جميعها في احتواء وضع ما انفك يزداد تعقيدا بسبب تجدد المعارك ضمن حرب أهلية خلفت حسب إحصائيات أممية اكثر من 200 الف ضحية دون الحديث عن خسائرها المادية وتضرر بناها التحتية في بلد مزقته حرب أهلية متواصلة منذ سنة 2011. وكان لصراع قوى دولية وعمليات التجاذب القائمة بين مؤيد لحكومة الوفاق الوطني وأخرين للواء خليفة حفتر أثره المباشر على إبقاء مصير الشعب الليبي يتأرجح بين هذه الأطراف المتنافسة على منافع اقتصادية برائحة ببترولية غير مكترثة بشعب انقلبت حياته إلى جحيم.