* email * facebook * twitter * linkedin سجلت "المساء" في جولة قادتها إلى بلديات بومرداس، قورصو وبودواو، عشية حلول رمضان، حركة عادية في الأسواق دون اكتراث شريحة واسعة من المستهلكين لتدابير الوقاية، لاسيما لبس الكمامات واحترام مسافة التباعد الاجتماعي المحددة بمتر واحد على الأقل، رغم الظرف الصحي الاستثنائي الذي تمر به البلاد بسبب تفشي فيروس "كورونا". كانت حركة اقتناء مستلزمات رمضان عبر المساحات التجارية الكبرى، أو دكاكين الخضر والفواكه، وحتى البقالات، تبدو عادية جدا ببلدية بودواو ذات الصيت التجاري الواسع، بفضل أسواقها الشعبية، حتى وإن أغلقت السلطات المحلية هذه الأسواق بكل من حي الهضبة ووسط المدينة، بسبب الازدحام الكبير وعدم احترام تدابير الوقاية من وباء "كورونا"، إلا أن حركة البيع والشراء بقيت نفسها لم يتغير فيها شيء في هذا الظرف الصعب، أو على الأقل ذلك ما لاحظناه عشية حلول رمضان. فالباعة المتجولون بقوا في أمكنتهم، لاسيما على طول الطريق المؤدية إلى بودواو المدينة، وهي نفس الملاحظة المسجلة على طول الطريق من بلدية قورصو إلى بلدية بودواو، وكأن الأسواق الشعبية التي أوصدت أبوابها بفعل التدابير الاحترازية، وجدت لها مستقرا آخر على قارعة الطرق، وبصفة أشد، مع توقف المواطنين على جنبات الطريق لاقتناء أنواع الخضر والفواكه وحتى المكسرات، دون أدنى احترام لمسافة التباعد الاجتماعي. كذلك الحال بوسط مدينتي بودواو وقورصو، حيث لاحظت "المساء" حركة عادية للبيع والشراء، فالأمر هنا لا يستثني محلات المواد الغذائية العامة، إنما أيضا محلات بيع الأواني والخردوات وبيع قطع غيار السيارات والميكانيك وغيرها كثير، فالقلة القليلة من الباعة والمستهلكين ممن كانوا يرتدون الكمامات الواقية، على غرار الخبازين الذين كانوا يرتدون قفازات. وبالنسبة لتداول العملة النقدية، فكان بصفة عادية جدا، دون أن يتم وضعها في إناء به قطرات ماء جافيل لتعقيمها، مثلما جاء في التوصيات. مما يعني أن الجهات المعنية مطالبة بتشديد سبل المراقبة، رغم أن حملات التحسيس والتوعية من مختلف الجهات مازالت متواصلة. فيما لاحظنا كذلك تجمعات بوسط المدن وأطفال يتسكعون في الشوارع، وهو ما يدل على أن التهاون مازال سيد الموقف، رغم أن الظرف يستوجب أقصى درجات الحيطة والحذر. سجل في هذا السياق، استثناء بالمساحة التجارية المعتمدة للبيع الترويجي خلال رمضان في بلدية قورصو، والكائنة بالقرب من محطة القطار، إذ كانت الصرامة العملة السائدة من طرف الإدارة بالاكتفاء بفوج واحد من المستهلكين في كل مرة، لتجنب الاكتظاظ، لكن الطابور الطويل في الخارج لم يكن يوحي بأن هناك التزاما بتدابير الوقاية من تفشي فيروس "كورونا"، نفس الوضع سجلناه ببلدية بومرداس المعروفة هي الأخرى بمساحاتها التجارية الكبرى، سواء للخضر والفواكه أو المواد الغذائية العامة، إذ أننا لم نلاحظ تدابير احترام مسافة التباعد الاجتماعي سوى بمساحة تجارية واحدة، عمد صاحبها إلى قبول دخول الزبائن فوجا بعد الآآخر، لكن الطابور في الخارج ذكرنا بطوابير التهافت على مادة "السميد" في بداية أزمة "كورونا". وهو نفس الملاحظ بمساحات بيع الخضر التي شهدت عشية رمضان توافدا ملحوظا لاقتناء المستلزمات. هنا أيضا لم نلحظ أية تدابير وقائية سواء من طرف الباعة أو من الزبائن، إلا القليل منهم ممن كان يرتدي كمامة، لكن سلوك الشراء عندهم لم يتغير، بمعنى عدم احترام مسافة التباعد الاجتماعي، والوقوف في طابور خلال تسديد مستحقات المقتنيات. يحدث هذا رغم تكثيف حملات التوعية والتحسيس، وأمام تزايد حالات الإصابة بفيروس "كورونا".