ينام ويصحو سكان العاصمة على كابوس كورونا الذي يزيد مدى انتشاره يوما بعد آخر مخلفا وراءه يوميا ضحايا جدد من أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن من ضعيفي المناعة عبر العالم ... ورغم أن السلطات العليا قد دقت ناقوس الخطر بشأن الوباء الذي اجتاح المعمورة الا ان الاستهتار من قبل البعض بذلك الخطر الصحي لم يأخذ على محمل الجد الا بعد رؤية الارقام تتزايد بمنحى تصاعدي ورغم حالة الفزع والخوف التي اعترت كل الجزائريين سيما العاصميين إلا أن ارتداء هؤلاء للكمامات لايزال بشكل ضعيف رغم أهميتها في الحد من انتشار الوباء. وهو ما لوحظ في الجولة التي قامت بها «الجمهورية» في بعض احياء العاصمة من جهة أخرى اختلفت مظاهر الاستجابة للحجر الصحي بين بلدية ولأخرى ووصلت بالبعض الى حد الاستهتار وهذا و بعد التدابير التكميلية التي حددت عبر مرسوم تنفيذي وضع أنظمة للحجر وتقييد الحركة وتأطير الانشطة التجارية وقواعد التباعد وكذا كيفيات تعبئة المواطنين حيث اختلفت نسب الاستجابة للحجر وأدت في بعض الأحياء إلى الاستهتار بالعدوى التي تعد للبعض قاتلة. فيما تتحسن تلك النسب يوما بعد آخر منذ اسبوع من فرض الحجر الصحي على العاصمة إذ أصبح العديد من السكان مع بداية الأسبوع الثاني من الحجر يتفادون الاحتكاك في الشوارع مع احترام مسافات الأمان التي دعت إليها المنظمة العالمية للصحة باكثر من 1 متر على الأقل حتى ان العديد من هؤلاء رفضوا الحديث للصحافة بدعوى احترام المسافات المذكورة والخوف من انتشار العدوى إلى جانب صعوبة الوضع الصحي الحالي لا زحمة في الشوارع وتحولت معظم شوارع العاصمة إلى شوارع شبه خالية من السكان سيما ليلا بسبب حظر التجوال وبهذا تحولت إلى مدينة اكثر هدوءا وابتعدت شيئا فشيئا عن ضوضاء العواصم الكبرى ومازاد من تلك السكينة غلق دور الحضانة والمدارس والجامعات وتمديد فترة الغلق مؤخرا بقرار من رئيس الجمهورية بعد أن وصل الوضع الى المستوى الثالث وتحترم اليوم المقاهي والمطاعم أوامر الغلق بعد أن جدد الرئيس تبون نداءه الى المزيد من الانضباط والتقيد بإجراءات الوقاية ورفع حالة الاستنفار الى أقصاها فيما عرفت الصيدليات في الأيام الأولى من فرض الحجر حركة غير عادية من أجل اقتناء المحاليل الكحولية والقفازات ليستغل البعض الحاجة لرفع أسعارها لثلاث أضعاف شأنها شأن المحلات والمساحات التجارية ومحلات بيع الخضر والفواكه التي رفعت الاسعار لتصل البطاطا على سبيل الذكر الى 150 دج والبصل 100دج و الطماطم الى 200دج في بعض المحلات لاسيما في الأسبوع الأول. و اختار البعض اقتناءها من خارج النسيج الحضري لدى الباعة المتجولين باسعار أقل كذلك المواد الغذائية التي عرفت بدورها ارتفاعا باهضا بسبب جشع بعض التجار وزيادة الطلب عليها بجمع وتخزين البعض وفي سلوكات غير حضارية للمواد الغذائية في البيوت مخافة أزمة في التموين ما دفع وزير التجارة لمحاربة هذه المضاربة وشن حرب على المضاربين. بين هذا وذاك ومع إقرار تجميد النقل العمومي والخاص وفرض الا ينتقل ضمن مركبة اكثر من شخصين وتقليص نسبة العمال إلى النصف وتسريح آخرين انتعش نشاط النقل غير القانوني أو سيارات الكلوندستان ليقتنص البعض منهم حاجة المواطنين للتنقل بغرض قضاء حوائجهم لرفع الأسعار للاضعاف . المقاهي والمطاعم تستجيب لقرارات الغلق يذكر أن مختلف المقاهي والمطاعم استجابت لأوامر الغلق بشوارع بلدية الجزائر الوسطى الاكثر حركية نهارا كما استجاب الجميع في البلديات الأخرى كما دعت ذات البلدية التي تحوي مقر البرلمان ومختلف الوزارات ومقر قصر الحكومة إلى ضرورة فتح مقرات مخابر التحاليل الطبية والعيادات الخاصة أمام المواطنيين في ظل إلإجراءات الوقائية التي اتخذتها للتصدي لانتشار فيروس كورونا و بالسماح لكل التجار من فئة الخبازين بمزاولة نشاط بيع الحلويات بكل أنواعها. الوقاية لتحييد الداء في الوقت الذي وصلت فيه مضاعفات انتشار الوباء الى تسجيل حالات وفيات بالمئات في بعض البلدان حتى الاكثر تطورا وفي غياب منظومة صحية واحترازية تبقى الوقاية خير من العلاج واتباع تدابير النظافة التي أوصت بها المنظمة العالمية للصحة احسن حل للحد من تبعات الوباء التي عصفت باقتصادات بأكملها وتحولت أخرى إلى مدن أشباح. للإشارة ومع انتشار الداء ظهرت سلوكات إيجابية اخرى فبفرض الحجر الصحي عادت العاءلات لتجتمع اكثر مع بعضها حول مائدة الطعام وتفننت ربات البيوت في تحضير اشهى الاطباق سيما العاملات اللواتي وجدن تفرغا اكثر للعائلة .