لم يكن من المعقول ولا المنطقي ألا تتطرق وسائل الإعلام للحدث الذي شهدته خلال الأسبوع الماضي منطقة كيدال والمتعلق بوضع 500 عنصر من متمردي الطوارق لسلاحهم، لجهود الوساطة التي تقوم بها الجزائر منذ سنوات لإيجاد حل يعيد اللحمة للأشقاء المتنازعين في المنطقة. فالحديث عن أزمة المتمردين الطوارق والحكومة المالية يؤدي حتما إلى إبراز الدور الرائد الذي قامت ولاتزال تقوم به الجزائر من أجل تحقيق المصالحة بين الطرفين وتحقيق السلام تطبيقا لاتفاق الجزائر الموقع في جويلية 2006. ولم تكن خرجة »الجزيرة« التي تطرقت للحدث لما له من أهمية ضمن حصادها المغاربي مختلفة عن خرجاتها التي تريد في كل مرة أن »تميز« بها تغطيتها لكل ما يخص الجزائر إلا أن خطأها في هذه المرة كان فادحا اذ لم تجد من وسيلة لها لإقصاء الدور الرائد الذي تلعبه الجزائر في هذه القضية الحساسة والمتمثلة في أزمة الطوارق بالمالي، إلا أن تعوّض هذا الدور الجزائري الذي يشهد له الخاص والعام بدور دولة شقيقة قالت الجزيرة أنها تقوم منذ سنة بجهود لحل أزمة الطوارق وبثت إضافة إلى ذلك صورا للحدث لم تظهر فيه سفير الجزائر ببماكو الذي حضر كوسيط عملية تسليم السلاح وباعتراف المتناحرين أنفسهم، حتى أن المتحدث باسم المتمردين أحمد اغ بيبي قال عندما كان رفقاؤه ال500 يسلمون السلاح أن هؤلاء انضموا إلى مسار السلام في اطار نص وروح اتفاق الجزائر، مؤكدا انه »لا يمكننا التطرق إلى الأزمة دون إبراز دور الجزائر التي نجحت بفضل وساطتها في التوصل الى تسوية". والحقيقة أنه وكما يقول المثل الشعبي لا يمكن تغطية الشمس بالغربال والجزائر المعروفة بحرصها على مساندة كل المساعي التي من شأنها استرجاع السلم والأمن وتسوية مختلف النزاعات حيثما ظهرت ومهما كلفها الأمر لا لشيء إلا لقناعتها بضرورة السعي إلى المصالحة وتحقيق السلم وتغليب ما هو أصلح للانسان.