أكد وزير الصناعة وترقية الاستثمار السيد حميد تمار أمس على استعداد الحكومة الجزائرية لتذليل جميع العقبات التي تعترض مناخ الاستثمار في البلاد، وأشار إلى أن القوانين المتخذة مؤخرا تهدف إلى حماية الاقتصاد الوطني وليس لتنفير المستثمرين الحقيقيين. وقدم الوزير أمس لدى إشرافه على افتتاح منتدى التجارة الجزائري الأمريكي بفندق الشيراطون صورة عن واقع الاستثمار في ظل الإجراءات الجديدة المتخذة من طرف الحكومة لحماية الاقتصاد الوطني، وأوضح أمام المتعاملين الأمريكيين أن الجزائر لا تسعى الى غلق السوق وفرض قيود تعجيزية بل إنها تدعم جميع المستثمرين من خلال منحهم امتيازات وحوافز، لكن دون أن يؤدي ذلك الى الإضرار بالاقتصاد، وتعهد في هذا السياق بإضفاء مرونة في التعامل مع ملفات الاستثمار سواء الأجنبية أو تلك المسجلة في إطار الشراكة مع متعاملين محليين خواص أو عموميين. وذكر الوزير بأن الحكومة عازمة على ضمان حماية للمشاريع الجديدة وتوفير العقار. وحول فرض الحكومة لشرط امتلاك الدولة في أي مشروع استثماري لنسبة 51 بالمئة قال السيد تمار أنه رغم ذلك فإن الشريك الأجنبي هو من يتولى عملية التسيير. ودعا المتعاملين الأمريكيين الى ربط علاقات مع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجزائرية متعهدا بدراسة كل ملفات الاستثمار بعناية تامة وحالة بحالة. ومن جهته وجه السيد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم رسائل مطمئنة للمتعاملين الأمريكيين وحثهم على المساهمة في ترقية مجال الصناعات البترولية في الجزائر وعدم تركيز الاهتمام على مجال التنقيب والاستكشاف. ويذكر أن لقاء منتدى التجارة الجزائري الأمريكي يعقد للمرة الثانية على التوالي في الجزائر، وما يميزه هذه السنة هو حضور أكثر من 30 ممثلا لشركات اقتصادية أمريكية تنشط 80 بالمئة منها في قطاعات خارج المحروقات مما يعكس اهتمامهم بالسوق الوطنية وخلق فرص شراكة حقيقة. وفي هذا السياق دعا السيد تمار هؤلاء المتعاملين الى الاستثمار في مجالات الصحة والسياحة الاتصالات والموارد المائية والتكنولوجيات علما أن الجزائر خصصت 150 مليار دولار لتطوير هذه المجالات في السنوات الخمس القادمة. وبدوره تحدث السفير الأمريكي بالجزائر السيد ديفيد بيريس عن رغبة أمريكية في تطوير العلاقات الثنائية، وذكر بأن وفدا رفيع المستوى من وزارة التجارة سيقوم شهر نوفمبر القادم بزيارة إلى الجزائر للتباحث مع المسؤولين فرص تعزيز التعاون الاقتصادي، وأضاف ان الاهتمام الأمريكي بالجزائر تعكسه المشاركة القوية للمؤسسات في معرض الجزائر الدولي حيث يرتقب ان تشارك في طبعته المقبلة أكثر من 70 شركة تنشط في قطاعات خارج المحروقات. وأكد رئيس منتدى رجال الأعمال الجزائري الأمريكي السيد إسماعيل شيخون أن هناك توجها صريحا نحو تنويع قطاعات التعاون بين البلدين وإخراجها من دائرة "التعاون في مجال النفط" لتشمل مجالات أخرى، وأعلن في هذا السياق أن هذا التوجه هو الذي دفع بالملتقى إلى توجيه دعوة لهؤلاء المتعاملين لزيارة الجزائر والمشاركة في المنتدى للعام الثاني على التوالي وبحث فرص الاستثمار مع شركائهم في الجزائر في قطاعات الصناعة الغذائية والتكنولوجيات الحديثة وبناء الهياكل القاعدية، وتحدث السيد شيخون عن ثلاثة مشاريع بلغت مرحلة مهمة نحو التنفيذ بعد أن وقّع متعاملون جزائريون وأمريكيون على عقود خاصة بها، ويتعلق الأمر بإبرام شركة "هيدرو3" المختصة في الأشغال والموارد المائية والمهتمة بصناعة الإسمنت لعقد مع "بريكين سولوشن" الأمريكية، وهي شركة مختصة في كل ما يتعلق بمواد التنظيف الخاصة بالأفران في مصانع الاسمنت، حيث يساهم هذا الاتفاق في نقل تكنولوجيا تنظيف أفران الاسمنت الى الجزائر، وتتطلب عملية التنظيف اليوم 15 يوما في حين ان دخول هذه التقنية ستقلص المدة إلى 48 ساعة فقط. وينتظر كذلك أن يتم تجسيد مشروع فلاحي بمنطقة الهضاب العليا يخص تربية الأبقار وأشار إلى أن وفد من رجال أعمال جزائريين مختصين في الصناعة الغذائية قاموا بزيارة إلى "الفيس كونسيل" كللت بإبرام اتفاقية ثنائية تقضي بتجسيد مشروع إنشاء أكبر مزرعة لتربية البقر الحلوب بطاقة إجمالية تقدر ب10 آلاف بقرة، ومن المنتظر ان يتم تدشينها قبل نهاية العام الجاري، ودعا السيد شيخون في هذا السياق السلطات العمومية الى اتخاذ التدابير الضرورية لإنجاح المشروع وإزالة جميع العقبات الإدارية التي قد تعترضه. وأعلن رئيس منتدى رجال الأعمال الجزائري الأمريكي بأن ممثلي شركة أمريكية من تكساس -وهي أكبر شركة في العالم لإنتاج أنابيب الفولاذ لإيصال المياه- شرعوا في اتصالات مع ممثلين عن وزارة الموارد المائية وكذا مع مجموعة من المؤسسات الخاصة بهدف انجاز وحدة بالجزائر موجهة للسوق المحلية وللتصدير. وأبدى السيد شيخون تفاؤلا كبيرا بمستقبل العلاقات الثنائية وتجاوز حجم المبادلات التجارية سقف 22 مليار دولار والتي يشكل فيها قطاع المحروقات 80 بالمئة منها، واعتبر وضعية السوق الجزائرية ايجابية كونها لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية، وتوقع ان تكون أكثر جاذبية للمتعاملين الأمريكيين. وفيما يتعلق بمنطقة التبادل الحر بين الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية أكد المتحدث أنه يسير في الاتجاه الصحيح بفضل المجهودات التي يبذلها سفير الجزائر بأمريكا عبد الله بعلي الذي يولي الملف أهمية كبرى.