بعد سنوات من الركود التي ميزت الساحة الثقافية بولاية سطيف، لا سيما مطلع الألفية الجارية التي وصفت بالسنوات العجاف، استعادت الساحة الثقافية بعاصمة الهضاب العليا سطيف خلال السنوات الاخيرة، حركيتها ونشاطها عبر العديد من النشاطات الثقافية والفنية، فضلا عن توفير قاعدة هيكلية، جعلت من الولاية قطبا ثقافيا هاما، خاصة مع تنوع الموروث الثقافي باختلاف مناطقها. وحسب مدير الثقافة للولاية، محمد زيتيلي، فإن ولاية سطيف استفادت من أغلفة مالية قاربت 64 مليار سنتيم وجهت لقطاع الثقافة عبر مختلف بلديات الولاية البالغة ستون بلدية، وقد خصصت نسبة معتبرة منها حسب المتحدث لترميم العديد من المنشآت ثقافية على غرار مسرح "مدينة العلمة" بعد أن رقي الى مصاف المسارح الجهوية، كما سيتم ترميم وانشاء 6 متاحف اخرى عبر تراب الولاية، في حين خصص غلاف مالي معتبر لإعادة تجهيز المكتبات البلديات، يقول مدير الثقافة. وهذه الإنجازات والاهتمام بالقطاع مسا ايضا الجمعيات الثقافية الفاعلة بالولاية، حيث حظيت هذه الجمعيات بدعم الولاية في اطار برنامج الدعم الفني استفاد منه حوالي 17 عملا فنيا، الامر الذي كان حافزا لجمعيات الثقافة الفاعلة في القطاع من أجل مضاعفة انتاجها في مختلف مجالات الابداع كالمسرح، السمعي البصري... وغيرها. كما تم رصد اغلفة مالية اضافية من أجل تدعيم المراكز الثقافية عبر مختلف دوائر وبلديات الولاية، بلغت 174 مليار سنتيم موجهة لتحقيق العديد من المشاريع أهمها: انجاز مكتبة جهوية تضم قاعة للمطالعة تكون نواة للمكتبات البلدية الموزعة عبر ستين بلدية، وذلك بهدف زرع ثقافة المطالعة. وقد بلغت تكاليف انجاز 62 مكتبة جوارية أزيد من 70 مليار سنتيم، فيما قدرت تكاليف التجهيز بالكتب حوالي 54 مليار سنتيم، وقد تم استلام 15 مكتبة الى غاية نهاية شهر جانفي الماضي. من جهة أخرى تم تخصيص غلاف مالي قدر ب 4 ملايير سنتيم لترميم مسرح العلمة، الذي من شأنه منح جرعة أكسجين للفرق المسرحية الناشطة في المجال. في حين بلغت قيمة ترميم المتاحف الستة المذكورة آنفا 6 ملايير سنتيم، وذلك من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي الذي يشهد انتهاكات جراء الإهمال والتهاون لا سيما بالمنطقة الجنوبية للولاية التي تزخر بمواقع أثرية غنية.