* email * facebook * twitter * linkedin ينظم متحف المجاهد بسطيف، معرضا افتراضيا خاصا بالذكرى 75 لمجازر 8 ماي 1945، يتضمن لقطات وصورا مهمة من هذا التاريخ المؤلم الذي سيبقى في ذاكرة الأجيال، كما ترافق هذا المعرض عدة نشاطات وندوات وأوراق تاريخية خاصة، وكذا شهادات من بعض من نجوا من هذه المأساة. ترافق المعرض بعض الأغاني الثورية من التراث السطايفي، منها "إسي يا ما وما تبكيش"، وهو من تصميم الأستاذ ناصر يوسف رئيس نادي السمعي البصري بالمتحف، ويتضمن صورا متنقلة تبرز التاريخ الأسود للاستعمار الفرنسي بالجزائر، وكانت البداية مع الشهيد بوزيد سعال الذي كان أول من سقط في هذه المظاهرات السلمية للجزائريين، وكان يحمل معه الراية الوطنية التي لا زالت محفوظة إلى اليوم، ليشاهدها الجزائريون وغيرهم. من الصور الفظيعة التي كانت تمر تباعا وتشبه الجداريات، نجد المجازر الوحشية، حيث تصطف الجثث بقسوة، وكذا صور الرضع الملطخة بالدماء وحرق البيوت وإهانة الأسرى والمحتشدات في حفر غطاؤها الأسلاك الشائكة، ومحتشدات التعذيب والدماء المسكوبة على الطرق، ليمر فوق جثث أصحابها الكولون، وهكذا. في المقابل، تم أيضا باستوديو المتحف، تسجيل عددين من الحصة التاريخية التي يعدها المتحف تحت عنوان "من أمجاد الأمة"؛ الأولى قدمها الدكتور نزيم مسعودي، رئيس نادي المقاومة الشعبية للمتحف، حول إحياء الذكرى 149 لاستشهاد قائد المقاومة الشيخ المقراني يوم 05 ماي 1871، والثانية قدمها الأستاذ عمر قرين عضو المجلس العلمي والتقني للمتحف حول مجازر 08 ماي 1945. كما تناولت حصة "التاريخ في دقيقة" الخاصة بتاريخ الجزائر من 1830 حتى 1962، مجازر 8 ماي بإخراج راق ومعبر يشد الجمهور، وخصص حيزا آخر للراية الوطنية، التي رفعها الشهيد سعال بوزيد ذات يوم ثلاثاء 8 ماي 1945 بسطيف، للمطالبة باستقلال الجزائر، وهي ترفرف عاليا، وهي اليوم محفوظة بمتحف المجاهد، وهذا الركن من المعرض تحت عنوان "قصة راية شاهدة على إحدى أكبر مجازر التاريخ المعاصر". كما أن هناك شهادة حية للمجاهد بوجمعة بوقريصة سجين من "08 ماي 1945 إلى 15 ماي 1962" من بلدية بني عزيز، الذي يروي أنه كان من المقرر أن يمثل أمام لجنة القبول العسكري يوم 9 ماي 1945، لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية، فقدم من المشتة التي يسكن فيها إلى مقر بلدية بني عزيز يوم الثلاثاء 8 ماي صباحا، ليتجه بعدها إلى مدينة سطيف، لكن في الساعة الثانية زوالا من نفس اليوم، علم بانتفاضة الشعب وبعمليات التقتيل الجماعي، حينها رجع للبيت وحمل البندقية، وفي الطريق استطاع أن يقتل بعض المعمرين وينقذ أما ورضيعتها، ليتم القبض عليه مع 12 آخرين، وذاقوا أشد أنواع التعذيب، ثم حكم عليهم بالإعدام، ليخفف بعدها إلى الأعمال الشاقة المؤبدة، وهكذا بقي يتحول من سجن الكدية بقسنطينة إلى سجن لامبيز، إلى الحراش، فسجن بفرنسا، ثم الجزائر وهكذا دواليك حتى فجر الاستقلال. للإشارة، تم ضبط البرنامج الرسمي للندوة الوطنية التاريخية لإحياء الذكرى 75 لمجازر 08 ماي 1945، عن طريق تقنية "زوم"، من طرف مدير المجاهدين وذوي الحقوق ومدير متحف المجاهد بسطيف كمال فرية، والمحافظ الولائي للكشافة الإسلامية بنفس الولاية، تحت شعار "الجزائر دوما منتصرة".