سطرت اللجنة الوطنية لتحضير حفلات احياء الايام والاعياد الوطنية، احياء للذكرى ال75 لمجازر 8 ماي 1945، برنامجا خاصا يضم نشاطات وندوات تاريخية وعلمية سيتم نشرها عبر المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي للمؤسسات التابعة لوزارة المجاهدين. دوما منتصرة” كشعار لها لهذه السنة، ستنظم وزارة المجاهدين بداية من اليوم الخميس مجموعة من المحاضرات والندوات التاريخية افتراضية حول هذه المجازر، بث مقاطع من شهادات حية لمن عايشوا المجازر، اضافة الى زيارات افتراضية للمؤسسات المتحفية للمجاهد وتنظيم مسابقات علمية على أن تنشر هذه النشاطات المختلفة عبر الموقع الالكتروني لوزارة المجاهدين وعلى صفحتها الرسمية على الفايس بوك. كما يمكن للمواطن الاطلاع على برنامج النشاطات ومحتواها عبر الصفحات الرسمية بالفايس بوك للمتحف الوطني للمجاهد، المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة اول نوفمبر 1954، اضافة الى الصفحات الرسمية لديريات المجاهدين والمتاحف الجهوية. ومن جانبها حضرت وزارة الدفاع الوطني برنامجا لإحياء هذه الذكرى يضم سيما توزيع محاضرات تاريخية بجميع النواحي العسكرية، توزيع صور تحمل رمزية الحدث وتمجيد المناسبة في الوسائل الاعلامية التابعة للجيش الوطني الشعبي. وسيتم نشر التقارير الاعلامية حول النشاطات عبر صفحات مجلة الجيش، مجلة الجندي، الحصة التلفزيونية ” وعقدنا العزم” والحصة الاذاعية” السليل”. كما تشمل نشاطات احياء الذكرى محاضرات تاريخية ومعارض للصور وتكريم عدد من المجاهدين وأبناء الشهداء ومتقاعدي الامن الوطني من قبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية ووزارة الشؤون الدينية والاوقاف مع نشر هذه النشاطات عبر المواقع الرسمية للوزارتين عبر منصات التواصل الاجتماعي. واحياء للذكرى ستكيف وسائل الاعلام العمومي شبكتها البرامجية مع الذكرى عبر التغطية الواسعة للنشاطات المقامة عبر الوطن في نشرات الاخبار، بث أشرطة وثائقية وتاريخية واستضافة مؤرخين للحديث عن الذكرى وستنشر محتوى تقارير النشاطات عبر الصفحات الرسمية بمنصات التواصل الاجتماعي لقنوات التلفزيون العمومي، الاذاعات الوطنية والجهوية ووكالة الانباء الجزائرية. وستساهم من جهتها وزارة الثقافة ووزارة التكوين والتعليم المهنيين، وزارة الشباب والرياضة وكذا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في احياء هذه الذكرى عبر نشر أشرطة ومحاضرات ومعارض افتراضية ستنشر أيضا عبر المواقع الرسمية للوزارات بمنصات التواصل الاجتماعي. .. مسيرات 8 مايو 1945 بسطيف.. قصة راية شاهدة على إحدى أكبر مجازر التاريخ المعاصر لا تزال الراية الوطنية التي رفعها الشهيد سعال بوزيد ذات يوم ثلاثاء 8 مايو 1945 بسطيف للمطالبة بإستقلال الجزائر ترفرف عاليا ومحفوظة بمتحف المجاهد بذات المدينة. وتحتل تلك الراية مكانة مميزة لدى أهل المنطقة كونها تروي مأساة إنسانية رهيبة اقترفتها آلة الموت الفرنسية وراح ضحيتها 45 ألف شهيدا خرجوا للمطالبة بطريقة سلمية بالحرية والإستقلال. وعشية الاحتفال بالذكرى ال75 لمجازر الثامن مايو 1945 أكد مدير متحف المجاهد السيد كمال فرية في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن “ذلك العلم يظل يستقطب أكبر عدد من زوار المتحف الذين يرغبون في رؤية راية تعد شاهدة على واحدة من أكبر المجازر التي سجلها التاريخ المعاصر “. وأضاف “يعد ذلك العلم اليوم بمثابة مرجع تاريخي هام يستقطب جمهور الباحثين والمهتمين بتاريخ الثورة الجزائرية وواحدا من الرموز التي توثق لمرحلة حاسمة من مراحل تواجد الاستعمار الفرنسي بالجزائر “. واستنادا لذات المسؤول فإن “تلك الراية هي شهادة موثقة لأحداث شكلت منعرجا حاسما في مسار كفاح الشعب الجزائري ورمزا من رموزه والتي أثار رفعها غضب محافظ الشرطة الفرنسي ” أوليفيري” الذي أراد سحبها من يد سعال بوزيد وهو يتقدم مسيرة سلمية حاشدة تدعوفرنسا إلى الوفاء بوعودها وتنادي بجزائر حرة ومستقلة”. وذكر السيد فرية بأنه منذ 1945 ظل ذلك العلم يسافر لكن “في أيادي آمنة” تدرك جيدا قيمته إلى غاية سنة 2008 تاريخ فتح متحف المجاهد بسطيف”،لافتا الى أن “النشطاء الذين ساهموا في تأطير مسيرة 8 مايو 1945 إلتزموا منذ ذلك التاريخ بالحفاظ على تلك الراية الوطنية إلى غاية ما بعد الاستقلال حيث تم تسليمها بوثيقة رسمية تثبت بأن هذا العلم هو نفسه” . وتشير الوثائق التاريخية والشهادات الحية المستقاة من ذات المتحف والموثقة من طرف عديد ممن عايشوا تلك الأحداث الى أن ” رفع العلم الوطني وبعض الشعارات الداعية إلى الحرية والاستقلال من طرف المتظاهرين آنذاك لم يعجب الاستعمار الفرنسي بل أثار غضبه”. فقد مثل وجود ذلك العلم بألوانه الثلاثة والمرصع بنجمة وهلال -حسب ذات الشهادات- ” نقطة انطلاق لقمع مبرمج دام لأكثر من شهرين بعد أن تدخل جيش الاستعمار الفرنسي ونشر قواته عبر القرى والمداشر وقام بعمليات قتل جماعية وفردية عشوائية لنشر الرعب في أوساط الجزائريين”. وتروي هذه الشهادات كذلك بأن ” عمليات التقتيل الجماعي تواصلت على مدى عدة أسابيع حيث إمتدت إلى مناطق أخرى كالأوريسيا والخربة والبحيرة وعين عباسة وغيرها حيث ألقي بالمئات من الضحايا في حفر جماعية ” .