* email * facebook * twitter * linkedin تعكس جهود السلطات العمومية وتجند الفعاليات الجمعوية، ومجموعات الشباب المتطوع في الظرف الراهن، حجم التآزر الاجتماعي الذي يستهدف وبشكل أساسي، التخفيف من تداعيات الحجر الصحي والتدابير الوقائية من تفتشي وباء "كورونا" عبر مناطق الظل بمختلف بلديات ولاية النعامة، وبرزت هذه الهبة التضامنية، من خلال مساهمة العديد من الهيئات الإدارية والمؤسسات الاقتصادية والجمعيات المحلية والمحسنين والمواطنين، الذين انخرطوا في جهود التضامن والتكافل الاجتماعي مع قاطني المناطق المعزولة، بالتنسيق مع المنتخبين ومسؤولي لجان الأحياء بالبلديات. شملت العمليات التضامنية التي تواصلت طيلة شهر أفريل الجاري، توزيع أكثر من 4200 طرد غذائي على عائلات توجد ب 74 نقطة ظل، تقع بمختلف بلديات الولاية، من خلال تنظيم خمس قوافل تضامنية متتالية جابت هذه المناطق، حيث وزعت إضافة إلى المواد الغذائية، أغطية وحليب الأطفال وتجهيزات للمعاقين، وأدوية وأجهزة لقياس الضغط والسكري، وغيرها من المستلزمات، كما أوضح مدير النشاط الاجتماعي محمد شامخة. كما بادرت مديرية التجارة لولاية النعامة، قبيل حلول شهر رمضان، بتوزيع 400 طرد غذائي، بما يعادل 20 طنا من المواد الغذائية، وجهت للفئات المعوزة، وفق ما أكدت مديرة القطاع، منى تميمي. قدمت من جهتها، التنسيقية الولائية لتكتل التضامن الوطني والإغاثة، 491 طردا غذائيا لأسر محدودة الدخل بدائرتي مكمن بن عمار وعين الصفراء، حسب ممثل هذه التنسيقية بالولاية عمارة بن الناصر، فيما منح مكتب جمعية آفاق الخيرية بدائرة مشرية، 12 قنطارا من البطاطس، و300 قفة لسلع استهلاكية لعائلات اليتامى والأرامل ومرضى السرطان، وفق رئيس هذه الجمعية، عياشي محمد. تمسك المواطنين بروح التضامن تبرز هذه الهبة التلقائية، شيم الجود والكرم المتوارثة جيلا عن جيل بين سكان المنطقة، حسبما أبرزه عدة مواطنين عبروا عن تمسكهم بروح التضامن، ودعمهم للجهود التي تبذلها السلطات العمومية من أجل التصدي للوباء والخروج من هذه الأزمة. بادر سكان القصر القديم بواحة تيوت (جنوب الولاية)، منذ إعلان الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي الفيروس، إلى تقسيم عدة مجموعات للمتطوعين وزعت عليها المهام، للسهر على التدابير الوقائية داخل هذا التجمع السكاني ذو الطابع التقليدي، من أجل التكفل بالمرضى والمسنين وحظر التجمعات وحفلات الزفاف الجماعي. أوضح الحاج محمد بوطارد، أحد مشائخ القصر، أن "المتطوعين يتكفلون أيضا بالتنظيف والتعقيم ومساعدة الأشخاص، الذين هم في أوضاع صعبة، من خلال نشاط يومي يطبعه الانضباط وروح التكافل النابعة من روح الجماعة، فمن غير المعقول التخلي عن أية عائلة محتاجة، خصوصا خلال المرحلة الحالية لتفشي هذا الوباء". من جهته، أشاد عمي بوسماحة، من بلدية جنين بورزق، بالتجنيد المسجل على مختلف الأصعدة من أجل مجابهة جائحة فيروس "كورونا"، مشيرا إلى "التنظيم المحكم" الذي طبع عملية توزيع المؤونة، من أكياس السميد والسكر والزيت على الأسر المعوزة القاطنة بقريته "حجرات المقيل". بدوره، أعرب لخضر عفون من حي قصر سيدي بوتخيل، ببلدية عين الصفراء، عن استحسانه للهبة الشعبية الكبيرة المسجلة لتخفيف آثار الجائحة، وأشار خثير، أحد شباب بلدية مشرية، إلى أن "التنافس بين الناشطين في الحقل الخيري، الذي أطره الشباب المتطوع، لقي رواجا كبيرا خلال الظروف الصحية الحالية، ورافقه أيضا إقبال كبير للمحسنين من أجل توفير احتياجات الأسر الفقيرة". على مستوى التجمعات السهبية للولاية، على غرار مناطق لجدار وسيدي موسى ببلدية عين بن خليل وبوادي الزبوج وثنية الشياخة والسويريج في بلدية صفيصيفة، أعرب مربو الماشية عن تضررهم جراء غلق الأسواق الأسبوعية للمواشي، وأشاروا إلى أنه "تعذر عليهم توفير دخلهم المعتاد من بيع رؤوس الغنم، ناهيك عن التكاليف الباهظة للحصول على الأعلاف وصعوبة توفير الكلأ والماء لقطعان المواشي، أثناء الحجر الصحي". لفت أحد مربي الماشية بمنطقة رجيمات، إحدى مناطق الظل ببلدية عسلة، إلى أن توصيل الطرود الغذائية يتطلب قطع المسالك الوعرة ومسافات طويلة لبلوغ النقطة المستهدفة، يتطلب وقتا أطول للحصول على المواد الضرورية، كما أن اقتناء قارورات غاز البوتان أصبح "أكثر صعوبة" لتوقف نشاط الناقلين. في المقابل، طمأن الأمين العام للغرفة الولائية للفلاحة، ختاوي عمر، الموالين مؤكدا شروع مديرية المصالح الفلاحية، بالتنسيق مع غرفة الفلاحة في توزيع حصة من الأعلاف المدعمة على مستوى مخازن الديوان المهني للحبوب بدائرة مشرية، سيستفيد منها أكثر من 3600 مربي، بهدف الحفاظ على مداخيل هذه الفئة وحماية الثروة الحيوانية خلال هذه المرحلة الصعبة من تفشي فيروس "كورونا" وتدابير الحجر الصحي.