النعامة تعكس جهود السلطات العمومية وتجند الفعاليات الجمعوية ومجموعات الشباب المتطوع في الظرف الراهن حجم التآزر الإجتماعي الذي يستهدف وبشكل أساسي التخفيف من تداعيات الحجر الصحي والتدابير الوقائية من تفتشي وباء كورونا عبر مناطق الظل بمختلف بلديات ولاية النعامة. وبرزت هذه الهبة التضامنية من خلال مساهمة العديد من الهيئات الإدارية والمؤسسات الإقتصادية والجمعيات المحلية و المحسنين والمواطنين الذين انخراطوا في جهود التضامن و التكافل الاجتماعي مع قاطني المناطق المعزولة بالتنسيق مع المنتخبين ومسؤولي لجان الأحياء بالبلديات. وشملت العمليات التضامنية التي تواصلت طيلة شهر أبريل الجاري, توزيع أكثر من 4.200 طرد غذائي على عائلات توجد على مستوى 74 نقطة ظل تقع بمختلف بلديات الولاية و ذلك من خلال تنظيم خمس قوافل تضامنية متتالية جابت هذه المناطق حيث وزعت إضافة إلى المواد الغذائية, أغطية وحليب الأطفال وتجهيزات للمعاقين وأدوية وأجهزة لقياس الضغط و السكري وغيرها من المستلزمات, كما أوضح مدير النشاط الإجتماعي شامخة محمد. كما بادرت مديرية التجارة لولاية النعامة قبيل حلول شهر رمضان, بتوزيع 400 طرد غذائي بما بعادل 20 طن من المواد الغذائية وجهت إلى الفئات المعوزة وفق ما أكدت مديرة القطاع منى تميمي. وقدمت من جهتها التنسيقية الولائية لتكتل التضامن الوطني والإغاثة 491 طرد غذائي لأسر محدودة الدخل بدائرتي مكمن بن عمار وعين الصفراء حسب ممثل هذه التنسيقية بالولاية عمارة بن الناصر فيما منح مكتب جمعية آفاق الخيرية بدائرة مشرية 12 قنطارا من البطاطس و300 قفة لسلع استهلاكية لعائلات اليتامى و الأرامل و مرضى السرطان وفق رئيس هذه الجمعية عياشي محمد. --تمسك المواطنين بروح التضامن-- وتبرز هذه الهبة التلقائية شيم الجود والكرم المتوارثة جيلا عن جيل بين سكان المنطقة حسبما أبرزه عدة مواطنين عبروا عن تمسكهم بروح التضامن ودعمهم للجهود التي تبذلها السلطات العمومية من أجل التصدي للوباء و الخروج من هذه الأزمة. وقد بادر سكان القصر القديم بواحة تيوت (جنوب الولاية) منذ إعلان الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي الفيروس إلى تقسيم عدة مجموعات للمتطوعين وزعت عليها المهام للسهر على التدابير الوقائية داخل هذا التجمع السكاني ذو الطابع التقليدي ومن أجل التكفل بالمرضى والمسنين وحظر التجمعات وحفلات الزفاف الجماعي. وأوضح الحاج محمد بوطارد, أحد مشائخ القصر, أن " المتطوعين يتكفلون أيضا بالتنظيف والتعقيم ومساعدة الأشخاص الذين هم في أوضاع صعبة من خلال نشاط يومي يطبعه الانضباط وروح التكافل النابعة من روح الجماعة فمن غير المعقول التخلي عن أية عائلة محتاجة وخصوصا خلال المرحلة الحالية لتفشي هذا الوباء". من جهته, أشاد عمي بوسماحة, من بلدية جنين بورزق, بالتجنيد المسجل على مختلف الأصعدة من أجل مجابهة جائحة فيروس كورونا مشيرا إلى "التنظيم المحكم" الذي طبع عملية توزيع المؤونة من أكياس السميد و السكر و الزيت على الأسر المعوزة القاطنة بقريته "حجرات المقيل". و بدوره, أعرب لخضر عفون من حي قصر سيدي بوتخيل ببلدية عين الصفراء, عن استحسانه للهبة الشعبية الكبيرة المسجلة لتخفيف آثار الجائحة, وأشار خثير, أحد شباب بلدية مشرية, إلى أن " التنافس بين الناشطين في الحقل الخيري الذي أطره الشباب المتطوع لقي رواجا كبيرا خلال الظروف الصحية الحالية ورافقه أيضا إقبال كبير للمحسنين من أجل توفير احتياجات الأسر الفقيرة". وعلى مستوى التجمعات السهبية للولاية على غرار مناطق لجدار و سيدي موسى ببلدية عين بن خليل و بوادي الزبوج و ثنية الشياخة و والسويريج في بلدية صفيصيفة أعرب مربو الماشية عن تضررهم جراء غلق الأسواق الأسبوعية للمواشي وأشاروا الى أنه "تعذر عليهم توفير دخلهم المعتاد من بيع رؤوس الأغنام ناهيك عن التكاليف الباهظة للحصول على الأعلاف وصعوبة توفير الكلأ والماء لقطعان المواشي, أثناء الحجر الصحي". ولفت أحد مربي الماشية بمنطقة رجيمات, إحدى مناطق الظل ببلدية عسلة, أن توصيل الطرود الغذائية يتطلب قطع المسالك الوعرة ومسافات طويلة لبلوغ النقطة المستهدفة و ذلك يتطلب وقتا أطول للحصول على المواد الضرورية كما أن اقتناء قارورات غاز البوتان أصبح "أكثر صعوبة" لتوقف نشاط الناقلين. وبالمقابل طمأن الأمين العام للغرفة الولائية للفلاحة, ختاوي عمر, الموالين مؤكدا شروع مديرية المصالح الفلاحية بالتنسيق مع غرفة الفلاحة في توزيع حصة من الأعلاف المدعمة على مستوى مخازن الديوان المهني للحبوب بدائرة مشرية سيستفيد منها أكثر من 3.600 مربي بهدف الحفاظ على مداخيل هذه الفئة و حماية الثروة الحيوانية خلال هذه المرحلة الصعبة لتفشي فيروس كورونا وتدابير الحجر الصحي. وفي حديثه عن العمل التضامني الذي خصت به مناطق الظل بالولاية بعد تفشي جائحة كورونا أبرز والي النعامة مدباب إيدير قائلا " لقد أصبح العمل التضامني يتجسد ميدانيا في منحى تصاعدي عبر مختلف جهات الولاية بتقديم المساعدات لمستحقيها والتكفل الأمثل بالفئات المحرومة وإرسال قوافل لتوزيع المؤونة الغذائية والمساعدات الطبية إلى سكان الأحياء الهشة والقرى وأسر البدو الرحل و مناطق الظل".