انتهت أمس آجال تقديم ملف الترشح للرئاسيات. فمن ساعفهم الحظ تجاوزوا الامتحان الأول (طبعا إذا تم التصديق على التوقيعات من طرف المجلس الدستوري)، ليستعدوا للحملة الانتخابية لخوض غمار شرح البرنامج وإقناع الناخبين بالتصويت عليهم. أما من لم يحظوا بدخول مقر المجلس الدستوري، فعليهم أن يتحلوا بالروح الرياضية ويعترفوا بأن نية الترشح وحدها لا تكفي ولا تؤهل صاحبها للمرحلة الثانية من سباق الرئاسيات، وبأن تصريحاتهم السابقة وحماسهم المفرط بأن شرائح كبيرة ومختلفة من المجتمع تقف وراءهم وتلح على أن يترشحوا لمنصب رئيس الجمهورية اتضحت أنها مجرد أوهام وتخيلات وحلم بقيادة هذا الوطن الكبير! فهناك من فشل في جمع توقيعات حتى أهله وأقاربه، فلم يجد من ذرائع يبرر بها هذه الخيبة إلا رسم صورة سوداء عن حرية التعبير في الجزائر والتذرع بتضييق الخناق على المترشحين! في الوقت الذي تمكن فيه 11 مترشحا من أحزاب المعارضة والأحرار والمستقلين من إيداع ملفات ترشحهم لدى المجلس الدستوري. من المفروض في مثل هذه المواعيد الهامة ألا يدلي من ينوي الترشح بتصريحات أكبر من حجمه ومن وزنه السياسي وحتى مستواه الفكري والعقلي، أما من لا زال يبكي على منصب فقده، فذلك يصنف في خانة أخرى غير الخانة المخصصة للمترشح السوي، العاقل والمؤهل سياسيا وفكريا لقيادة الأمة!