نفى متعاملون اقتصاديون أمريكيون أمس بالجزائر أن تكون عقبات قد اعترضت طريقهم لإقامة مشاريع استثمارية في الجزائر، وأعلنوا التوصل إلى إبرام اتفاقيات مع شركاء جزائريين لإنشاء مشاريع في قطاعات الصناعة والفلاحة. في ندوة صحفية نشطها أمس بإقامة الميثاق السيد دونالد دولاين رئيس المجلس الجزائري الأمريكي لرجال الأعمال، رفقة السيد اسماعيل شيخون المدير التنفيذي للمجلس والسيد عمور نجاعي المكلف بالشؤون الاقتصادية في سفارة الجزائر بواشنطن، قدم مستثمرون أمريكيون صورة ايجابية عن مناخ الأعمال في الجزائر، وأكدوا أنهم توصلوا منذ بداية زيارتهم السبت الماضي الى رسم طريق يهدف الى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين في قطاعات خارج المحروقات منها الصناعات الغذائية وقطاع الفلاحة والنقل والمياه والتكنولوجيا الحديثة والصناعة. وسئل السيد دولاين عن عقبات تكون اعترضت المستثمرين الأمريكيين وحالت دون تنفيذ مشاريعهم، فأشار الى ان المستثمرين الذين زاروا الجزائر العام الماضي أو هذه السنة لم يبلغوا المنتدى بوجود هذه العراقيل وقال "لم أسمع منهم حديثا يشير إلى وجود عقبات"، موضحا أن المتعاملين الأمريكيين يفضلون السوق الجزائرية لما توفره من امتيازات وفرص نجاح، ويدرسون جميع المعطيات الميدانية وعلى أساسها سيباشرون نشاطهم الاستثماري باعتبار أنهم يبحثون عن أسواق واعدة "ما دام أن المشاريع التي يعتزمون تجسيدها تمول من طرف رأس مال خاص". وفي السياق أوضح المكلف بالشؤون الاقتصادية بالسفارة الجزائرية بواشنطن السيد نجاعي أن متعاملين أمريكيين ينشطون في مجال الصناعة الصيدلانية طلبوا توضيحات عن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة في هذا المجال والمتعلقة بمنع استيراد الأدوية المنتجة محليا، وإلزام المستوردين بإقامة مشاريع استثمارية بعد مدة لا تتجاوز سنتين من اقتحام السوق الوطنية، وحسبه فإن هؤلاء المتعاملين لم يبدوا انزعاجا من تلك التدابير، وتابع يقول بخصوص الإجراءات الحكومية الأخيرة التي تفرض على المستثمرين حصول الدولة على 51 بالمائة من رأس مال الشركات الأجنبية في الجزائر "أن وزير الصناعة وترقية الاستثمار السيد حميد تمار شرح للمتعاملين الأمريكيين وجهة نظر الطرف الجزائري، وقدم لهم تطمينات بإمكانية حصولهم على أغلبية الأسهم باعتبار ان نسبة 51 بالمائة المتحدث عنها لن تعود كلية للدولة الجزائرية مباشرة بل يمكن ان تعود إلى عدة متدخلين آخرين مثل البنوك بشكل يصبح فيه المستثمر الأجنبي صاحب الأغلبية في المشروع الجديد". وقال السيد نجاعي أن وفد المستثمرين والمصدرين الأمريكيين "خرج مطمئنا من اللقاء مع وزير الصناعة بخصوص هذه المسألة". ورفض مسؤولوا مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي الكشف عن طبيعة العقود والصفقات التي تم توقيعها مكتفين بالتذكير بما تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي حول اتفاق مبدئي بين متعامل خاص في قطاع الاسمنت وشركة "بروكين سولوشن" الأمريكية لتنظيف أفران الاسمنت وكذا مشروع إنجاز حظيرة تربية الأبقار الحلوب بالهضاب العليا تضم 1000 بقرة كمرحلة أولى قبل الانتقال إلى 10000 بقرة لاحقا، إضافة الى مشاورات تجريها شركة "كوسكو" الرائدة في توزيع المواد الغذائية مع متعاملين جزائريين قصد استيراد منتوجات محلية مثل زيت الزيتون والتمور لتسويقها في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأعلن رئيس منتدى رجال الأعمال الجزائري الأمريكي عن نجاح ممثل شركة "كريسلير" في أول زيارة له إلى الجزائر في التوصل الى إيجاد وكيل جزائري أسندت له مهمة توزيع هذا النوع من السيارات في الجزائر. وسئل ممثل الشركة من قبل الصحافيين عن إمكانية تطوير هذه الشراكة لتشمل إقامة مشاريع لصناعة السيارات فقال "إن الاتفاق المبرم مع الوكيل الجزائري يعد أول خطوة لولوج السوق الجزائرية"، ولم يستبعد في حال نجاح هذه الشراكة في تسويق أكثر من 2000 سيارة في العام الى التفكير في إقامة مصانع لإنتاج قطع غيار. وتحدث السيد دولاين عن سلسلة اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الجزائريين ومن بينهم الوزير الأول السيد أحمد أويحيى، وأشار الى أن هناك رغبة أمريكية في تعزيز التعاون الثنائي، وتترجم هذه الإرادة الزيارة الثانية على التوالي التي يقوم بها متعاملون أمريكيون، وحسبه فإن هناك مجالات عدة خارج قطاع المحروقات توجد ضمن أولويات المستثمرين الأمريكيين وهذا ما تعكسه زيارة 30 متعاملا ينشط أغلبهم في قطاعات تهتم بمجالات النقل والصناعات الغذائية والتكنولوجيات الحديثة والفلاحة والصناعات الصيدلانية إضافة الى مكاتب استشارة تقوم "بتسويق الصورة الحقيقية للمناخ الاقتصادي في الجزائر" لدى الشركات الأمريكية، ومن بين الذين تنقلوا الى الجزائر هذه المرة السفير الأمريكي بالجزائر الأسبق ريتشارد ايردمان الذي انتقل الى ميدان الأعمال وأسس مكتبا للاستشارة، واعتبر السيد نجاعي الدبلوماسي الأمريكي "سفيرا مميزا للجزائر في بلده" بالنظر الى العلاقات التي كانت تربطه مع عدة أطراف خلال فترة إشرافه على سفارة الولاياتالمتحدةبالجزائر قبل سنوات. وخلص رئيس المجلس التنفيذي السيد اسماعيل شيخون الى القول بأن هناك رغبة أمريكية في مرافقة الاقتصاد الجزائري، معتبرا الأزمة الاقتصادية العالمية حافزا بالنسبة للشركات الأمريكية قصد البحث عن أسواق خارجية، وان الجزائر تعد أحسن وجهة بالنسبة لهؤلاء. وكان وفد المستثمرين الأمريكيين وصل الجزائر السبت الماضي وعقد سلسلة من اللقاءات مع مستثمرين جزائريين، ويتنقل اليوم الخميس الى حاسي مسعود للاطلاع على مشروع إنجاز المدينةالجديدة.