كانت أوساط الملاكمة الجزائرية قد سجلت بارتياح كبير، القرار الذي اتخذته الهيئة الفيدرالية للملاكمة، غداة تعيين ابراهيم بجاوي على رأس المديرية الفنية الوطنية لهذا الفرع، حيث اعتبرت أن عودة بجاوي إلى الاتحادية، بمثابة فأل خير على الفريق الوطني بشكل خاص، وعلى الفن النبيل في الجزائر بصفة عامة، بعد أن كان هذا التقني المخضرم في السابق وراء أحسن تتويجات النخبة الوطنية في البطولات العالمية، وفي الدورات الدولية. يتوجب على بجاوي الذي سبق تعيينه في منصب مدير فني وطني، تأطير المنتخب الوطني، علما أن ستة ملاكمين تحصلوا على تأشيرة التأهل إلى الألعاب الأولمبية القادمة، خلال مشاركة التشكيلة الوطنية في الدورة التأهيلية لهذه الألعاب، التي احتضنتها مدينة داكار عاصمة السنغال في شهر جانفي الفارط. بجاوي عاين مؤخرا، تحضيرات الفريق الوطني بالمركب الرياضي المتواجد بأعالي تيكجدة، حيث وقف على العمل الذي ينجزه المدرب الوطني أحمد دين رفقة عناصره. قال بجاوي في تصريح ل" المساء"، عن هذه الاستعدادات: "تربص تيكجدة كانت له أهمية كبيرة من حيث أنه شكل عودة المجموعة إلى التدريبات الجماعية، التي توقفت بسبب الحجر الصحي.. الحمد لله أن كل العناصر تتواجد في صحة جيدة، ويعد هذا الجانب نقطة إيجابية، إذ يسمح للمدرب الوطني وملاكميه بمواصلة العمل بثقة كبيرة وفي أجواء ممتازة.. هذا التربص دام أسبوعا كاملا، شارك فيه الملاكمون المتأهلون إلى الألعاب الأولمبية، من بينهم إثنان في صنف الإناث.. عدد المتأهلين إلى ألعاب طوكيو قد يزداد في حالة حصولنا على التأشيرتين المتبقيتين لنا في التنافس عليها". هذا التربص سيتبعه تربص آخر، اختارت المديرية الفنية الوطنية إجراءه بمدينة، حيث قال: "يتعين علينا كمديرية فنية وطنية، بالتنسيق مع المدرب الوطني أحمد دين، إبقاء الفريق الوطني في استعداد تنافسي مستمر وتام، لأن أي ارتخاء سيكلفنا غاليا، لاسيما أننا ضيعنا مرحلة كبيرة في التحضير بسبب الحجر الصحي.. التربص في الشلف سيجري من 20 سبتمبر الجاري إلى 6 من الشهر الداخل". أضاف "التحضيرات ستخص الجانب الفني والبدني، وسنقيم في هذا التربص مدى تجاوب الملاكمين مع التمرينات بعد فترة الحجر الصحي.. وسيشارك في هذا التربص الملاكمون المعنيون بالتأشيرتين المتبقيتين لألعاب طوكيو، ويتعلق الأمر بكل من عبدلي يحيى ومورجان أسامة وآيت بقة يوغورطة وكرامو شمس الدين، بالإضافة إلى تواجد ملاكمتين مؤهلات لألعاب طوكيو". في سياق متصل، أقر بجاوي بوجود عائق كبير يواجه في الوقت الراهن الفريق الوطني، والمتمثل في غياب منافسين دوليين له، حيث قال محدثنا: "صحيح أننا لم نتوقع حدوث الوضع الخاص بفيروس كورونا الذي اجتاح بلدنا، وكانت آثاره سلبية في عدة مجالات، ونعيشه نحن أيضا في الملاكمة، وبصفة خاصة لدى الفريق الوطني الذي يفتقر حاليا إلى التنافس وديا مع نظرائه من الطراز العالمي، سواء المنتخبات الوطنية أو النوادي، لكن لسنا بمفردنا نعيش هذا الوضع، بل كل الفروع الرياضية عبر العالم المتأهلة إلى الألعاب الأولمبية القادمة، تعيش نفس الوضع، كون السفريات إلى الخارج معلقة إلى إشعار آخر.. لذلك ليس أمامنا حلول أخرى سوى تنظيم منازلات بين عناصر الفريق الوطني، في انتظار تحسن الوضع الصحي في كل البلدان". غير أن المدير الفني الوطني لاتحادية الملاكمة لم يقطع الأمل للحصول على مشاركة دولية في الخارج، وكشف في هذا الشأن، عن أن الاتحادية الوطنية للملاكمة تلقت دعوة من نظيرتها الإسبانية لمشاركة فريقنا الوطني في دورة دولية بهذا البلد، موضحا أن مصالح اتحاديتنا أنهت كل إجراءات التنقل، منها بشكل خاص، الحصول على التأشيرات من السفارة الإسبانية في الجزائر. الدورة ستنطلق يوم 4 أكتوبر القادم، لكن تنقل الفريق الوطني للمشاركة في هذه الدورة مرتبط أساسا بفتح المجال الجوي تجاه إسبانيا، ويضع المدير الفني الوطني بجاوي على هذه الدورة أمالا كبيرة، من حيث أنها ستسمح لملاكمينا المتأهلين لدورة طوكيو الأولمبية من الاحتكاك مع المستوى الدولي، الذي سيسمح بالرفع من مردودهم فوق الحلبة. في انتظار هذا الموعد، تجري عناصر التشكيلة الوطنية منازلات فيما بينها، خلال التربصات التي تنظمها لصالحها الاتحادية من حين لآخر. وفي الأخير، شكر المدير الفني الوطني بجاوي، المجهودات الكبيرة التي تبذلها الهيئة الفيدرالية من أجل ضمان تحضيرات الفريق الوطني في ظروف جيدة، قائلا بأن الاتحادية لم تبخل إلى حد الآن بأية مساعدة يمكن أن تستفيد مها عناصر التشكيلة الوطنية.