عاشت اتحادية الملاكمة أمس، حالة طوارئ، بعد الموقف المفاجئ الذي صدر عن الملاكم الدولي شعيب بولوذينات، الذي هدد بالانسحاب من الفريق الوطني، وتعليق مشاركته في الألعاب الأولمبية القادمة، المقررة بطوكيو في جويلية 2021. يبدو أن الملاكم بولوذينات سئم من الوضع الاجتماعي الصعب الذي يعيشه منذ بعض السنوات، وهو ما جعله يدق ناقوس النجاة، لعل مسؤولي الاتحادية وحتى وزارة الشباب والرياضة، يلتفتون إليه ويجدوا مخرجا لوضعه الاجتماعي المزري، حسب مصادر عليمة بمعاناة الملاكم في هذا الجانب. شعيب بولوذينات، اختار منبر مواقع التواصل الاجتماعي لكي يسمع نداءه الجميع، فكتب على حسابه الخاص أنه قرر تعليق مشاركته في الألعاب الأولمبية القادمة، التي قطع تأشيرتها في شهر جانفي الفارط، في دورة مدينة داكار السنغالية، رفقة ستة من زملائه في الفريق الوطني. المعني تفادى الإشارة إلى الأسباب التي جعلته يتخذ هذا الموقف، لكن مصادر قريبة منه قالت، إنه سرعان ما تراجع عن موقفه، بعد دخول مسؤولي الهيئة الفيدرالية لهذه الرياضة في اتصال معه، لتثنيه عن إلغاء الموقف الذي صدر عنه. غير أن الملاكم بولوذينات أدلى بتصريح لإحدى القنوات التلفزيونية في ساعة متأخرة من الليل، قال، إنه فعلا فكر في الانسحاب من رياضة الملاكمة نهائيا، وتعليق مشاركته في ألعاب طوكيو لأسباب اجتماعية، موضحا أن وضعه كبطال بدون عمل، أنهكه من الناحية المعنوية، لأنه متزوج وله أبناء. ومن أجل معرفة دوافع موقف الملاكم شعيب بولوذينات، اتصلنا بالمدير الفني للملاكمة ابراهيم بجاوي، الذي رفض في بداية حديثه معنا، تهويل تبعات تصريح الملاكم بولوذينات، كاشفا أن هذا الأخير، يعيش فعلا صعوبات كبيرة في حياته الاجتماعية، لكن لا يتواجد بمفرده في هذا الجانب. "ليس فقط اتحادية الملاكمة هي التي تعرف مثل هذه الحالة... تقريبا كل الاتحاديات الرياضية تعيش هذه الأوضاع، لأن الكثير من رياضييها يوجدون بدون عمل.. بالنسبة لاتحاديتنا، أعرف أنها تواجدت دوما في اتصال مع وزارة الشباب والرياضة، ومع جهات أخرى، من أجل إيجاد حلول لرياضييها الذين يعانون من الناحية الاجتماعية، ومن أمور أخرى لا أريد ذكرها في هذا المقام، لكن هذا الأمر ليس سهلا على هيئتنا الفيدرالية، ولا حتى على الاتحاديات الرياضية الأخرى، لأن الرياضيين الذين يعانون في هذا الجانب، يفتقرون إلى مستوى علمي يسمح لهم باعتلاء مناصب في الهيئات والإدارات الرياضية، وهذا يعد مشكلا عويصا بالنسبة لوزارة الشباب والرياضة، التي عادة ما تفتح مجال التدرج في الحصول على شهادات التدريب سوى للرياضيين المؤهلين من حيث المستوى العلمي.. لذلك، فإن هذا المشكل مطروح بحدة، ولا بد على الوصاية والاتحاديات الرياضية أن تفكر في الصيغ التي تسمح بالاستجابة لمطالب الرياضيين المتواجدين في وضع اجتماعي صعب للغاية"، قال بجاوي الذي تأسف كثيرا عما يعيشه الرياضيون في هذا الجانب، معتقدا أن الملاكم بولوذينات لن يتجرأ إلى حد الانسحاب من دورة طوكيو الأولمبية، لاعتقاده بأن هذه الأخيرة تعد بالنسبة لهذا الملاكم آخر فرصة في مشواره الرياضي، كونه يبلغ من العمر 31 سنة. من جهته، أثار الملاكم الدولي فليسي المتأهل هو الآخر إلى دورة طوكيو، المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها الملاكمون الدوليون، مشيرا إلى أن هذه الحالات كثيرا ما أرغمت في الماضي، الملاكمين على وضع حد لمشوارهم الرياضية، متأسفا في الوقت نفسه، عن كون الرياضة الجزائرية هي المتضررة الأولى من هذه الانسحابات، التي تأتي عادة من رياضيين لهم مستقبل واعد في اختصاصهم الرياضي.