اختار حزب العمال لحملته الانتخابية شعار "لأن السيادة الشعبية مناعة للسيادة الوطنية، الكلمة للشعب"، وفي هذا السياق أكد السيد جلول جودي نائب الحزب بالمجلس الشعبي الوطني في تصريح ل"المساء" أن الشعب لا بد أن تكون له سيادة ويختار التوجهات السياسية والاقتصادية الأنسب للبلاد لتحصين السيادة الوطنية وحمايتها. ويولي برنامج السيدة لويزة حنون مترشحة الحزب للرئاسيات أهمية كبيرة للشق الاقتصادي ومحاربة الخوصصة والعمل على إعادة فتح المؤسسات التي أغلقت بهدف بناء اقتصاد عمومي والتكفل بشريحة العمال، وإلغاء اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. مع التركيز على محاربة الفكر الليبرالي وإعادة تأميم الثروات الوطنية. وتتعهد حنون بتكريس ديمقراطية حقيقية تعطي الكلمة للشعب حتى يمارس حقوقه كاملة وينتفع من ثروات وموارد البلاد. ويشير هذا البرنامج إلى تنظيم انتخابات تشريعية مسبقة عقب رئاسيات 9 أفريل القادم من أجل تحقيق "إصلاح سياسي واقتصادي شامل وجوهري وإعادة السيادة للشعب". وذلك من خلال تعيين الحكومة من طرف البرلمان الجديد ويكون لهذا الأخير قوة التصدي للتحرشات الأجنبية باتخاذ قرارات سيادية مع إعطاء للشعب الجزائري إمكانية مراقبة ومحاسبة المنتخبين وسحب الثقة منهم. وفيما يخص عالم الشغل تؤكد لويزة حنون أنها ستعمل في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية على إنقاذ الشباب من الهلاك بخلق مناصب شغل حقيقية وإحداث قطيعة فعلية مع كل السياسات المسؤولة عن التفسخ وتفاقم حدة الفوارق الاجتماعية التي يعانيها الشعب الجزائري. ومن جهة أخرى يقترح برنامج المترشحة إدخال إصلاحات عميقة على قطاعي الفلاحة والصناعة لوضع حد لمافيا العقار الفلاحي التي استحوذت على أجود الأراضي في البلاد. مع اقتراح بديل للسياسة الصناعية المنتهجة لحد الآن. ويتعهد برنامج المترشحة أيضا بإدخال إصلاح عميق على الجامعة حتى تتمكن من أداء دورها كاملا كقطب للإشعاع الثقافي والعلمي على أن تحظى كل ولاية من ولايات القطر في يوم ما بجامعتها. ويهدف هذا البرنامج لإحداث تقسيم إداري جديد من أجل التحكم أكثر في تسيير الجماعات المحلية وترقية الشغل. كما يتضمن برنامج الأمينة العامة لحزب العمال إعادة فتح مختلف دواوين المنتوجات الفلاحية لوضع حد للمضاربة في الأسعار والتركيز على السكن الاجتماعي مع تسخير الدولة للسكنات العمومية الشاغرة وتقديم إعانة لذوي الدخل الضعيف حتى يتسنى دفع مبلغ الإيجار لدى الخواص.
بطاقة تعريف لويزة حنون: أول مترشحة عربية للرئاسيات
ولدت السيدة لويزة حنون سنة 1954 ببلدية الشقفة بولاية جيجل وسط عائلة فلاحية. فرت عائلتها من المنطقة بعد تفجير منزلها من قبل الجيش الفرنسي عام 1959، ليتحول هذا البيت إلى مركز استقبال للمجاهدين تحت مسؤولية العديد من القادة من بينهم الرئيس الأسبق علي كافي. وبعد ترحال طويل بين ميلة، قسنطينة، والدرعان استقرت عائلتها بعنابة الولاية التي واصلت بها السيدة حنون دراستها حتى تحصلت على شهادة ليسانس في الحقوق لتكون أول امرأة بلغت هذه المرتبة في عائلتها . سرحت السيدة حنون من عملها نظرا لمواقفها من أجل الاستقلالية النقابية واستقلال الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وبعد أشهر من النضال ضد هذا التسريح، أعيد إدماجها في منصبها وحولت إلى الجزائر العاصمة سنة 1980 حيث اشتغلت بشركة الخطوط الجوية الجزائرية حتى سنة 1994 لتنتقل بعدها إلى شركة تسيير مطارات الجزائر. وبالعاصمة انضمت إلى سرية المنظمة الاشتراكية للعمال، وأوقفت للمرة الأولى من قبل الشرطة وسجنت رفقة مناضلين آخرين من المنظمة لمدة ستة أشهر بتهمة تكوين جمعية أشرار والمساس بأمن الدولة وتوزيع منشورات تحريضية، واستفادت من العفو حيث تم إطلاق سراحها قبل محاكمتها بفضل الحملة الدولية التي شنت آنذاك للمطالبة بإطلاق سجناء الرأي. وانتخبت سنة 1989 ناطقة باسم المنظمة الاشتراكية للعمال ثم أمينة لحزب العمال عام 2003. رشحها حزب العمال للانتخابات الرئاسية أول مرة عام 1999 لكن ملفها لم يقبل من طرف المجلس الدستوري، لتعيد التجربة وتكون أول امرأة في الوطن العربي تترشح للانتخابات الرئاسية سنة 2004.