قال الإنجليز: "إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمِ بيوت الآخرين بالحجر"... هذا المثال ينطبق تماماً على تدخل الولاياتالمتحدة في القضايا الداخلية للبلدان، بداعٍ وبغير داعٍ، ومنها التقرير الأمريكي حول حقوق الإنسان في الجزائر، الذي راحت بشأنه الولاياتالمتحدة تقلل من جهود ترقية حقوق الإنسان في الجزائر. ولم يجد انتقاد وزير العدل السيد الطيب بلعيز الصحافة الوطنية في سكوتها وعدم ردها على التقرير الأمريكي حول حقوق الإنسان في الجزائر- ردّاً، ولم يجد حياله ممثلو وسائل الإعلام حجة دامغة وكأنه ينطبق عليهم التعبير القرآني الذي يقول "فَبُهِتَ الذِي كَفَرَ"، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تصل صحافتنا وبالخصوص "الخاصة" إلى حد أن يوصيها وزير العدل بالدفاع عن السيادة الوطنية، ولعلنا نتساءل: هل يسمح الصحفي الأمريكي لدولة أخرى أن تتدخل في شؤون بلده، أو يوصونه خيراً بسمعة بلده؟ لقد أكدت التجارب أن الصحافة الأمريكية والكونغرس يعملان "بقلب رجل واحد" سواء كان ذلك في السلم أو الحرب. وإذا كان التقرير الأمريكي المتعلق بحقوق الإنسان حقاً، فاستعماله في غير موضعه باطل، "تم اتخاذه كمطية لزرع الفتنة وتشتيت الصفوف وتهديد الوحدة الوطنية للدول. ولذلك يعيدنا وزير العدل للحديث عن تصرفات بعض الدول التي تدّعي الحرية والديمقراطية ونراها تدس "أنفها الطويل" في كل شيء وكأنها وصيّة على العالم برمته، وتنسى خرقها لحقوق الإنسان في مختلف أصقاع العالم، لا سيما في دول العالم الثالث وبؤر التوتر ومنها فلسطين، العراق، وأكبرها معتقل العار في غوانتانامو. وكان حرياً ب "المدافعين" عن حقوق الإنسان أن يسكتوا مدافع الظلم في بلدان زادتها غطرسة الدول الكبرى غبناً وقهراً وتخلفاً.