يعرف ترميم أهم مساجد المدينة القديمة بولاية قسنطينة تأخرا كبيرا، رغم إعادة بعث هذه العملية التي تدخل في إطار مشاريع "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، من قبل وزارة الثقافة، بعدما تجمدت الترميمات، بسبب مشاكل إدارية بخصوص مكاتب الدراسات الأجنبية، وكيفية تحويل مستحقاتها المالية. مسلسل تأخر ترميم مساجد قسنطينة، الذي رصد له مبلغ 1 مليار و341 مليون دينار، متواصل بعد 5 سنوات من نهاية تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، فباستثناء مسجدين فقط، وهما "حسن باي" بشارع 19 جوان، والمسجد الكبير بشارع العربي بن مهيدي، اللذان انتهت بهما الأشغال وفتحت أبوابهما للمصلين، بقيت 10 مساجد عبارة عن ورشات مفتوحة دون تاريخ محدد لإنهاء أشغالها. مسجد "سيدي لخضر" الذي يعد رمزا من رموز مدينة قسنطينة، بسبب ارتباطه بالدروس الإعلامية، للشيخ عبد الحميد ابن باديس، بقي رهين التلاعبات وعدم جدية المقاولات، حيث تم فسخ الصفقة التي منحت لمقاولة محلية، بعد أن خصص لها مبلغ يجاوز 12 مليون دينار، بسبب تأخر نسبة الأشغال التي لم تتعد 15 بالمائة، فيما ينتظر الإعلان عن مناقصة استكمال الأشغال خلال اليومين المقبلين. كما بلغت نسبة الأشغال بمسجد "باشترزي" 30 بالمائة، حيث خصص له مبلغ يجاوز 49 مليون دينار للأشغال، وحوالي 6 ملايين دينار للدراسة، وهو الأمر الذي دفع بالقائمين على المشروع إلى فسخ الصفقة والإعلان عن مناقصة جديدة، تم الإعلان عنها خلال الأيام الفارطة، لكنها كانت مناقصة دون جدوى. أما مسجد "الأربعون شريفا"، الذي ارتبط اسمه أيضا باسم العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، فقد تمت المصادقة على المرحلة الأولى والثانية من الدراسة، في انتظار استكمالها في شهر نوفمبر الجاري، في حين تم تقديم طلب الإعلان عن مناقصة من أجل الدراسة ومتابعة الأشغال على مستوى الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، خلال شهر أكتوبر المنصرم. في حين يبقى مطلب سكان المدينة القديمة بقسنطينة، يتمثل في الدعوة إلى فتح المساجد والزوايا التي برمجت في إطار مشاريع عاصمة الثقافة العربية، بعدما حرمانهم من أداء الصلاة في هذه المساجد، بسبب أشغال الترميم التي طالت أكثر من الوقت المحدد لها، وعرفت مصيرا مبهما طيلة سنوات، في ظل تخبط الجهات المسؤولة عن هذه الأشغال في حلقة مفرغة، دون إيجاد حلول مناسبة.