أرجعت السيدة أمينة سويسي، مهندسة معمارية بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف في ولاية قسنطينة، تأخر مشاريع ترميم الزوايا والمساجد في إطار "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، إلى عراقيل إدارية وقانونية، وعلى رأسها عدم تأشير لجنة الصفقات العمومية بالولاية على الصفقات الخاصة بمكاتب الدراسات التابعة للمقاولات المعنية بالترميم، بسبب وجود بعض التحفظات. من جهتها، قالت السيدة ليندة عبد النور، المكلفة بالتسوية القانونية لعقود المساجد بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بقسنطينة، التي ثمنت دور المؤسسات الدينية في الحفاظ على تماسك المجتمع والرقي بالدين الإسلامي، خلال حصة منتدى الإذاعة الجهوية بقسنطينة، أن المديرية وبالتنسيق مع وزارة الثقافة، وضعت 19 مكان عبادة من بين ال37 التي تم اقتراحها قيد الترميم، منها 11 مسجدا و9 زوايا تقام بها الصلوات الخمس وحتى صلاة الجمعة، وهي مساجد عريقة بالمدينة القديمة، يعود تاريخ تشييدها إلى القرن 12، على غرار المسجد سيدي عفان الذي بني سنة 900 ميلادي والمسجد الكبير الذي أنشئ سنة 1136م، مضيفة أن عملية الترميم توقفت بشكل كامل في 14 ورشة، بسبب عدم حصول المقاولين على عقودهم وتخوفهم من عدم الحصول على مستحقاتهم المالية، حيث توقفت الأشغال في بادئ الأمر بورشة المسجد الكبير، وسط المدينة، التي استأنفت بشكل بطيء جدا، لتنتقل عدوى التوقف، حسب تعبيرها، إلى باقي الورشات. وأكدت السيدة ليندة عبد النور، أن المديرية التي تعمل بها، راسلت في العديد من المرات وآخرها بتاريخ 4 أكتوبر الجاري، الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، من أجل الحصول على وضعية دقيقة لنسبة تقدم الأشغال والإجراءات المتخذة من أجل حماية والإسراع في إنهاء أشغال الترميم، خاصة أن فصل الشتاء على الأبواب، وأن التغيرات المناخية من أمطار وثلوج تؤثر بشكل كبير على وضعية هذه المعالم التي تبقى ورشات مفتوحة، وكان فصل الشتاء الفارط أحسن دليل على ذلك، حسب نفس المتحدثة التي أضافت أن المديرية اتفقت مع الجهة المسؤولة عن الترميمات، لتسليم كل المعالم بداية من السنة الجارية، بعدما انطلقت الأشغال في شهر فيفري 2014، وقد خصص مبلغ 169 مليار سنتيم بالنسبة للمساجد و32 مليار بالنسبة للزوايا. وتأسفت السيدة ليندة عبد النور، لعدم استفادة ضيوف قسنطينة من العرب والأجانب في إطار "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، من زيارة هذه المعالم الدينية والتاريخية التي تقع بقلب مدينة الصخر العتيق، خاصة أن هناك العديد منها التي يستوجب الأمر التوقف عندها، على غرار المسجد الكبير، مسجد سيد عفان، مسجد سيد لخضر الذي كان منارة في العلم وكان منبرا للإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس، والكتانية التي تضم منبرا صنع من الرخام الإيطالي يعود إلى قرون مضت، وهي المساجد التي أعطيت لها الأولوية في الترميم وكان من المفترض أن تكون جاهزة مع بداية التظاهرة، لكن لم يتم استلام أية واحدة منها إلى غاية شهر أكتوبر الحالي. وقالت المكلفة بالتسوية القانونية لعقود المساجد بمديرية الشؤون الدينية في قسنطينة، بأن المديرية وقعت في حرج كبير، بسبب شكاوى المواطنين بعد إغلاق هذه المساجد والزوايا، خاصة خلال شهر رمضان الفارط، مضيفة أن مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بقسنطينة بدأت التفكير مند الآن في الإعداد لشهر رمضان المقبل، حيث طالبت الجهات الوصية بالتدخل السريع لإنهاء هذا المشكل الذي يعطل سير أشغال ترميم زوايا ومساجد قسنطينة.