برر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي توقف الأشغال ب 19 مسجدا معنيا بإعادة الاعتبار والترميم في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، بأن اللجنة الوطنية لتحضير وتنظيم التظاهرة وافقت على الاقتراح المشترك لوزارة الثقافة وولاية قسنطينة بغرض ترميم 19 معلما، منها 12 مسجدا و7 زوايا، حيث حظي هذا المشروع بتمويل قدره 1.4 مليار دينار جزائري. وقال الوزير في معرض إجابته على سؤال كتابي وجهه إليه رئيس المجموعة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف بتاريخ 7 جويلية 2015، إن معظم المشاريع انطلقت إلا أن أشغال الانجاز لم تبدأ بعد في 6 مساجد وزاويتين وذلك لأسباب إجرائية ولاعتبارات تقنية، حيث تطلبت متسعا من الوقت لاستكمال الدراسات الأولية التي كشفت العديد من النقائص الباطنية التي تشكل خطرا على سلامة الأشخاص، كما يكمن سبب عدم انطلاق الأشغال في زاويتين للتأخير في إعادة إسكان القاطنين بها. وأضاف الوزير أنه إن كانت بعض الأسباب الإجرائية قد أثرت فعلا على انطلاق الأشغال في كثير من هذه المساجد والزوايا؛ إلا أنه تمت معالجتا بنسبة كبيرة في الأطر القانونية والإجرائية، حيث أن مصالح وزارة المالية أعطت مؤخرا موافقتها على تشكيل مجمعات مكاتب دراسات مشاركة. كما وجد الإشكال الوحيد المتبقي الذي أبدت لجنة الصفقات العمومية ملاحظات مبدئية بخصوصه حلال نائيا منذ ترة وجيزة، وذلك بإيعاز من الوزير الأول الذي أمر بتشكيل مجموعة عمل من ممثلي وزارات الثقافة والمالية والسكن والعمران والمدينة، وممثل ولاية قسنطينة، وذلك لاقتراح الحل الأنسب، وهو ما أضفى إلى اعتماد الإجراء الذي سيمكن من معاجلة العقود داخل لجنة الصفقات في إطار أحكام القانون المتعلق بحماية التراث الثقافي. وأكد وزير الثقافة أنه إن كان التأخير في إنجاز الأشغال يؤثر فعلا على أداء الصلاة في رحاب تلك المساجد، إلا أن ذلك "يلقى بكل تأكيد تفهم المصلين مادام أن طبيعة الأشغال تتعلق بتأمين سلامتهم"، مضيفا "هذا التأخير لا يؤثر إطلاقا على الأموال المرصودة لها، ذلك أن الغلاف المالي المخصص لا مضمون ولم يعرف أي استهلاك خلافا للاعتقاد السائد". وكان النائب لخضر بن خلاف طالب في مراسلة مستعجلة لوزارة الثقافة بالتدخل لإيجاد حل ل 19 مسجدا بمدينة قسنطينة والتي تقرر إعادة ترميمها في إطار تظاهرة "عاصمة الثقافة العربية" وقد خصص لها، حسبه، مبلغ 77 مليار سنتم، لكن "للأسف هي اليوم تعاني من توقف الأشغال بها بسبب الخطأ القانوني التي وقعت فيه الإدارة بمنح الأشغال إلى المجمعات الدراسية المختلطة للدفاتر التجارية وعددها 14 وهي تمثل شراكة بين شخص معنوي وهو مكتب دراسات أجنبي وشخص طبيعي يمثل المتعامل الجزائري وهذا ما صعب التعامل مع هذه المجمعات لوجود فراغ قانوني في هذا الجانب خاصة في تحويل الأموال بالعملة الصعبة للشريك الأجنبي". وأضاف "أمام صرف ما يزيد عن 65% من ميزانية مشاريع قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بدأ سكان قسنطينة يتخوفون من المساس بميزانية ترميم المساجد السالفة الذكر. لتبقى هذه الأخيرة مغلقة في وجه المصلين".