حذّر البروفيسور كمال جنوحات المختص في علم المناعة ورئيس المخبر المركزي بمستشفى الرويبة، من اشتداد العدوى بين الناس خلال هذه المرحلة من السنة، موضحا أن الحد من خطر الإصابة بالإنفلونزا سيساعد النظام الصحي على التعامل مع الزيادة في حالات الإصابة بمرض "كوفيد 19" بشكل أفضل، وأن أي شخص يصاب بعدوى الإنفلونزا وفيروس كورونا معا، قد ينتهي به المطاف إلى المعاناة من حالة مرضية شديدة ومعقدة، قد لا يُحمد عقباها، مشيرا إلى أهمية اتخاذ كافة الإجراءات، لتقليل مخاطر الإصابة بالإنفلونزا، على غرار ضرورة التهوية. مع دخول فصل الشتاء تبدأ المواسم التقليدية لنزلات البرد والإنفلونزا في معظم دول العالم، ولكن الأمر يزداد خطورة هذا العام بسبب تداخل أعراضهما مع أعراض مرضى كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد. وفي هذا الصدد قال المتحدث الذي يشغل أيضا منصب رئيس الجمعية الجزائرية لعلم المناعة، إن الإصابة بالأنفلونزا الموسمية ترفع من نسبة الإصابة بفيروس "كوفيد 19"، موضحا أن الفيروسين لهما أعراض متقاربة جدا؛ الأمر الذي يجعل الكثيرين لا يفرقون بينهما، إلا أن في حال الإصابة وظهور الأعراض لا بد من ترجيح الأمر إلى أن المصاب يعاني من كورونا، وهذا بهدف اتخاذ تدابير التكفل والعلاج اللازمين. وحذّر الدكتور من أن تشابه أعراض الإنفلونزا وفيروس كورونا قد يعقّد العمل الحيوي لبرنامج تتبّع ومراقبة المصابين، مشددا على أهمية التهوية لتقليل نسبة انتقال الفيروس، لاسيما داخل أماكن العمل، والمدارس، ووسائل النقل. ودعا المتحدث إلى أهمية أخذ العلاج المكمل للوقاية ولتقوية المناعة ضد الإصابة بالفيروس، لاسيما أن هذه المرحلة تشهد تصاعد منحة الإصابة بالفيروس، بعدما انخفض نسبيا قبل فترة، وهذا، حسبه، راجع إلى عدد الإصابات بنزلات البرد التي تشخَّص بعد مضاعفاتها كحالات لكورونا. وأضاف أن أهم وسيلة لتقوية المناعة، أخذ الجرعات الموصى بها من الزنك وفيتامين سي المسؤول عن تقوية المناعة، فضلا على فيتامين د، موضحا أن هذا الأخير أثبتت دراسات عديدة أن نقصه عند الفرد يتسبب في العديد من المشاكل الصحية، لا سيما ضعف الجهاز المناعي. وذكر أهمية أخذ جرعات بوصاية من مختص في ذلك، وبعد إجراء تحاليل طبية، مفادها توضيح مدى حاجة الجسم إليها، لاسيما أن الجزائري يعاني ضعف "الفيتامين د"؛ نظرا لنظامه الغذائي، الذي يفتقر لهذا الفيتامين، على غرار قلة استهلاك السمك. وفي الأخير دعا البروفيسور إلى إجراء التلقيح السنوي ضد الأنفلونزا، لا سيما بالنسبة للأشخاص المسنين والذين يعانون أمراضا مزمنة، موضحا أن خطورة الإصابة ب "كوفيد 19"، مثلا، ترتفع إلى 2.7 بالمائة عند الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة؛ فإذا كانت، مثلا، نسبة الوفاة بسبب مضاعفات المرض تصل إلى 40 بالمائة، فمن الممكن أن ترتفع إلى نسبة 100 بالمائة. وقال إن التطعيم السنوي ضد الانفلونزا الذي انطلق مؤخرا في الثالث أكتوبر، بات أكثر من ضروري بسبب انتشار فيروس كورونا.