أكد الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الصحراوية انتهاء الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع المغرب وبرعاية أممية شهر سبتمبر 1991 مع كل ما يترتب عنه من استئناف للعمل القتالي دفاعا عن الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي. وأكد مرسوم وقعه الرئيس غالي تخويل قيادة أركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي مسؤولية اتخاذ "كافة الإجراءات والتدابير المتعلقة بتنفيذ مقتضيات هذا المرسوم ضمن الاختصاص المسند إليها" كما كلف "الهيئة الوطنية للأمن برئاسة الوزير الأول، لاتخاذ الإجراءات والتدابير المتعلقة بتنفيذ مقتضيات حالة الحرب فيما يخص تسيير وإدارة المؤسسات والهيئات الوطنية وضمان انتظام الخدمات". وأكد المرسوم الرئاسي الصحراوي أن القرار جاء ردا على إقدام المملكة المغربية على "خرق اتفاق وقف إطلاق النار من خلال الهجوم على المدنيين المتظاهرين سلميا أمام ثغرة الكركرات غير الشرعية وفتح ثلاث ثغرات جديدة في الجدار العسكري المغربي ضمن انتهاك سافر للاتفاق العسكري رقم 1 الموقع بين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والمملكة المغربية تحت إشراف الأممالمتحدة".وحمّل الرئيس الصحراوي سلطات الاحتلال المغربية مسؤولية كاملة عن عواقب عمليته العسكرية بالكركرات ودعا الأممالمتحدة إلى التدخل العاجل لوضع حدّ لهذا العدوان على الجمهورية الصحراوية "أرضا وشعبا". وأرسل الرئيس إبراهيم غالي رسالة مستعجلة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، والرئيسة الدورية لمجلس الأمن، انقا روندا كينغ، الممثلة الدائمة لسانت فنسنت وجزر غرينادين لدى الأممالمتحدة، ندد من خلالها بتداعيات الهجوم العدواني المغربي على المدنيين الصحراويين العزل الذين كانوا يتظاهرون سلميا في منطقة الكركرات. وجاء إصدار الرئيس غالي هذا المرسوم، تزامنا مع تصريح وزير الخارجية الصحراوي، محمد سالم ولد السالك الذي أكد أن المعارك متواصلة بعد الخرق الذي اقترفته قوات الاحتلال المغربية مؤكدا عدم التزام جبهة البوليزاريو باتفاق وقف إطلاق النار "أصبح في حكم الماضي". وشدّد رئيس الدبلوماسية الصحراوي التأكيد على أن الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي مدعوان لإرغام المغرب على احترام صارم لحدوده وحدود جيرانه. وأكد رئيس لجنة الدفاع والأمن بالمكتب الدائم للأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو وزير الأمن والتوثيق، عبد الله لحبيب البلال أن المعارك العسكرية متواصلة على طول الجدار الرملي، حيث «حقق الجيش الصحراوي انتصارات مهمة"، مؤكدا أن "المغرب هو من خرق وقف إطلاق النار وعليه تحمّل تبعات ذلك". وقال لحبيب البلال الذي عمل كقائد لعدة نواحي عسكرية ووزير الدفاع، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الحرب مستمرة إلى حد هذه اللحظة على كافة الجبهات وعلى طول جدار العار المغربي وأن جيش التحرير الشعبي الصحراوي "ألحق أضرارا جسيمة وخسائر في الأرواح والمعدات في صفوف جنود الاحتلال". وبخصوص المدنيين الصحراويين الذين كانوا معتصمين بالثغرة غير الشرعية، أكد المسؤول العسكري أن "وحدات جيش التحرير الصحراوي قامت بتأمين المدنيين وحمايتهم من بلطجية الاحتلال المغربي وجنوده". وأكدت وزارة الدفاع الصحراوية في سياق هذا الطارئ أن وحداتها شنّت هجمات مكثفة على طول جدار الفصل الذي أقامته القوات المغربية على طول الحدود مع المناطق الصحراوية المحررة على مستوى مناطق المحبس والحوزة وأوسرد والفارسية وخلفت خسائر بشرية ومادية في صفوف القوات المعتدية.