مازال سكان قرية "الدوار" الواقعة بأعالي بلدية بني زيد بدائرة القل غرب ولاية سكيكدة بالمصيف القلي، يعانون، منذ سنوات، من العديد من المشاكل التي أرّقت حياتهم، والتي يأتي على رأسها أزمة التزوّد من مياه الشرب. أوضح بعض سكان المنطقة أن القرية لاتزال تعاني من مشكل نقص مياه الشرب رغم استفادتها سنة 2009 من مشروع إنجاز خزان مائي بسعة 200 ألف متر مكعب، مع مد جزء من الشبكة انطلاقا من منبع "وادي العزيب"، الذي يُعدّ من أنقى المنابع المائية بالمنطقة، إلا أن ذلك المشروع لم يدخل حيز الخدمة منذ نهاية الأشغال سنة 2013. وقد أدى ذلك الوضع إلى تفاقم ظاهرة التوصيلات العشوائية؛ من خلال مد أنابيب من نفس المنبع المتواجد بأعالي القرية، وتوزيع المياه بين الأهالي، حسب نظام الحصص الموروث أبا عن جد، وذلك بتحديد بعض الساعات في اليوم لكل ساكن. ورغم التوصيلات العشوائية، إلا أن الأزمة تظل قائمة، بالخصوص، خلال فصل الصيف، حيث تتفاقم أزمة المياه من جديد بسبب جفاف المنبع، مطالبين، في السياق، والي سكيكدة بالتدخل من أجل إعادة بعث مشروع ربط القرية بالمياه، وفتح تحقيق في مصير المشروع المتوقف منذ 7 سنوات كاملة، خصوصا أن بعض الدراسات حسب محدثنا تشير إلى عدم صلاحية الخزان المائي المنجز، مع اهتراء جزء من الشبكة بفعل عامل الزمن، والإهمال الذي تعرّضت له. وإلى جانب أزمة المياه التي تبقى هاجسا يورق سكان قرية "الدوّار"، فإن أهل القرية يطالبون بترميم المدرسة الابتدائية الوحيدة، مع إنجاز أقسام دراسية أخرى، خاصة بعد عودة عشرات العائلات إليها، بعد أن هجروها بسبب الظروف الأمنية الصعبة التي عاشتها المنطقة خلال العشرية السوداء. كما طالبوا بتوسيع الطرقات الفرعية بها، وإعادة تهيئتها، مع فتح المسالك الغابية، حتى يسهل لهم التوجه إلى حقولهم لخدمتها، ولنقل الزيتون الذي يتم جنيه، لاسيما أنهم يضطرون لنقله حملا على الأكتاف مسافات طويلة عبر مسالك وعرة غير مهيأة، إلى جانب مطالبتهم بتدعيم القرية بوسائل النقل، منها حافلة للنقل المدرسي؛ حتى يتسنى للتلاميذ المتمدرسين في الطورين المتوسط الثانوي، التوجه إلى مؤسساتهم المتواجدة ببلدية بني زيد، حيث تزداد معاناتهم خلال فصل الشتاء، المتميز بتساقط الأمطار والثلوج. ومن بين مطالب سكان القرية تمكين قريتهم، التي تُعد من بين مناطق الظل التي عانت من التهميش، من بعض المرافق الشبانية، على غرار ملعب جواري، يمكّن الشباب من ممارسة الرياضة، إلى جانب تدعيم القرية بالغاز الطبيعي والكهرباء، وإنجاز شبكات التطهير، وتمكين القرية من حصص من السكن الريفي الجماعي، مع إيجاد حل لمشكل العقّار؛ لكون أغلب الأراضي المتواجدة تابعة لمصالح الغابات. وفي كل هذا، يبقى الاهتمام بمثل هذه المناطق تنمويا أكثر من ضرورة، مع تشجيع السياحة الجبلية؛ كونها منطقة هامة، تمتاز بترقية الصناعة التقليدية والحرف، التي مايزال السكان إلى يومنا هذا، يحافظون عليها.