أعلن مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية والزوايا عيسى بن لخضر، أمس، عن التحضير لإنشاء هيئة وطنية عليا للجمعيات الدينية والزوايا، تتكفل بترقية هذه المؤسسات الدينية من خلال ورشات خاصة، "لاستدراك الخلل الذي شاب هذه المؤسسات لسنوات طويلة". كما أعلن في ذات السياق، عن تنظيم ملتقى وطني جامع للمؤسسات الدينية لبلورة مشاريع مستقبلية لهذه المؤسسات. وقال السيد بن عيسى خلال لقاء جمعه بمشايخ الزوايا ورؤساء الجمعيات الدينية والأئمة ببومرداس، إن الهيئة العليا المنتظر تأسيسها قريبا تعنى "بتفعيل رؤية جديد تخص الجمعيات الدينية والزوايا في إطار هياكل خاصة، من أجل تحديد برامج وأهداف لهذه المؤسسات الدينية، حتى تخرج من طبعها الحالي المناسباتي ضمن أطر إدارية"، معلنا في ذات السياق عن تنظيم ملتقى وطني "كبير تحت إشراف رئيس الجمهورية في الأشهر القليلة القادمة يخص المؤسسة الدينية، ويهدف إلى بلورة مشاريع تخص هذه المؤسسات". وقال السيد بن عيسى إن "كل التنظيمات التي كانت تمثل هذه المؤسسات الدينية كالاتحادات والنقابات قد ولّت"، مبرزا ضرورة إعادة هذه الهيئات إلى هدفها الأصلي المتمثل في الحفاظ على الهوية الوطنية وعلى التاريخ والذاكرة. كما تحدث المستشار عن الوظائف المنوطة بالجمعيات الدينية والزوايا وعلى رأسها تعليم القرآن لتقويم الأخلاق بما ينسجم مع الوجدان ويحافظ على الانتماء، إلى جانب العمل الخيري والتكافل الاجتماعي، داعيا المشرفين على هذه المؤسسات إلى تكثيف الزيارات إلى مناطق الظل من أجل تحقيق وتجسيد التضامن مع سكان هذه المناطق "بما يعمر ويملأ هذه المناطق اجتماعيا واقتصاديا". تأكيد موقف الجزائر الثابت إزاء القضية الفلسطينية على صعيد آخر، استنكر مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية والزوايا لخضر بن عيسى هرولة النظام المغربي إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، قائلا بأن "الجزائر يؤلمها شق الصف المغاربي". وأكد أن "الظرف والتحديات المطروحة اليوم تستدعي بناء مغرب عربي موحد في قيمه وتوجهاته ومصيره المشترك"، مشيرا بالمناسبة إلى أن الرئيس تبون يثمن موقف المشايخ المستنكر للتطبيع مع الكيان الصهيوني، "حيث لا ترضى الجزائر إلا بمناصرة الأقصى"، قبل أن يضيف بأن "نصرة المستضعفين لا يكون بالسمسرة والحفاظ على المكتسبات المادية على حساب المبادئ والثوابت".