الجزائر آلمها شقّ الصف المغاربي الذي تحلم به موحّدا نحو عقد ملتقى وطني كبير لفائدة الجمعيات الدينية أشاد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية عيسى بلخضر، من بومرداس، «بموقف العلماء من شيوخ الزوايا والقائمين على المساجد والمؤسسات الدينية المتضامن مع رئيس الجمهورية، إلى جانب مناهضة قضية التطبيع مع العدو الصهيوني على حساب قضية الشعب الفلسطيني العادلة والمقدسات الإسلامية. وأضاف، «لقد عبروا بمواقفهم وتصريحاتهم عن استنكار الجزائر الذي آلمها شق الصف المغاربي». قام، أمس، مستشار رئيس الجمهورية للجمعيات الدينية عيسى بلخضر، بزيارة عمل وتفقد إلى ولاية بومرداس، إلتقى خلالها بممثلي جمعيات المساجد وشيوخ الزوايا، إلى جانب الأئمة والقائمين على المدارس القرآنية من أجل طرح الانشغالات وتقييم واقع هذه المؤسسات الدينية ودورها الاجتماعي والفكري، في ظل التحديات الراهنة التي تحيط بالجزائر واستمرار جائحة كورونا. ونقل في خطابه، الذي ألقاه بقاعة المحاضرات لولاية بومرداس، امتنان وشكر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لمواقف الدعم ورسالات الشكر والعرفان التي عبر عنها شيوخ الزوايا والطرق الصوفية والأئمة بعد مثوله للشفاء وتوجيه خطاب للأمة وموقفه من قضايا الساعة داخليا وخارجيا، أبرزها قضية التطبيع مع الصهاينة على حساب قضايا الأمة المصيرية منها القضية الفلسطينية والصحراوية. واعتبر في خضم كلمته، «الجزائر لا يسرّها أن تشق وحدة المغرب العربي بعقد الصلح مع الصهاينة الذين يحاصرون أشقاءنا، بل تحلم به موحدا بقيمه ومصيره المشترك. كما أن الجزائر ليس من شيمها أن تتناسى الأشقاء المحاصرين وتطبّع مع المعتدين أو التخلف عن نصرة المظلوم وأصحاب الحق». كما أشاد عيسى بلخضر بموقف الجزائر الثابت تجاه الكثير من القضايا العادلة للشعوب المناهضة للاستعمار والأشقاء في الدين والجوار، في إشارة إلى قضية الصحراء الغربية، ليعرج بعد ذلك على مساهمة شيوخ الزوايا والأولياء الصالحين في عملية التربية والإصلاح، مع التنويه بمكانة ولاية بومرداس بما تمثله من ثقل ديني وتاريخي وصفحات ناصعة كان للعلامة والولي الصالح الشيخ عبد الرحمان الثعالبي دور كبير فيها من خلال إسهاماته الدينية والفكرية ومآثره الخالدة التي تعدت حدود الجزائر. ولدى تقييمه لبرنامج الزيارة التي يقوم بها لولاية بومرداس وأهدافها، اعتبر عيسى بلخضر «أنها جاءت في إطار متابعة نشاط المؤسسات والجمعيات الدينية والزوايا، لأننا في مرحلة نسعى فيها إلى تجديد همّة الشباب من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية في ظل المخاطر التي تحيط ببلادنا، خاصة ونحن في سنة قررها رئيس الجمهورية أن تكون فيها مناسبة للذاكرة، والعمل على إعداد برنامج متابعة لتراثنا ورسم رؤية تهيئ لهياكل وإعداد برامج متابعة لتراثنا المادي واللامادي وتفعيل الذاكرة بصفة مستدامة». وكشف بالمناسبة، عن التحضير لتنظيم ملتقى وطني كبير، السنة المقبلة، يجمع الجمعيات الدينية، ستبلور فيه مشاريع وترسم برامج مع فتح نقاش بحضور الكفاءات والمختصين الأكاديميين ومخابر البحث الجامعي من أجل تعميق الاستثمار في هويات الثقافة الوطنية. للإشارة، تحوي ولاية بومرداس، ست زوايا أخرى في إطار إعادة التهيئة والتجديد وتأهيلها من أجل أن تلعب دورها في الإشعاع العلمي والديني، إلى جانب أربع زوايا نشطة بمستويات متفاوتة، بالإضافة إلى عدد آخر من المؤسسات الدينية و11 مدرسة قرآنية منها اثنتان قيد الإنجاز وأكثر من 200 مسجد عاد للنشاط وأداء الصلوات الخمس وصلاة الجمعة بعد حوالي ثمانية أشهر من التعليق بسبب تداعيات كوفيد-19.