وجّه المدير العام للمسرح الوطني الجزائري ومحافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف، امحمد بن قطاف، رسالة إلى المسرحيين الفلسطينيين بمناسبة اليوم العالمي للمسرح الذي يصادف السابع والعشرين مارس من كل عام، عبّر فيها عن سعادته باحتضان القدس لعاصمة الثقافة العربية، رافعا تحياته باسم كلّ المسرحيين الجزائريين لكلّ الشعب الفلسطيني. واستهل الفنان القدير، امحمد بن قطاف، رسالته التي استلمت "المساء" نسخة منها بقوله "تغمرنا الفرحة ويعمّنا الابتهاج والقدس الشريفة الطاهرة تتوسّط العقد جوهرة ًمختالةً مزهوةً متوجةً عاصمة للثقافة العربية"، مضيفا أنّ "أرض المقدس، التي هي أرضنا جميعا تحتضن مع مطلع فصل الربيع فصل العطاء والإخصاب، أعلام الفكر والثقافة والفن والإبداع، ضمير الأمة العربية لسانها المبين". كما رفع المدير العام للمسرح الوطني عبر سطور رسالته تحياته على لسان كلّ الفنانين المسرحيين الجزائريين لكلّ أشقائهم الفلسطينيين بمناسبة اليوم العالمي للمسرح قائلا "باسم كلّ مسرحيي الجزائر أزفّ أصدق التهاني معبّقةً بعطر المحبة، محمّلة بالفخر والاعتزاز والإجلال والتقدير لشعبنا المُناضل المُكافح المُصابر، ولفنّكم الأصيل الرّاسخ في الأرض وأيّ أرض، إنّها أرض فلسطين، أرض التاريخ مهبط الرسالات والنبوات مهد الحضارة وشذى الأصالة"، وأضاف "حقا إنّ هذه البلاد الطيّبة والجميلة والمقدّسة تستحق كلّ الحروب التي عرفتها المنطقة من أجلها وتستحق أن يناضل الإنسان في سبيلها وأن يرحل إليها وأن يتحمّل المخاطر وأن ينْحاز إلى قضيتها العادلة". كما دعا الفنان بن قطاف صاحب الرصيد المسرحي والسينمائي الكبير الإنسان الفلسطيني بشكل عام في نفس الرسالة للمزيد من الصبر والمقاومة مستشهدا بقول المسرحي المغربي الكبير الدكتور عبد الكريم برشيد "الإنسان الفلسطيني، إنسان تتعايش بداخله كل الأصوات وتتقاطع كلّ العناصر ويتحاور فيه الديني والدنيوي والقومي والإنساني والواقعي والحلمي والحسي والخيالي وبهذا يستعصي على الانقراض، ويكون عنوانا للإنسان الاحتفالي الجديد المتجدّد". إنّ هذا الفلسطيني اليوم -يقول بن قطاف - هو نموذج الإنسان المقموع والمضطهد والمصادر والمنفي من وطنه والغريب عن أرضه وهو يكشف زيف العالم الغربي ويعلن خواء شعاراته وبهذا تكون القضية الفلسطينية في حقيقتها قضية الإنسان والإنسانية وتكون القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية والإنسانية. يذكر أنّ الجزائر خصّصت كلّ النشاطات الثقافية والفنية التي ستقام على مدار السنة الجارية لفلسطين في إطار احتضانها لعاصمة الثقافة العربية 2009، وقد كان المسرح الوطني سبّاقا في هذا المجال من خلال رفع شعار "القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية" وإدراج كلّ نشاطاته تحت هذه المظلّة منذ شهر فيفري الماضي وكانت الانطلاقة باستضافة الشاعر المصري محمد فؤاد نجم، كما خصصت مسابقتها السنوية "مصطفى كاتب" للمسرح الفلسطيني وكذلك المهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي سيرفع هو الآخر هذه السنة شعار القدس.