"كورونا تنظم سلوكيات الفرد"، هذا ما استهلت به نبيلة عبور حديثها، وهي طبيبة عامة، حيث أشارت في تصريح ل"المساء"، إلى أن العديد من السلوكيات تغيرت، نتيجة تدابير الحيطة والحذر التي اتخذها المجتمع، للوقاية من فيروس "كورونا" المستجد، منذ ما يقارب سنة كاملة، حيث سمحت هذا التدابير من الوقاية من العديد من الفيروسات الأخرى الأقل خطورة ربما من الفيروس التاجي، على غرار فيروس الأنفلونزا الموسمية، حيث قالت؛ "إن الاستشارات الناتجة عن الإصابة بالفيروس الموسمي للإنفلونزا، تراجعت بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة من السنة، حيث عرفت في السنوات الماضية الذروة، بسبب انخفاض درجات الحرارة". قالت الطبيبة عبور، إن تلك التدابير التي تبناها الفرد منذ شهر مارس الفارط، والتي اشتدت وتيرتها مع مرور الأسابيع والأشهر، باتت بالنسبة للبعض، سلوكيات أوتوماتيكية وعفوية، تتمثل في غسل اليدين، عدم المصافحة وتفادي كل نوع من الاحتكاك الجسدي، احترام التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، كلها سلوكيات خففت من حدة الإصابات ببعض الفيروسات الموسمية، على غرار الأنفلونزا، وهذا ما رجع بالإيجاب، حسب الدكتورة، على المصالح الطبية، حيث خفف الضغط، للالتفات أكثر نحو إصابات "كوفيد 19"، والتكفل بالمرضى في الحالات الحرجة. شددت الدكتورة على أهمية الإبقاء على تلك التدابير مدى الحياة، لاسيما ما يتعلق بغسل اليدين، العطس والسعال في المرفق، واحترام التباعد الاجتماعي خلال مواسم انتشار الفيروسات، حتى بعد زوال فيروس "كوفيد19"، خصوصا أن هذا الأخير، "لقننا درسا لا يجدر نسيانه أبدا، وهو أن الفيروسات لا يمكن التنبؤ بها، ولا بد اليوم، من تبني تدابير تقي منها على مدار السنة، مع ضرورة تقوية مناعتنا بالغذاء السليم لمجابهة أي فيروس من هذا النوع، أو أكثر حدة منه"، تؤكد الطبيبة. كما أشارت في معرض حديثها، إلى أن التخوف من الإصابة بالفيروسين، خصوصا بعد تحذيرات المنظمة العالمية للصحة، من خطر لقاء فيروسي الأنفلونزا و"كوفيد 19" في جسم واحد، جعل الكثيرين يتخلون عن السلوكيات المسببة بالدرجة الأولى في الإصابة بالزكام، ومن ثمة الأنفلونزا، على غرار تفادي صدمات "الحرارة-البرودة" للجسم، كارتداء ملابس، ثم إزالتها، أو الاستحمام والخروج من البيت مباشرة دون تدفئة الجسم، أو تناول مأكولات باردة في عز الشتاء، وغيرها من تلك السلوكيات التي تهدد الإصابة بالأنفلونزا، وتبدأ أعراضها بالحمى، التهاب اللوزتين، السعال، العطس، ثم سداد الأنف وغيرها، لتتفاقم حدة المرض على حسب الفيروس وقوة مناعة الجسم، مؤكدة أن تفادي ذلك واستبدال تلك السلوكيات بأخرى أكثر حكمة، تقي الجسم من الإصابة بنزلات البرد، بالتالي التعقيدات التي تقود إليها. عن اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية، قالت الدكتورة نبيلة عبور، بأن المنظمة العالمية للصحة، استعرضت قبل فترة، عددا من التوصيات الخاصة بالحصول على اللقاح هذه السنة، وشددت على أهميته أكثر من سنوات مضت، بالتزامن مع انتشار وباء "كورونا" في العالم، ومدى تأثير الحصول على لقاح الأنفلونزا خلال هذه الجائحة، لاسيما مع استمرارها، والمخاوف من احتمال أن تزيد عدوى الأنفلونزا من العبء الملقى على عاتق نظم الرعاية الصحية، لذا سيساعد اللقاح، حسب المتحدثة، في تقليل مخاطر الإصابة، لاسيما عند كبار السن والحوامل والأفراد الذين يعانون من حالات صحية كامنة، يعانون من ضعف المناعة، مقارنة بالشباب في صحة جيدة. كما أشارت الطبيبة إلى أن الأنفلونزا و«كوفيد-19" مرضان مختلفان، لأن كلا المرضين تنفسيين، يمكن أن يؤثرا على صحة المصابين بطرق وخيمة، فإن التطعيم ضد الأنفلونزا يمكن أن يقلل من تأثيرها، لكن ذلك لا يمنع أو يحمي من الإصابة ب«كوفيد 19"، يبقى فقط حسبها الحصول على لقاح الأنفلونزا، هو أفضل طريقة لتقليل الاحتمال بالإصابة بالأمراض التنفسية الوخيمة في نفس الفترة، التي ينتشر فيها فيروس "كورونا".