الالتزام بالنظافة الصّحية ضروري لتعزيز الوقاية أكدت الدكتورة ليلى قبلي، طبيبة عامة في حوار مع «الشعب» أن الأشخاص الذين لديهم مناعة قوية ولا يعانون من أمراض مزمنة يمكنهم الشفاء من فيروس كورونا بعد تلقي العلاج اللازم وبالتالي النجاة من خطر الوفاة، داعية المواطنين إلى اتخاذ كامل الاحتياطات للوقاية من الإصابة بالداء. ما هو فيروس كورونا الجديد وما مدى خطورته؟ فيروس كورونا «كوفيد 19 «هو فيروس حيواني المصدر ينتقل من الحيوان الى الإنسان وهذا الأخير يمكن أن ينقل العدوى إلى شخص آخر وهو فيروس ينتمي إلى فصائل الفيروسات التاجية كالسارس والميرس وأطلق على المرض الناجم عن الفيروس بالكورونا نسبة لشكله التاجي وظهر لأول مرة في ووهان بالصين ولم يتم تحديد مصدره الحقيقي، فهناك من يعتقد أن الخفافيش التي يستهلكها بكثرة الصينيون وبالتحديد في منطقة انتشار الداء هي السبب ولكن المعلومات تبقى غير مؤكدة وإلى حد الآن لم يتم الكشف عن نوع الحيوان المحدد الذي بدأ من خلاله انتقال العدوى بفيروس كورونا الجديد إلى الإنسان، وخطورته تختلف بحسب حالة كل شخص فإذا كان يعاني من أمراض مزمنة يكون الخطر أكبر من الشخص الذي لديه مناعة قوّية . كيف ينتقل من شخص إلى آخر؟ ينتقل فيروس» كورونا «من شخص إلى شخص عن طريق القطيرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف أو الفم عندما يسعل الشخص المصاب بمرض كوفيد-19 أو يعطس، وتتساقط هذه القطيرات على الأشياء والأسطح المحيطة بالشخص، ويمكن حينها أن يصاب الأشخاص الآخرون بمرض كوفيد-19 عند ملامستهم لهذه الأشياء أو الأسطح ثم لمس عينيهم أو أنفهم أو فمهم، كما يمكن أن يصاب الأشخاص بالفيروس إذا تنفسوا القطيرات التي تخرج من الشخص المصاب بالمرض مع سعاله أو زفيره. ماهي أعراض الفيروس، وهل تختلف عن الأنفلونزا الموسمية؟ فيروس كورونا يبدأ على شكل زكام عادي، حيث يشعر الشخص المصاب بإرهاق وآلام في الحلق وسعال وعطس وتظهر عليه الحمى والعرق، ولكنه يتطور إلى بنومونيا ويصل إلى حد الإصابة بأزمة تنفسية حادة، وهو لا يختلف عن علامات الأنفلونزا الموسمية، لذلك فإن الأطباء يحرصون على إجراء الفحص الدقيق للمصابين بزكام عادي للتأكد من نوع الفيروس، وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجيا ويصاب بعض الناس بالعدوى دون أن تظهر عليهم أي أعراض ودون أن يشعروا بالمرض. هل يمكن أن يعدي المصاب بالفيروس شخصا سليما قبل ظهور الأعراض؟ بالرغم من أن انتقال المرض يتم في القطيرات التنفسية التي يفرزها الشخص المريض عند السعال والعطس، إلا أن المصاب بفيروس كورونا يمكنه أن يعدي شخصا آخر حتى في حالة عدم ظهور الأعراض، حيث يكون الفيروس في فترة الحضانة التي تصل إلى 14 يوما قبل ظهور العلامات المذكورة، وهو ما يجعل الفيروس ينتشر بسرعة وبسهولة من شخص إلى آخر . هل الفئات الهشة هم الأكثر عرضة للإصابة بكورونا ولمضاعفاته الخطيرة ؟ نعم ،تزداد احتمالات الإصابة بالفيروس لدى الفئات الهشة، وهم المسنون والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب و داء السكري، وحتى النساء الحوامل وكل من لديه مناعة ضعيفة هم معرضون أكثر لمضاعفات المرض وقد تصل إلى حد الوفاة، عكس أولئك الذين يملكون جهازا مناعيا قويا يمكنهم من التصدي للفيروس والشفاء منه بعد الخضوع الى متابعة صحية في المستوى. وقد توفى نحو 3 ,2% من الأشخاص الذين أُصيبوا بالمرض عبر العالم أغلبهم فئات هشة وينبغي للأشخاص الذين يعانون من الحمى والسعال وصعوبة التنفس التماس الرعاية الطبية. هل يوجد علاج لفيروس كورونا وفي حال تأكيد الإصابة ما هي الأدوية المستعملة؟ لا يوجد علاج فعّال يساهم في شفاء المصابين من فيروس كورونا الجديد ولكن الأطباء يعملون على علاج أعراض الداء من خلال استعمال المضادات الحيوية ومسكن الآلام والكثير من الأدوية التي تساهم في التخفيف من علامات الإصابة ولكنها لا تقضي على الفيروس نهائيا، إلا أنها قد تكون فعالة وشافية . كما لا يوجد لقاح يقي من الإصابة بفيروس كورونا واستعمال اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية ليس فعالا للوقاية من كورونا، بل يحمي الأشخاص من الأنفلونزا فقط. ماهي الاحتياطات التي ينبغي اتخاذها لحماية أنفسنا من الفيروس؟ نحن ندعو الجميع للالتزام بالنظافة الصّحية من خلال الحرص على غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون واستعمال مطّهر ضد الجراثيم وسوائل التعقيم، لأن تلوث اليدين قد ينقلان الفيروس إلى العينين أو الأنف أو الفم، ويمكن للفيروس أن يدخل الجسم عن طريق هذه المنافذ ويصيب الآخرين بالمرض. ينصح بالابتعاد عن الأماكن العامة والمزدحمة والاحتفاظ بمسافة لا تقل عن متر واحد، لأنه عندما يسعل الشخص أو يعطس تتناثر من أنفه أو فمه قطيرات سائلة صغيرة قد تحتوي على الفيروس، فإذا كنت شديد الاقتراب منه يمكن أن تتنفس هذه القطيرات، وعلى المرضى ارتداء الأقنعة حتى لا يتسببوا في نقل العدوى إلى الآخرين، بالإضافة إلى ضرورة تغطية الفم والأنف بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم التخلص من المنديل المستعمل على الفور، وينصح أيضا بارتداء الأقنعة خاصة في المطارات المعرّضة أكثر لانتشار الفيروس وتجنب الاتصال المباشر مع أفراد مصابين بعدوى تنفسية.