حذرت الدكتورة سهام لحرش، طبيبة عامة من عدم الالتزام بتطبيق التدابير الوقائية التي من شأنها أن تساهم بشكل كبير في تجنب الإصابة بفيروس كورونا «كوفيد -19»، موضحة أن خطورة هذا الوباء تكمن في سرعة انتشاره من شخص إلى آخر، وفي حال عدم التحلي بالوعي واتخاذ الاحتياطات اللازمة فإن الوضع سيخرج عن السيطرة وتصبح مكافحته أمرا صعبا في ظل عدم وجود دواء يساهم في شفاء المرضى ولقاح يقي من الإصابة بالداء. في تصريح خصت به «الشعب» دعت الدكتورة لحرش الجزائريين إلى عدم الاستخفاف بهذا الوباء نظرا لخطورته خاصة على الأشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع الضغط الدموي والقلب والربو، مشيرة إلى أهمية العزل الذاتي الذي لا يجب أن يقتصر على مرضى كورونا فقط وإنما حتى الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الأنفلونزا كالسعال والحمى والعطس فهم مطالبون بتطبيق العزل الذاتي لمدة تصل إلى يوما 14 من خلال تفادي التجمعات والاحتكاك بالآخرين قدر الإمكان إلى غاية التأكد من زوال الأعراض وشفاء المريض، وفي حالة تطور المرض وازدادت حدة الأعراض فينصح بالاتصال بالرقم الأخضر 3030 قبل التوجه إلى المستشفى. وحسب الدكتورة لحرش فإن أعراض فيروس كورونا في البداية تكون مشابهة للأنفلونزا الموسمية على شكل زكام عادي وتظهر علامات تتمثل في حمى خفيفة وسعال جاف وعطس والتهاب خفيف في الحلق وبعد 4 أيام تزداد حدة الأعراض مع تدهور حالة المريض إذ يتم تسجيل تطور سريع للمرض فهنا يلجأ الطبيب المعالج إلى استجواب المصاب ومعرفة أدق التفاصيل خاصة ما تعلق بذهابه إلى الخارج أو احتكاكه مباشرة بالأشخاص الذين تواجدوا في المناطق الموبوءة وعند الاشتباه في الإصابة بالفيروس يتم عزل المريض ومتابعة حالته الصحية. أكدت محدثتنا أن الفئات الهشة هم أكثر تضررا بمضاعفات فيروس كورونا الذي يبدأ بزكام عادي وقد يتحول إلى بنومونيا متسببا في التهابات تنفسية رئوية حادة يدفع ثمنها الأشخاص المصابون من قبل بأمراض مزمنة والذين لديهم مناعة ضعيفة، وليس كبار السن فقط الذين تفوق أعمارهم 60 سنة وإنما حتى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 50 سنة و55 سنة ولكن هذا لا يعني أن الاحتياطات الوقائية تكون حكرا على هذه الفئة فقط وإنما حتى الشباب الذين لديهم مناعة قوية عليهم الالتزام بالتعليمات والتدابير الاحترازية لأن إصابتهم بالفيروس تتسبب في نقلها بسرعة إلى الفئات الهشة، وهو ما يعرض حياتهم إلى الخطر. واعتبرت الدكتورة لحرش كثرة التنقل إلى الاستعجالات الطبية لأسباب تتعلق بظهور أعراض الأنفلونزا بغير الضروري كونه يتسبب في زيادة حالة الهلع وسط المواطنين، مضيفة أنه يستحسن أن يلجأ المرضى إلى الرقم الأخضر الذي وضعته وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تحت تصرف الجميع ما يمكنهم من التحدث مباشرة مع أطباء ووصف حالتهم المرضية وعلى إثرها يتم تقديم النصائح والإرشادات للمتصل وفي حال استدعى الأمر الفحص يضطر الطبيب إلى التنقل إلى منزل المريض لتشخيصه ومعرفة حقيقة إصابته. وفي ظل عدم وجود دواء يساهم في شفاء المصابين من المرض ولقاح يقي من الإصابة بالفيروس، قالت الدكتورة إن جميع الدول التي ينتشر فيها الوباء تتبع نفس المسار العلاجي بعد التأكيد بأن بعض المضادات الحيوية التي تستعمل على مستوى المستشفيات وغير متوفرة في الصيدليات تعطي فعالية لعلاج أعراض المرض وتساهم أيضا في علاج المشاكل التنفسية، في حين أن الحالات الصعبة المتعلقة بالبنومونيا فإنها تستدعي العلاج بقاعة الإنعاش التي من المفروض أن تتوفر على مختلف الوسائل والأجهزة الخاصة ما من شانه أن يساهم في استقرار حالة المريض ومنع المضاعفات التي قد تصل إلى الوفاة. وفيما يخص أهم الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها للحد من انتشار الفيروس خاصة أن الجزائر سجلت إلى حد الآن 48 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، دعت إلى الالتزام بالحيطة والحذر والعمل بتوجيهات المصالح الصحية، حيث قدمت الطبيبة العامة نصائح للمواطنين بغسل الأيدي بما أن فيروس كورونا يعيش فيها لمدة قد تتعدى 15 دقيقة وتعتبر الناقل الأكبر للفيروسات ويشترط في الحفاظ على نظافة الأيدي غسلها بالصابون السائل لمدة 15 ثانية، بالإضافة إلى أهمية استعمال مطهر ضد الجراثيم والتأكد من جفافه على اليد قبل لمس الأنف والعينين داعية إلى تفادي المصافحة وعدم الاحتكاك بالأخرين، زيادة على الكمامات الواقية التي من المستحسن أن تقتصر على الأطباء والممرضين والمصابين ومحيط المريض لا المواطن العادي الذي لا يعاني من أعراض المرض. —————————