فرض "كوفيد-19" شللا شبه كامل على الأحداث والمنافسات الرياضية حول العالم منذ منتصف شهر مارس 2020؛ ما أدى إلى أكبر إضطراب في التقويم الرياضي الوطني، الذي سجل تغييرات مست عدة منافسات وبطولات في مختلف الرياضات، إضافة إلى تأجيل التظاهرات الدولية، وأبرزها ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران 2021، والألعاب الأولمبية بطوكيو 2020، وغيرها من المنافسات المجمدة، والقاعات الرياضية الموصدة. ونظرا للسرعة الفائقة لانتشار العدوى، عجلت المنظمة العالمية للصحة بإصدار تعليمات، تقضي بتقليص التجمعات التي قد تساعد على استفحال فيروس كورونا، وهو ما دفع السلطات العمومية في 16 مارس الماضي، إلى الإعلان عن تجميد النشاطات الرياضية كلها وبدون استثناء. أمام هذه الوضعية الصحية، أدى فيروس كورونا إلى فوضى في رزنامة الأحداث الرياضية الوطنية؛ حيث تم تأجيل منافسات الطبعة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، التي كانت مقررة في 2021، إلى السنة التي بعدها؛ أي 2022؛ قصد تجنب إجرائها في زمن واحد مع الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، التي، هي الأخرى، أرجئت إلى سنة 2021. كما أُجّلت أحداث رياضية أخرى بالجزائر، إلى 2021، على غرار كأس إفريقيا للدراجات على الطريق بوهران، والبطولة الإفريقية للدراجات الجبلية، بينما ألغي طواف الجزائر الدولي الذي كان مبرمجا في شهر مارس الفارط. وفي كرة السلة، غاب الفريق الوطني عن التصفيات المؤهلة لبطولة إفريقيا 2021، والتي نُظمت دورتها التأهيلية الأولى من 27 إلى 29 نوفمبر الماضي بكيغالي، لانعدام مخطط رحلة للالتحاق برواندا، بعد إغلاق المجال الجوي. ونفس الشيء بالنسبة للمنتخبين الوطنيين لفئة أقل من 18 سنة ذكورا وإناثا، اللذين ضيّعا المرحلة النهائية للبطولة الإفريقية 2020 لكرة السلة بمصر لنفس السبب. وعلى الصعيد الدولي، تم تأجيل الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2020، التي كان من المقرر أن تُجري في طوكيو اعتباراً من نهاية جويلية. وبسبب الألعاب الأولمبية القادمة اتّخذت الحكومة اليابانية احتياطات إضافية للمساعدة في الحدّ من أسوأ تأثير لتفشي المرض. ومع ذلك تم إلغاء أو تأجيل الأحداث المؤهلة بشكل شبه يومي. وكانت هناك اقتراحات بنقل الألعاب الأولمبية لعام 2020 إلى لندن في ضوء الموقف، ولكن حاكم طوكيو يوريكو كويكي أشار في نهاية فيفري 2020، إلى أن مثل هذا التحرك ليس قيد النظر في الوقت الراهن. تجمعات رياضيّي النخبة بعد رفع الحجر وفي ظل هذه التأجيلات لم تخل سنة 2020 من تنظيم تجمعات رياضية، وذلك بعد رفع الحجر الصحي في 9 جويلية الفارط، والبداية مع رياضيّي النخبة؛ إذ سمحت وزارة الشباب والرياضة للمتأهلين أو المرشحين للتأهل إلى الألعاب الأولمبية أو شبه الأولمبية بطوكيو، باستئناف النشاط الرياضي، وهذا باحترام تدابير الوقاية من فيروس كورونا، لتبدأ الاتحاديات الوطنية بتنظيم تربصات وتجمعات بالمنشآت الرياضية بتيكجدة (البويرة) والسويدانية (الجزائر العاصمة) وسرايدي (عنابة)، تحسبا للاستحقاقات المقبلة. ومن أجل التكفّل الأمثل بالجانب الصحي للرياضيين، وضع المركز الوطني لطب الرياضة بروتوكول صحيا للوقاية من "كوفيد-19"، بالتنسيق مع لجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا. حماد الرئيس 14 ل "الكوا" في سبتمبر الماضي، انتُخب البطل الأولمبي الأسبق عبد الرحمان حماد، رئيسا للجنة الأولمبية الجزائرية بعد فوزه بغالبية الأصوات في الجمعية العامة الانتخابية. وحصد الرئيس الجديد 14 ل "الكوا"، 105 أصوات؛ أي 60 صوتا من الاتحاديات الأولمبية التي تعادل أربعة أصوات من الاتحادات غير الأولمبية التي تحوز على صوت واحد فقط. ومن جهته، نال المترشح مبروك قربوعة 23 صوتا (24 صوتا من الاتحاديات الأولمبية)، فيما تحصلت سمية فرقاني على خمسة أصوات (4 أصوات اتحاديات أولمبية). وحاز البطل الأولمبي عبد الرحمن حماد برونزية أولمبياد 2000 بسيدني الأسترالية في القفز العالي، ثم تَدرج في المسؤوليات داخل اللجنة الأولمبية، وتولى النيابة الثالثة للجنة الأولمبية. رابح شباح يترجّل حصد فيروس "كورونا" المستجد الذي تفشى في العديد من دول العالم، أرواح الآلاف الذين ينشطون بمختلف المجالات ومن بينها الرياضية. ورئيس اتحادية المصارعة المشتركة وعضو اللجنة الأولمبية الجزائرية، رابح شباح، أحد ضحايا "كوفيد-19"، الذي توفي بأحد مستشفيات العاصمة عن عمر يناهز 55 عاما. ونُقل شباح إلى مستشفى القبة بعد تعرّضه لمضاعفات صحية بسبب إصابته بكورونا. وكان الفقيد أحد الكوادر الرياضية الفاعلة في الجزائر. وكان يحظى بالاحترام والتقدير داخل بلده وخارجها. وإضافة إلى مناصبه المحلية، شغل منصب الأمين العام للمجلس الإفريقي للمصارعة، وكان عضوا في اللجنة المتوسطية للمصارعة. ذهبية قارية وبرونزية عالمية رغم شحّ المنافسات الدولية إلاّ أن الجزائر كان لها ظهور بارز من خلال تتويجها بميداليتين من العيار الثقيل، الأولى كانت بفضل المصارعة أمينة بلقاضي، التي تُوجت بالميدالية الذهبية في البطولة الإفريقية للجيدو التي احتضنتها مدغشقر. أما الثانية فكانت من نصيب المصارع عبد الكريم فرغات، الذي حاز على الميدالية البرونزية في كأس العالم للمصارعة المشتركة، التي استضافتها العاصمة الصربية بلغراد. ثنائية لشباب بلوزداد بدورها، شهدت كرة القدم الجزائرية في عام 2020 الاستثنائي، العديد من الأحداث التي تصدّرت المشهد الرياضي؛ حيث أخلط انتشار فيروس "كوفيد19" كل الحسابات. وسيبقى هذا العام راسخا في أذهان عشاق نادي شباب بلوزداد، كيف لا وقد ترك الفريق بصمة بارزة في موسم خاص للغاية، حيث تُوّج بلقبين؛ لقب الرابطة الأولى المحترفة لموسم 2019 2020 قبل نهايته بعدّة جولات بعد إيقاف المسابقة حينها بقرار من الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وهو اللقب السابع لنادي العقيبة في البطولة، إضافة إلى تتويجه بلقب الكأس الممتازة على حساب الجار اتحاد العاصمة. موسم جديد بصيغة مختلفة وكغيرها من البطولات العالمية، تأثرت البطولة الوطنية في كل أقسامها، بتداعيات الأزمة الصحية التي تسبب فيها فيروس "كورونا"، بإيقاف الموسم الكروي قبل الأوان، حيث قرر المكتب الفدرالي للفاف، توقيف بطولة الرابطة الأولى قبل ثماني جولات من الختام، معلنا، في نفس الوقت، عن تتويج شباب بلوزداد بطلا لموسم 2019- 2020، وهو الذي كان يحتل ريادة ترتيب البطولة في ختام الجولة 22. ولاتّخاذ هذا القرار حينها لجأت الفاف إلى استشارة كتابية لأعضاء الجمعية العامة، لمواصلة الموسم أو توقيفه، ليتم في نهاية المطاف، الإعلان عن توقيف البطولة، ونهاية الموسم في جويلية الماضي. وعادت عجلة الدوري إلى الدوران، عقب توقّف اضطراري منذ 16 مارس الماضي، في نوفمبر الماضي بصيغة جديدة؛ حيث انطلقت منافسات الرابطة المحترفة الأولى كمرحلة أولى، مع وضع تدابير وتعليمات الوقاية التي يتضمنها البروتوكول الصحي المفروض على الأندية التقيّد به؛ بهدف محاربة الفيروس "التاجي". وتم اعتماد بطولة الرابطة الأولى المحترفة بنظام الفوج الواحد، ب 20 فريقا، و38 مباراة بصيغة الذهاب والإياب. وقبلها، تمّ السماح لفرق الرابطة الأولى بالعودة إلى التدريبات الجماعية في سبتمبر الماضي، فيما عادت فرق الرابطة الثانية هواة، للعمل الجماعي مجددا في ديسمبر 2020، على أن تنطلق المنافسة في فيفري 2021. حسم بطاقة التأهل ل "كان 2022" مبكرا استطاع المنتخب الوطني إنهاء سنة 2020 بإنجازين مهمين، وهو الحفاظ على رصيده خاليا من الخسائر، إضافة إلى تحقيق التأهل مبكرا إلى كأس أمم إفريقيا 2022 التي ستجري في الكاميرون. المنتخب الوطني المتوج باللقب الإفريقي، استأنف في نوفمبر 2019 تصفيات النسخة القادمة من كأس إفريقيا بفوز عريض أمام زامبيا 5-0 بالبليدة، قبل الإطاحة بالمضيف البوتسواني 1-0 بغابورون، قبل أن يطول انتظاره كي يعود للمنافسة الرسمية والدفاع عن لقبه القاري؛ كون "كورونا" غيّر مجريات التصفيات، وأجّل اللقاءات الرسمية ‘'للخضر'' مدة 12 شهرا. واقتطع الخضر - قبل الأوان - تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2021 المؤجّلة إلى 2022، بعد فوزهم في 12 نوفمبر الماضي بقواعدهم أمام منتخب زيمبابوي بنتيجة (3- 1)، قبل العودة أربعة أيام بعد هذا التاريخ، بنقطة التعادل من هراري بفضل التعادل بنتيجة (2- 2). الخضر تأهلوا في صدارة المجموعة ب 10 نقاط، بعدما فازوا في 3 مباريات وتعادلوا في واحدة أمام زيمبابوي. كما حقّق أشبال الناخب الوطني رقما مهما في عام 2020، عقب تسجيلهم 22 مباراة بدون خسارة، ليحافظوا على السجل خاليا من الهزائم؛ إذ تعود آخر مباراة انهزم فيها الخضر إلى 16 أكتوبر 2018 أمام منتخب البنين. رحيل العميد حناشي فقدت الكرة الجزائرية في عام 2020 أحد أبرز أعمدتها، ويتعلق الأمر بمحند شريف حناشي، الرئيس السابق والتاريخي لنادي شبيبة القبائل، الذي وافته المنية في نوفمبر الماضي عن عمر ناهز 70 عاما بعد صراع مع المرض. محند شريف حناشي الذي ترأس النادي القبائلي 24 سنة، ترك رصيدا تاريخياً مع الفريق بالنظر إلى الإنجازات التي حققها خلال فترة ترؤسه للكناري؛ حيث حصد الفريق في عهدته الكثير من الألقاب طوال الفترة الممتدة من 1993 إلى 2017 على الصعيدين المحلي والإفريقي، على غرار لقب كأس الكؤوس الإفريقية، و3 في كأس الاتحاد الإفريقي (كأس الكاف)، و4 ألقاب في البطولة الوطنية، ولقبين في كأس الجزائر. الأندية الجزائرية تخيّب قاريا فشلت الأندية الجزائرية التي شاركت في منافستي رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، في التألق وتحقيق الإنجاز القاري في 2020، حيث فشل شبيبة القبائل واتحاد العاصمة ممثلا الكرة الجزائرية في رابطة أبطال إفريقيا في النسخة الماضية، فشلا في تخطي دور المجموعات من المنافسة. ولم تختلف حال الأندية الجزائرية المشاركة في كأس الكونفدرالية؛ حيث غادر شباب بلوزداد المسابقة من الدور 32 أمام بيراميدز المصري، قبل أن يخفق نادي بارادو في تجاوز دور المجموعات، لتتواصل معاناة الفرق الجزائرية في تحقيق الإنجاز قاريا، على أمل أن تنجح في التألق في الطبعة الجديدة. الجزائريون يحزنون على مارادونا لا يمكن الحديث عن 2020 بدون ذكر رحيل الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا، الذي غادر هذا العالم إثر نوبة قلبية. اللاعب الذي تُوّج بلقب كأس العالم مع الأرجنتين عام 1986، ويعدّ على نطاق واسع لاعب كرة القدم الأعظم على مرّ العصور، توفي في نهاية نوفمبر الماضي عن عمر ناهز 60 سنة. رحيل "الفتى الذهبي" وأحد أعظم من داعب الساحرة المستديرة، خلّف حزنا كبيرا في العالم وحتى لدى الجمهور الرياضي الجزائري، كيف لا ومارادونا استطاع بفنياته وقدراته الكروية العالية، أن يخطف قلوب الجماهير من مختلف الأعمار والأجيال، وسيبقى في أذهان الجزائريين وعشاق كرة القدم خالدا لا يزاحمه في ذلك أحد.