علّق جلّ الرياضيين الجزائريين في مختلف الاختصاصات على غرار نظرائهم في كل المعمورة أحلام كبيرة من أجل التألق واعتلاء منصّات التتويج خلال سنة 2020 ما جعلهم يثابرون ويجتهدون في مختلف التظاهرات القارية، الإقليمية والعالمية لحجز مكانة للمشاركة في المواعيد الكبرى، في مقدمتها الألعاب الأولمبية بطوكيو، هذا الحدث الذي يُقام كل أربع سنوات، كل ذلك كان قبل أن تأتي الجائحة الصّحية بسبب إنتشار فيروس كوفيد 19 المستجد التي غيّرت التصورات والمفاهيم وشلّت كل القطاعات بما فيها الرياضة، لترهن بذلك الآمال التي كانت معلّقة، قبل شهر مارس، عندما تم غلق كل المنشآت وتوقف قطار البطولات والمواعيد، ومنها ما ألغيت بشكل تام. عزيمة لا مثيل لها لمسناها عند مختلف العناصر الوطنية من أجل تحقيق أفضل النتائج في المواعيد التي كانت مبرمجة بهدف الظفر بأكبر عدد من المقاعد في موعد طوكيو والألعاب المتوسطية بوهران، حيث تم تسخير العُدّة والعتاد لكي يتسنى للطواقم الفنية لتجسيد البرامج المُسطرة لمُسايرة المستوى العالي لكي تكون الرياضة الجزائرية في المراكز الأولى خاصة في التظاهرات المؤهلة للبطولات في العالم والألعاب الأولمبية وشبه الأولمبية، وبمتابعة مباشرة من القيادة العليا للبلاد بقيادة رئيس الجمهورية الذي طالب حكومته بإعطاء أهمية كُبرى للرياضة والشباب، من خلال تخصيص ميزانية كبيرة لبلوغ أرقى المراتب ما دفع بقطار الرياضة أكثر وبعث التفاؤل في نفوس الرياضيين، بعدما شعروا بالاهتمام الذين يحظون به وزادهم إرادة لتشريف الألوان الوطنية، لأنهم شعروا بروح المسؤولية. مواعيد هامة كانت تنتظر رياضيين في مختلف الإختصاصات النُّخبة الوطنية كانت في أعلى درجة تحضير من أجل ضمان أفضل إستعداد للمنافسات التي كانوا مُقبلين على المشاركة بها على غرار عناصر الكاراتي دو الذين عادوا من بعيد بعدما رُفعت العقوبات على الجزائر في الخارج، حيث كان الجميع يركز على العمل الجاد لقطع تأشيرة المشاركة في الأولمبياد القادم لأنهم كانوا معنيين بعدة ملتقيات أبرزها بالمغرب وباريس، وهذا الأخير يعد آخر مرحلة لكسب النقاط المؤهلة لموعد طوكيو، ما جعل المديرية الفنية تحدد برنامجا متوازنا في إختصاصي الكاتا والكيميتي لأننا نملك مجموعة من الأسماء لدى الذكور والإناث أثبتت قدرتها في منافسة الكبار من خلال المسابقات التي شاركوا فيها، خاصة أنهم على دراية بأنها قد تكون المرة الأخيرة التي قد يدرج فيها هذا الإختصاص ضمن الحدث الأولمبي الذي يبقى حلم كل رياضي في مشواره، بالنظر لقيمته الإعلامية والمستوى الفني وفي ذات السياق، فإن المصارعين يؤمنون بمستواهم وأكدوا أنهم قادرين على تشريف الوطن. نفس الأمر بالنسبة للمنتخب الوطني لرياضة الجمباز الذي كان مقبل على المشاركة في عدة تظاهرات في مقدمتها البطولة الأفريقية بجنوب إفريقيا في شهر أفريل، وكذا البطولة العربية التي كانت مُبرمجة في سبتمبر الماضي بالجزائر، بطولة العالم بفرانكفورت في إختصاص الترومبولين، حيث كان الرياضيون يحضرون على الصعيدين الوطني وفي الخارج من أجل الاحتكاك مع المستوى العالي لكسب الخبرة والتجربة التي تساعدهم على بلوغ المصاف العالمي بعدما عادوا قاريا والدليل من خلال النتائج المحققة في السنوات الأخيرة، لأننا أبطال إفريقيا على مرتين متتاليتين لدى الذكور، والمركز الثاني للإناث والعدد الكبير من الميداليات بمختلف المعادن في التظاهرات التي شاركوا فيها على غرار الألعاب الأفريقية بالرباط، البطولة العربية بتونس، ما جعل الفنيين والمسؤولين على هذه الرياضة يثقون في إمكانية عناصرنا من تحقيق نتيجة تسمح لهم بالتأهل للموعد الأولمبي والعمل على الإرتقاء في التصنيف العالمي. من جهتهم، سباحو وسباحات الفريق الوطني سواء الذين ينشطون ضمن البطولات الأوروبية أو بالجزائر كانوا يعملون من أجل تحقيق الحد الأدنى ضمن البطولة الأفريقية التي كانت مقررة بجنوب أفريقيا، أفريل الماضي، بالنسبة للأسماء التي تملك حظوظا للتواجد في الألعاب الأولمبية بطوكيو، لأن السباحة الجزائرية عرفت عودة قوّية مؤخرا حيث أصبحت تحتل المراكز الأولى على المستوى الأفريقي من خلال الأرقام المحققة من طرف عناصر شابة برهنوا على قدراتهم في عدة مواعيد آخرها الألعاب الأفريقية بالمغرب، السنة الماضية ب 23 ميدالية مختلفة الألوان، وكذا في مختلف الدورات المفتوحة التي تحتسب نقاطها من أجل التأهل لطوكيو ما سمح لكل من أسامة سحنون من كسب تأشيرتين في إختصاص ال 50 و100 متر حرة، جواد سيود، عبد الله عرجون، وتبقى القائمة مرشحة للإرتفاع من خلال كل من أنيس جاب الله، نزيم بن بارة، أمال ملّيح، سعاد شرواطي وفي حال فعلها الثنائي ستكون السباحة النسوية حاضرة في الأولمبياد لأول مرّة، لأنهم كلهم عزيمة من أجل تشريف السباحة الجزائرية، بعدما فعلوها في سنة 2018 بأرض الوطن بأسماء صاعدة بإمكانها تقديم الكثير في قادم المواعيد وعلى كل الأصعدة. الملاكمة تصنع الحدث ب 7 ملاكمين تأهلوا لأولمبياد طوكيو الفن النبيل الذي دائما عوّدنا على تحقيق الألقاب مهما كانت العراقيل، لأننا نملك تقليدا في هذا الإختصاص، هذا ما تأكد من خلال ضمان 7 تأشيرات كاملة للمشاركة في أكبر حدث رياضي يُقام كل أربعة سنوات، والأمر يتعلق بكل من محمد فليسي، عبد الحفيظ بن شبلة، يونس لموشي، محمد حمري، شعيب بولودينات، إيمان خليف، لروميسة بوعلام وبفضل الثنائي الأخير ستكون الجزائر حاضرة لأول مرة ضمن الأولمبياد، وهذا السباعي كان قد تألق خلال البطولة الأفريقية التي جرت وقائعها بالسنغال ومازالت أسماء أخرى مرشحة بقوة من أجل التواجد مع زملائهم على غرار كل من يحيى عبد اللّي، أسامة مجّال، يوغورطة آيت بقة، شمس الدين كرامو وأمامهم فرصة من خلال ملتقى باريس الذي تأجل إلى غاية شهر جوان القادم ولهذا فإن التشكيلة الوطنية تواصل العمل بكل عزيمة ومثابرة من أجل الوصول للأهداف المسطرة، وفي مقدمتها العودة لمنصات التتويج أولمبيا. أم الرياضات أمام طموح إستعادة البريق أم الرياضات والتي عوّدتنا على تشريف الألوان الوطنية أولمبيا، عالميا وقاريا تمكنت من قطع ثلاث تأشيرات لموعد طوكيو والأمر يتعلق بكل من النجم الصاعد بثلاث ميداليات أولمبية، توفيق مخلوفي المختص في 800 و1500 متر، عبد المالك لهولو في 400 متر حواجز، بلال ثابتي في سباق 3000 متر حواجز، في انتظار أسماء أخرى قد تدعّم القائمة على غرار العربي بورعدة في العشاري بما أنها الفرصة الأخيرة قبل الإعتزال بعدما تمكن من التواجد في المركز الخامس بموعد ريو 2016. للإشارة فإن الملتقيات الدولية أجلت بسبب الجائحة الصحية ما يعني أن الحظوظ ما زالت قائمة لتأهل أسماء أخرى، خاصة أننا تعودنا على التتويجات التي دائما تُحقق في إختصاص ألعاب القوى التي تبقى ركيزة كل الرياضات على مرّ السنوات بدليل الأرقام المحصل عليها بداية من موعد برشلونة سنة 1992 عن طريق حسيبة بولمرقة، نورالدين مرسلي بأطلنطا، عام 1996، نورية بنيدة مراح في سباق 1500 متر رفقة عبد الرحمان حماد في إختصاص الوثب العالي بسيدني 2000، ليأتي الدور على مخلوفي الذي أحدث المفاجأة بلندن 2012 وريو2016 على التوالي. توقف المنافسات نزل كالصاعقة على الرياضيين الجميع كان يعمل لأجل المواعيد سالفة الذكر قبل أن يتوقف كل شيء، بداية من شهر مارس الفارط بسبب الجائحة الصحية بالنظر للخطر الذي يشكله فيروس كورونا القاتل وسريع الإنتشار الذي تمكن من غزو كل دول العالم في ظرف قياسي، ما إضطر المسؤولين على الهيئات الرياضية في كل الإختصاصات على غرار كرة القدم (الفيفا)، الإتحاد الأفريقي، الأوروبي، هذا الأخير أجل اليورو من السنة الحالية والذي سيكون من 11 جوان إلى 11 جويلية 2021، الآسيوي إلى توقيف كل المنافسات الكروية سواء بطولات محلية أو قارية لتفادي الكارثة بالنظر لسرعة إنتشار هذا الوباء الخطير، اللجنة الأولمبية الدولية وبالتشاور مع الحكومة اليابانية هي الأخرى إتخذت قرار تأجيل أكبر حدث رياضي للألعاب الأولمبية لسنة كاملة والذي سيكون من 23 جويلية إلى 8 أوت القادم وشبه الأولمبية من 24 أوت إلى 5 سبتمبر 2021 أي حتى يعود الإستقرار لأن صحة الإنسان أولى من ممارسة الرياضة، الأمر طال الألعاب المتوسطية بوهران والتي تم تأجيلها إلى غاية 2022 لكي لا يكون تضارب في المواعيد الكبرى وبالتالي تأجيل كل المنافسات القارية والعالمية، لأن الرياضيين توقفوا عن التدريبات وأعيد برمجتها مجددا، ألعاب القوى داخل الصالات التي كانت مقررة بالصين، سنة 2022، ماراطون بوسطن، لندن وسباقات المارطون ونصف الماراطون المشهورة، الدوري الماسي الذي ألغيت لقاءاته، رولان غاروس حيث تأجلت دورة فرنسا المفتوحة، فيما ألغيت دورة ويمبلدن، سباق الدراجات الدولي الذي كان سيجري في إيطاليا، الألعاب المائية في بودابست واختصاصات أخرى وبالرغم من عودة بعض المنافسات، إلاّ أنها من دون جمهور ما أفقدها نكهتها الحقيقية. سنة.. للنسيان ما جعل سنة 2020 تكون الإستثناء بالنسبة للرياضيين عبر المعمورة بالنظر للصدمة التي تلقوها بعدما كانوا في أعلى درجات التحضير ليصطدموا بواقع مؤلم بعد توقف كل التحضيرات وتأجيل المواعيد الكبرى إلى غاية 2021 ما أخلط أوراقهم خاصة بالنسبة للأبطال العالميين والأولمبيين، ومن هم في نهاية مشوارهم الرياضي على غرار كل من السويسري فديرار، الأمريكية ويليامز في التنس، الأمريكي طايغر وودز في رياضة الغولف، الصيني لين دان في اختصاص الكرة الريشة، الثنائي الجزائري في ألعاب القوى توفيق مخلوفي في السباقات الطويلة، العربي بورعدة في العشاري، لأنهم سيتأثرون بالنظر لسنهم الذي يتطلب وقت طويل للإسترجاع، لأن الرياضي في المستوى العالي إذا توقف عن التدريبات لفترة طويلة سيتأثر بشكل كبير، ومن جهة أخرى قد تكون فرصة سانحة للشباب الصاعد من أجل قول كلمته من خلال رفع التحدي والتحلي بالإرادة في النجاح ما يجعلنا ننتظر الكثير من المفاجآت في المستقبل من خلال بروز جيل جديد في وقت كان يتطلّع الجميع لمواصلة تألق أسماء طالما صنعت الحدث في الماضي القريب. هل التأجيل سيخدم العناصر الوطنية..؟ جاء الخبر المفرح بالنسبة للرياضيين الجزائريين عندما صدر قرار السماح لعناصر النخبة التي تنتظرها منافسات دولية أوقارية مؤهلة للألعاب الأولمبية، شهر أوت الماضي، وفقا لبروتوكول صحي يتماشى مع الوضعية الصحية التي تمر بها البلاد لضمان جاهزيتهم وفي نفس الوقت لحمايتهم، لأننا لم يبق يفصلنا الكثير من الوقت عن الدورات المؤهلة لموعد طوكيو ووهران على حد سواء، حيث تمكنت المصارعة الجزائرية من تحقيق ميدالية برونزية في بطولة العالم التي جرت، مطلع الشهر الجاري بصربيا، الفريق الوطني لكرة اليد يواصل العمل ببولونيا، إستعدادا لبطولة العالم التي ستكون بمصر، جانفي الداخل وكان قد عاد بقوة على الصعيد القاري في طبعة تونس، مطلع 2020، الذي إحتل المركز الثالث بعدما كان سادسا، وبهذا فإن العام الجاري لم تبلغ خلاله الرياضة العالمية الأهداف التي كانت مسطرة، بما فيها الجزائر التي تسجل عددا ضئيلا من العناصر التي تأهلت للألعاب الأولمبية يتوزعون بين سحنون، سيود، عرجون في السباحة، مخلوفي، لهولو، ثابتي في ألعاب القوى، بوراس، بريشي في الملاحة الشراعية، بودينة، آيت داود في التجذيف، بيداني في رفع الأثقال، خريس أميرة في الكانوي كاياك، لعقاب في الدراجات.