تواصلت متاعب المواطنين في عديد ولايات شمال البلاد والهضاب العليا وعدد من الولايات السهبية بسبب استمرار تساقط الثلوج المتبوع بالجليد الذي تسبب فيه تراجع درجات الحرارة إلىأدنى مستوياتها ما أدى إلى انقطاع حركة السير سواء بسبب سمك الثلوج أو الجليد الذي أثنى السكان عن المغامرة بحياتهم في طرقات زلقة. صقيع "قطبي" بولاية سعيدة أدى استمرار تساقط الثلوج طيلة ليلة السبت إلى الأحد على إقليم ولاية سعيدة، إلى تسجيل صعوبات كبيرة في حركة السير على مستوى عدد من طرقها الوطنية، وإلى "شلل كلي" على مستوى طرق أخرى وخاصة الطريق الوطني رقم 6 في شطره الرابط بين بلدية بوراشد المؤدي إلى ولاية البيض والطريق رقم 104 على مستوى بلدية مولاي العربي والمؤدي إلى ولاية سيدي بلعباس وكذا الطريق الوطني رقم 94 بين بلدية أولاد إبراهيم الرابط بولاية تيارت. وأمام هذه الوضعية الاستثنائية واصل أعوان مديرية الأشغال العمومية وعناصر الحماية المدنية وعمال مختلف البلديات جهودهم لفتح هذه المحاور باستعمال كاسحات الثلوج ومادة الملح. ولم تستثن الطرق الولائية والبلدية وحتى مستوى مداشر هذه الولاية السهبية من تبعات الاضطرابات الجوية وخاصة في بلديات الحساسنة ويوب وسيدي بوبكر التي أرغم سكانها على البقاء في بيوتهم يترقبون إعادة فتح طرق بلدياتهم. وأدى هذا الاضطراب الجوي إلى نزول درجات الحرارة إلى أدناها وخاصة خلال الليل حيث بلغت ثلاث درجات تحت الصفر صبيحة، أمس، ما أدى إلى تراكم الجليد على مختلف الطرقات الأمر الذي جعل مصالح الحماية المدنية تحث السكان على توخي الحيطة والحذر في تنقلاتهم مخافة تعرضهم لكسور أو انحراف مركباتهم. تيارت: 20 سم من الثلوج وثلاث درجات تحت الصفر وعلى نفس المشاهد البيضاء والجو "الجامد" استيقظ سكان ولاية تيارت عاصمة الهضاب العليا الغربية وقد غطت الثلوج أفق ولايتهم بسمك 20 سم ودرجة برودة "سيبيرية" أخلت بحركة السير المرورية، حتى في الأحياء المرتفعة بمركز الولاية كحي لومبير وابن خلدون وعدل 2 القريبة من حي الصنوبر، التي كستها الثلوج وأدت إلى عرقلة حركة تنقل المركبات رغم التدخل المبكر عمال الأشغال العمومية والبلدية بكاسحات الثلوج. وتسببت هذه الوضعية في تأخر التحاق التلاميذ بمدارسهم والموظفين بمناصب عملهم بل أن بعض المؤسسات التربوية أبقت أبوابها موصدة بينما أعيد تلاميذ مدارس أخرى إلى منازلهم بسبب الظروف الجوية الاستثنائية. وتسببت هذه الوضعية في انقطاع حركة المرور على طرقات وطنية مثل الطريق الوطني رقم 23 الرابط بين تيارت وولايات منطقة الغرب الجزائري الغربية بسبب تراكم الثلوج وخاصة على مستوى مرتفع قرطوفة بالمدخل الغربي لمدينة تيارت، والطريقين الوطنيين "14" و« 40" الرابطين بين تيارت والجزائر العاصمة والولايات الشرقية والجنوبية الشرقية ضمن وضعية مناخية عرفتها أيضا، دائرتي فرندة والسوقر. وفي محاولة منها لاستباق كل ندرة لغاز "البوتان" سارعت مؤسسة "نفطال" منذ بداية الاضطراب الجوي إلى تزويد عدة مناطق بالولاية، بكميات كفاية من قارورات هذه المادة الحيوية في مثل هذه الظروف والتسهيل على سكانها اقتناؤها تفاديا لأي مضاربة. وتواصلت طيلة نهار أمس عمليات إزالة الثلوج من كل الطرقات الوطنية والولائية والبلدية ضمن جهود للتمكين من عودة حركة السير بصفة عادية. الثلوج والصقيع تقطع طرقات البويرة تسببت سوء الأحوال الجوية وتساقط الثلوج بولاية البويرة ليلة، أمس، في شلّ حركة السير عبر عدة طرقات، في وقت بقيت فيه عائلات عالقة لليوم الثاني على التوالي بمنتجع تيكجدة السياحي. وسجلت مصالح الحماية المدنية، غلق عدة طرقات بشمال وجنوب الولاية، وخاصة الطريق الوطني رقم 15 المؤدي إلى ولاية تيزي وزو، وخاصة على مستوى مرتفعات منطقة تيروردة ببلدية اغبالو، وأيضا على مستوى الطريق الوطني رقم 30 الرابط بين هاتين الولايتين في منطقة تيزي نكولان بلدية صحاريج، والطريق الوطني رقم 33 الرابط بين الولايتين أيضا على مستوى منطقة أسول ببلدية الأصنام باتجاه مرتفعات تيكجدة. ولم تقتصر مثل هذه الوضعية على شمال الولاية ولكنها سادت في جنوبها أيضا حيث توقفت حركة السير عبر الطريق الوطني رقم 62 بين الدشمية وسور الغزلان بسبب الصقيع، وهو ما عرفه الطريق الولائي رقم 12 الرابط بين الدشمية وريدان بسور الغزلان والذي شلت به حركة السير نهائيا بسبب تراكم الجليد. والطريق بين أهل القصر وتماماشت، وكذا الطريق الولائي رقم 11 في شطره الرابط بين أهل القصر واولاد راشد بأقصى شرق الولاية. وكانت ولاية البويرة قد أصدرت قرارا بمنع الحافلات وأصحاب الدراجات النارية من التوجه إلى منطقة تيكجدة بعدما علقت عدة عائلات بهذا المنتجع والتي فاجأتها الثلوج وحالت دون عودتها. تيسمسيلت: تحسن مرتقب للوضعية الجوية خلال ساعات عرفت ولاية تيسمسيلت "صعوبات كبيرة" في حركة السير بعدد من الطرقات الوطنية والولائية بسبب تواصل التساقطات الثلجية الكثيفة المصحوبة بموجة من الصقيع في تشكيل طبقة من الجليد أدت إلى صعوبات كبيرة في حركة المرور. وهي الوضعية التي أصبح عليها الطريق الوطني رقم 14 بين بلديتي ثنية الحد والعيون والطريقين الولائيين رقم 34 بين بلدية الملعب وولاية تيارت ورقم 21 بين بلدية لرجام وولاية غليزان وكذا الطريق الرابط بين بلديتي الزهرية وبوقايد وبين بلديتي ثنية الحد وسيدي بوتشنت. وتعمل مصالح الحماية المدنية مدعومة بأعوان الصيانة التابعين لمديرية الأشغال العمومية على تسهيل تنقل السيارات باستعمال كاسحات الثلوج والجرافات ومادتي الملح والحصى. وتوقعت محطة الأرصاد الجوية لعين بوشقيف بولاية تيارت توقع استقرار الوضعية الجوية بداية من نهار اليوم بعد سوء وضعية جوية أدت إلى بلوغ سمك الثلوج بهذه الولاية في سلسلة جبال الونشريس الى 20 سنتمترا فيما بلغت درجة الحرارة، زوال أمس، ثلاث درجات تحت الصفر، الكافية لتجمّد الماء. الثلوج تعزل قرى جبلية ببجاية عزلت الثلوج المتساقطة طلية اليومين الأخيرين على ولاية بجاية سكان قرى جبلية بكاملها وخاصة ببلديات أدكار وكنديرة وأكفادو وشلاطة وذراع القايد، في نفس الوقت الذي شهدت فيه محاور الطرقات الوطنية والولائية اضطرابا في حركة المرور. وشلت حركة المرور على مستوى الطريق رقم 26 الرابط بين بجاية و تيزي وزو بسبب تراكم الثلوج بمنطقة شلاطة، ضمن وضعية مماثلة بالطريق الولائي رقم 23أ المؤدي إلى بعض قرى بلدية كنديرة ما أدى إلى عزل بعض القرى. وناشد سكان القرى الجبلية السلطات المحلية على غرار مديرية الأشغال العمومية لتجنيد الوسائل المادية والبشرية قصد فكّ العزلة عنهم. وجندت مديرية الأشغال العمومية، منذ صبيحة أمس، كاسحات الثلج لفتح الطرقات التي أغلقت بسبب الثلوج، فيما بقيت الحركة المرورية صعبة بعديد المحاور الأخرى.