تسبب سوء الأحوال الجوية والتساقط المستمر للثلوج في قطع الكثير من الطرقات الوطنية، فيما حذرت نشرية خاصة، أمس، من تساقط ثلوج كثيفة على المرتفعات الوسطى والشرقية للبلاد. شهدت، أمس، طرقات ولايات جيجل، وباتنة وسطيف صعوبة في السير بسبب سوء الأحوال الجوية، وما خلّفته الثلوج أو طبقات الجليد من غلق للطرقات. وسارعت مصالح الدرك الوطني وفرقها المختلفة بولاية باتنة، رفقة فرق مديرية الأشغال العمومية، إلى تسهيل حركة السير عبر عدد من الطرقات بعد تساقط كثيف للثلوج. واستعملت مصالح الأشغال العمومية مادة الملح لتسهيل التنقل وإذابة طبقات الجليد التي تشكلت، خاصة بالطريق الوطني رقم 77 الرابط بين ولايتي باتنة وسطيف، مرورا بمروانة، وذلك في النقطة المعروفة ب "نافلة" ببلدية حيدوسة. كما تسببت الثلوج في غلق الطريق الوطني رقم 31 بين باتنة وبسكرة، مرورا بآريس. وفيما يخص الطرقات الولائية، فقد سجلت صعوبة السير بالطريق الولائي رقم 172 الرابط بين منطقة عين الطين وبلدية إشمول، على مستوى الجهة الشرقية للولاية. وعرف الطريق الولائي رقم 45 الرابط بين بلديتي آريس وإشمول، صعوبة في التنقل من طرف المركبات بسبب كثافة الثلوج وتشكل الجليد، خاصة في الفترات الصباحية . كما لم يتمكن، أمس، سكان العديد من المناطق الجبلية بجيجل من التنقل لقضاء حاجياتهم بسبب تراكم الثلوج في الطرق والمسالك المؤدية إليها، التي تجاوز سمكها في بعض الأماكن 20 سنتيمترا، مثلما هو الشأن بعدد من قرى ومشاتي بلديات إراڤن، وسلمى بن زيادة، وبني ياجيس، وأولاد عسكر، وجيملة، وبلهادف والشحنة. موازاة مع ذلك، شهدت بعض الطرقات الوطنية والولائية، على غرار الطريق الوطني 77 في شطره العابر لبلديتي جيملة وتاكسنة، والطريق الوطني رقم 5 المؤدي إلى ولاية ميلة، وكذا الطرق الولائية 137 أ وب و135 أ وب، تذبذبا في حركة السير، وقد تدخلت السلطات لإزالة الثلوج المتراكمة بها باستعمال الكاسحات والعديد من آليات الأشغال العمومية. وأبدى مواطنون من مشاتي بعيدة مخاوفهم من تعقد وضعيتهم مع العزلة، في ظل استمرار تساقط الثلوج واقتصار عمليات فتح الطرق من طرف الجهات المعنية على الطرق الرئيسية دون المسالك المؤدية إلى القرى.
في المدية، ورغم تعبئة أزيد من 60 آلية لكسح الثلوج عبر عموم الطرقات الرئيسية بمختلف جهات الولاية، في عملية تشبه الكر والفر على مدى ساعات الصبيحة، وتجنيد 300 عون صيانة منذ ليلة الجمعة إلى السبت، واستهلاك أطنان من الملح والحصى لإذابة الثلوج، إلا أن ذلك لم يسمح سوى بحركة بطيئة أرغمت العديد من مستعملي الطريق الوطني رقم 1 مثلا، إلى العودة أدراجهم خشية تزايد الثلوج التي لم يتوقف سمكها عن الارتفاع حتى داخل عاصمة الولاية، التي شلت فيها حركة المرور لفترات متباعدة وتوقفت فيها خدمة حافلات النقل الحضري لعدة ساعات، خاصة على الخطوط المؤدية نحو الأحياء العليا للمدينة، على غرار حي مرج شكير وحي بزيوش أو نحو قرية تيبحيرين. فيما شهدت المحلات التجارية للمواد الغذائية تلهفا كبيرا من قبل الزبائن على اقتناء المواد المقاومة للبرد، على غرار العجائن والبقول الجافة.
الثلوج تعزل سكان قرى المرتفعات الشرقية بالبويرة
من جهتها، باشرت، صباح أمس، مصالح الأشغال العمومية بالبويرة عملية فتح الطرق الكبرى العابرة للمرتفعات الشرقية، بعدما أغلقتها الثلوج التي لا تزال تتساقط بكثافة في مختلف أرجاء الولاية. حتى وإن تمكنت السلطات العمومية من فك العزلة عن قرى ومداشر المناطق الجنوبية، كتلك الواقعة في دائرتي سور الغزلان وبرج أخريص، غير أنها تبقى عاجزة عن فك الحصار عن القرى والتجمعات السكنية الواقعة في سفوح جبال جرجرة، وذلك بسبب كثافة الثلوج التي وصل سمكها إلى حوالي مترين في منطقة أسول بأعالي تيكجدة. وحول وضعية طرق الولاية، علمنا من مصالح مديرية الأشغال العمومية بالولاية، بأنه زيادة على انسداد جل المسالك والطرق البلدية التي تربط بين مختلف المداشر والقرى الواقعة في المرتفعات الشرقية، لا تزال ثلاث طرق وطنية مغلقة، وهي الطرق الرابطة بين ولايتي البويرة وتيزي وزو، فالطريق الوطني رقم 30 العابر لمنطقة امشدالة لا يزال مغلقا ابتداء من النقطة الكيلومترية 69 إلى غاية النقطة 80. أما الطريق الوطني رقم 15 الربط بين امشدالة وبجاية، فهو مغلق انطلاقا من النقطة الكيلومترية 65 إلى النقطة 74، والطريق الوطني رقم 33 العابر لمنطقة تيكجدة مغلق على امتداد النقطة الكيلومترية 32 إلى النقطة 45، في حين لا تزال الأشغال جارية بمنطقة تيزي نجعبوب لفتح الطريق الوطني رقم 25.
مواطنون يشتكون ارتفاع سعر قارورة غاز البوتان
وفي تيزي وزو، تساقطت الثلوج بكثافة بمناطق إفرحونان وعين الحمام ومناطق بوزڤان، وكذا جنوبي الولاية. وقد تسببت كثافة الثلوج في انقطاع حركة المرور على مستوى فج تيروردة وإشلاظن في المناطق الرابطة بين تيزي وزو وولايتي البويرة وبجاية. في سياق متصل، شهدت عدة طرق محلية صعوبة في حركة سير المركبات، كما هو الشأن بمناطق عين الحمام وبوزڤان . ويشتكي سكان بعض المناطق، على غرار بلدية إللتن بإفرحونان، من انعدام الغاز الطبيعي، حيث يتم تموينهم بغاز البوتان. ورغم وجوده بكميات محدودة، إلا أن المواطنين يشتكون من ارتفاع سعره، خاصة وأن الظروف المناخية هذه الأيام تستدعي استهلاك كميات كبيرة من هذه المادة، حيث اضطر العديد من العائلات إلى الاستعانة بالتدفئة بالحطب فرارا من المصاريف الكبيرة التي تترتب عن التدفئة بغاز البوتان.