أطلت قناة القرآن الكريم التلفزيونية مؤخرا على الجمهور الجزائري كي تملأ فراغا عرفته الساحة الإعلامية في المجال السمعي البصري، وتعتزم هذه القناة تقديم الأحسن والأفضل بنظرة جزائرية قادرة على إيصال الدين الصحيح الذي عرفه الجزائريون طوال 14 قرنا مضت. وأكد مسؤولو هذه القناة ل"المساء" أن خط هذه الأخيرة يلتزم بكل ما من شأنه أن يرقي الأخلاق والقيم في مجتمعنا، وكما يتابع المشاهد هذه الأيام فإن البداية عبارة عن برامج عادية متمثلة في اللقاءات والعروض الدينية والإرشاد، بمعنى الاعتماد على المادة الإعلامية ذات الطابع الديني، والهدف - كما سبق ذكره - هو ترقية الذوق والاخلاق والمعاملات والسلوكات في مجتمعنا الجزائري الذي بدأ يفقد الكثير منها مع الغزو الفضائي للاعلام الأجنبي الذي كان له دور في هذا التراجع. تعتمد القناة أساسا على القرآن الكريم، لذلك خصصت فترات هامة لتلاوته بأصوات مقرئين جزائريين وبرواية ورش، ومن جهة أخرى تقديم تفسير القرآن الكريم وآياته ليستوعبها الجمهور بهدف انعكاس معانيها على وجدان هذا الجمهور وسلوكياته. الحديث النبوي حاضر أيضا وسيقدمه أساتذة ومختصون يعتبرون عصارة هذا الاختصاص في الجزائر، منهم الاستاذ بن بريكة، والحسني وبويزري وغيرهم. لا تقتصر القناة في برامجها على المادة الدينية البحتة بل خصصت برامج مهمة لقضايا اجتماعية وفكرية وثقافية، منها مثلا حصة "تقارب" للمذيعة الجزائرية عفيفة معلم، حيث تتناول في برنامجها قضايا اجتماعية، وتستضيف خبراء في علم الاجتماع، ومرشدات دينيات وغيرهم، وهناك أيضا برنامج "جوامع الكلام" الذي يتناول قضايا فكرية وتراثية قيمة. في سؤال طرحته "المساء" على المنظمين من قسم البرمجة حول إمكانية استغلال أرشيف التلفزة الوطنية (القناة الأم) أكد هؤلاء أنه بالفعل سيتم استغلال هذا الارشيف المهم جدا، خاصة المتعلق بالملتقيات الإسلامية التي شهدتها الجزائر منذ فترة ما بعد الاستقلال، والتي كان لها صدى في العالم الإسلامي وشارك فيها أشهر العلماء والمفكرين، كما سيعاد تقديم أغلب المحاضرات التي كانت تقدم فيها، إضافة إلى برامج أخرى، منها برنامج "مقالة"، و"منارات الهدى" وغيرها، أما فيما يتعلق بالبرامج الجديدة التي تقدمها القناة قريبا فإن الاولوية ستعطى للإنتاج الوطني، حيث تقدم بعض شركات الإنتاج الخاصة أعمالها للقناة، وهذه الاخيرة تختار الأنسب والأجود طبعا، أما البرامج والاسماء العربية التي ستشارك في القناة فلم تتحدد بعد، علما أن القناة استقبلت مؤخرا الداعية عائض القرني الذي شجع هذه المبادرة الإعلامية الهادفة والملتزمة، وتمنى لها الثبات في زحمة فوضى الفضائيات المشبوهة التي لاتخدم المشاهد الجزائري ولا العربي ولا المسلم. كما التقت "المساء" بالفنان المتألق ابراهيم زروق الذي أصبح متابعا لهذه القناة، خاصة بعد بثها لمحاضرة للاستاذ المفكرمولود قاسم نايت بلقاسم الذي كان يعرفه ويحبه، وصرح أنه تعاون مع شركة "بادي فيزيون" لإنتاج "سكاتشات" خاصة بالقناة والتي تندرج ضمن برنامج "حدث وحديث" الذي يعده ويقدمه الأستاذ عيسى مي?اري ويشاركه في تمثيل هذه السكاتشات مجموعة من الممثلين منهم حميد عاشوري، سميرة صحراوي، فريدة كريم ومدني نعمون، وتتناول قضايا وظواهر اجتماعية في طرح كوميدي ساخر تعقبه تعليقات من المقدم الذي يضعها في إطار النظرة الدينية الاسلامية الصحيحة. كما أشار الممثل زروق إلى أن القناة الآن بصدد تجميع المادة الإعلامية والفنية وتسطير برنامجها الخاص بالبث، مؤكدا أن للجزائر كفاءاتها في هذا المجال، أي الإعلام الديني والفن الملتزم، متمنيا أن تكون هناك مساحة للإبداع واستقلالية في العمل، وقال إن الإعلام الجزائري يتحدى كل منافسيه لو توفرت له الإمكانيات والظروف المناسبة، والدليل على ذلك أن حصة مثل "معالم قرآنية" (تناولت قصة سيدنا يوسف) للزميلة امينة لوكيل وتقديم عيسى مي?اري تحصلت على الميدالية الفضية في مهرجان البحرين للأعمال الدينية. وتبقى هذه القناة نافذة أخرى يتنفس من خلالها الجزائري هواء نقيا بدل الهواء الملوث الذي تصدره بعض اجهزة الإعلام الأجنبي.