تنظم الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي يوم 27 فيفري الجاري، ابتداء من العاشرة صباحا بالمكتبة الوطنية، العدد الثاني من "لقاء الأحبة" (لمة لحباب) الذي يستضيف الأستاذ عبد القادر بن دعماش، للحديث عن "حياة وأعمال سيدي لخضر بن خلوف"، كما سيتم تنظيم ورشة للقراءات الشعرية لمجموعة من الشباب الهاوي. يأتي العدد الثاني من "لقاء الأحبة" تطبيقا للبرنامج السنوي 2021 للجمعية الجزائرية للأدب الشعبي، بمبادرة من الأمانة الوطنية للجمعية، ويتضمن محاضرة عن "حياة وأعمال سيدي لخضر بن خلوف" من تنشيط الأستاذ عبد القادر بن دعماش، وكذا ورشة شعرية لمجموعة من شعراء الشعر الشعبي الشباب والمبتدئين، متبوعة بمناقشة يديرها أساتذة وشعراء معروفون. كان رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي توفيق ومان قد أكد أن النشاط يعود بقوة هذا الموسم، وسيكون الشعلة لإعادة الحركية للمشهد الثقافي، حيث سيتم إتاحة المجال لكل الفعاليات الثقافية لإبراز طاقاتها، مشيرا إلى أن الجمعية ستظل نشيطة على المستوى المحلي والدولي. للإشارة، يقدم الأستاذ عبد القادر بن دعماش، الباحث في مجال الأغنية الشعبية والملحون بعضا من حياة وآثار سيدي لخضر بن خلوف، علما أن للمحاضر كتاب يحمل اسم هذا الشاعر والولي بعنوان "سيدي لخضر بن خلوف، أمير شعراء الملحون"، ويضم ثلاثة أجزاء، كتبه في سبع سنوات من البحث المضني عن المعلومات، وضم قصائد الشاعر وسيرته باللغتين العربية والفرنسية، ويقع الكتاب في 1200 صفحة، ويضم 167 قصيدة، علما أنه لأول مرة يصدر كتاب بهذا الحجم والمعلومات عن سيدي لخضر بن خلوف في الجزائر. يطرح المحاضر في هذا اللقاء، جميع المعلومات المتعلقة بأمير شعراء الملحون، وكل ما كتب عن مسيرته وموهبته وحكمته، حيث قضى سيدي بن خلوف، الجزء الأكبر من حياته في بلدة مزغران، وتخطت أشعاره حدود مسقط رأسه وبلده. يعد رصيده تراثا أدبيا زاخرا خاصة في مجال الشعر الملحون، لا زال حاضرا منذ القرن ال16 إلى يومنا، حيث يتغنى به الشعراء، كما تقول الروايات، إنه كتب نحو 700 قصيدة كاملة خبأها في القبور التي كان يرتادها، وقد تحدث عنها في قصائده، حيث يقول "عندي خزنة من القصايد مغبورة هي لبن خلوف تشهد"، ولم يتم العثور على كل القصائد التي ألفها، غير أن كنوزه الشعرية المتوارثة شفهيا، تبقى شهادة حية على مر الزمن. كما أرخ هذا المجاهد الباسل للكثير من المعارك التي كانت مسرحا لجرائم المستعمر طيلة حياته، وكان مرجعا هاما لحقبة مميزة من تاريخ الدولة الجزائرية، حيث صور في قصيدتين مشهورتين معركتين ضد الاستعمار الاسباني، المعركة الأولى تعرف ب "قصة شرشال" مدونة تاريخيا، وهي رحلة طويلة في المقاومة كانت بدايتها الجزائر شمالا، مرورا بالبليدة والأصنام ومستغانم، والثانية معركة مزغران الشهيرة التي وقعت أحداثها يوم 22 أوت 1558 بمستغانم. كما جعل سيدي لخضر بن خلوف، من شعره الملحون في متناول الجميع، لسهولته وحسن سبكه ورقة ألفاظه وخفة أوزانه، مما كان سببا في شهرته وانتشاره، حيث بين إنتاجه الشعري نزعته الصوفية، لاسيما في مدح النبي صلى الله عليه. للتذكير، افتتحت الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي نشاطها للسنة الجديدة 2021، في 23 جانفي الماضي، بمحاضرة ألقاها الأستاذ مهدي براشد بعنوان "قصيدة الملحون الذاكرة والوثيقة"، وقراءات شعرية متنوعة من جميل الكلم وطيبه لأسماء ثقيلة في ساحة الملحون، منها توفيق ومان وكمال شرشار ومسعود طيبي وعبد القادر صادلي.