تعرف العديد من أحياء بلديات العاصمة، انتشارا فظيعا للنفايات المنزلية، بسبب تأخر جمعها من قبل أعوان النظافة لمؤسسة جمع ونقل النفايات المنزلية "إكسترانت"، المكلفة بعملية الجمع على مستوى 31 بلدية، تقع ضمن قطاع اختصاصها؛ بسبب الأعطاب المتكررة في الشاحنات الدكاكة التي تستعملها. وقد أدت الاعطاب المتكررة التي تصيب الشاحنات الدكاكة، إلى تأخر جمع النفايات المنزلية بعدة بلديات، التي تحولت نقاط الرمي بها إلى شبه مفارغ عمومية وسط الأحياء السكنية، خاصة ببعض البلديات التي تتوقف فيها عمليات الجمع عدة أيام، مثلما حدث مؤخرا ببلديات شرق العاصمة، على غرار الرويبة والرغاية وغيرهما. وحسبما استقيناه من معلومات من مصادر من مؤسسة "إكسترانت"، فإن المشكل الرئيس يعود إلى تعطل الشاحنات الدكاكة المستعملة في جمع النفايات، بسبب الافراط في استعمالها، حيث تُستخدم هذه الأخيرة في جمع القمامة عدة مرات في اليوم رغم أن إمكانياتها محدودة، وتسمح بالقيام بدورة واحدة في اليوم. وقد انعكست هذه الوضعية على نوعية الخدمات المقدمة في ما تعلق بنظافة الأحياء التي أصبحت في حالة يُرثى لها بسبب انتشار النفايات وتجميعها في مكانها لعدة أيام؛ ما أدى إلى تشويه المحيط، وانتشار الحشرات الضارة خاصة البعوض والكلاب الضالة، وكذا الروائح الكريهة. وقد أثار ذلك قلق سكان الأحياء التي تعاني من هذه الوضعية، التي ستزداد سوءا خلال شهر رمضان، الذي تتضاعف فيه كمية النفايات المنزلية. كما ستتأزم الأمور أكثر مع حلول موسم الحر، الذي تنتشر فيه الروائح الكريهة والحشرات. ويتساءل المواطنون عن مدى قدرة مؤسسة "إكسترانت" على تحمل المسؤولية في ما يخص رفع القمامة في الشهر الفضيل، في ظل عدم الاستقرار الذي تعرفه هذه الأخيرة، والتي عرفت تغيير مديرها العام الذي تم تعيينه في جانفي الماضي قبل أيام فقط، فضلا عن قلة الإمكانيات اللازمة للقيام بمهمة جمع النفايات، وتوفير الإطار المعيشي المناسب للمواطنين. وفي هذا الصدد، يطالب سكان العديد من الأحياء، الجهات الوصية وعلى رأسها ولاية الجزائر، بالتدخل للتكفل بهذا الانشغال، قبل تأزم الوضعية أكثر، ووضع مخطط عمل لجمع النفايات ونقلها خارج الأحياء، خاصة خلال الشهر الفضيل، الذي تزيد فيه كمية النفايات التي تنتجها العائلات.